لاشك أن أصعب اللحظات التي يمكن أن يعيشها الإنسان، أن يكتب نعياً أو رثاءً لعزيز على قلبه.. كيف لا والفقيد هو الخال والأب والأستاذ، إلى جانب كونه الصحافي المتميز وصاحب القلم الرصين والقدوة والنموذج لأجيال متتالية من الصحافيين والإعلاميين.
لم يخطر في بالي أنني سأكتب رثاء خالي وصديقي ومعلمي هشام عدوان (أبو فراس)، الذي رحل عن هذا العالم، وكأنه يتعجل الرحيل إلى رحاب الله، بعد أن أدى الأمانة وترك بصمة في كل من عرفهم؛ أصدقاء وزملاء وتلاميذ مهنة.
هشام عدوان.. أيها الغائب عن العيون الحاضر في القلوب، أبكانا رحيلك المفاجىء والسريع وأدمى القلوب، لن تكفيك دموعنا حقك، فأنت المتسامح الكريم.. الغليظ اللين.. المنافح عن الحق الرافض للظلم.. لم تتوانَ أن تقف مع كل طالب حاجة.. ولم تتأخر يوماً في الوقوف مع من يلجأ إليك..
في كل صحيفة وموقع إعلامي لك حكايات وقصص لا تنتهي، ومئات التلاميذ الذي نهلوا من علمك وثقافتك الواسعة، صدمتهم الفاجعة وتجمدت الكلمات في حناجرهم.. فلم يتوانوا في الاتصال يسألون عن صحة خبر رحيلك ويدعون لك بالرحمة والمغفرة، ويستذكون كثيراً من المواقف التي جمعتك بهم..
كنت صديقاً وأخاً وأباً، كما أنت مع الجميع، تركت مئات الأبناء بعد أن زرعت فيهم قيماً ما كان سهلاً يتعلمونها من سواك، زرعت فيهم معنى الوطن والوطنية الحقة، وعلمتهم وأنت الصحافي الكبير أن الوطن لا يحتاج إلى خطب وشعارات وكلمات منمقة بقدر حاجته إلى عمل وتفانٍ وتسخير كل الإمكانيات ليكون وطناً حراً، يجمع كل أبنائه على الخير والمحبة وينشر قيم العدالة والسلام والمودة..
حسك الوطني لم ينسِك انتماءك القومي والعربي، فكنت النموذج الأجمل والأروع، حملت هموم فلسطين وسوريا ومصر والعراق واليمن، كما حملت هم وطنك البحرين، آمنت أن هذه الأمة واحدة وأن ما يجمعها أكثر بكثير مما يفرقها، فعملت على تعظيم روح التكاتف والتعاضد، كيف لا وأنت من نسل مربٍ فاضل، عمل سنوات طويلة في رزع القيم وتعليم أجيال وأجيال من أبناء البحرين، دون تفريق بين طائفة أو عرق أو أصل أو نسب..
الرثاء صعب.. ورثاء أبي فراس أكثر صعوبة، فالكلمات لا تريد أن تصدق أنك رحلت، ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل «إنا لله وإنا إليه راجعون».. وإننا على فراقك لمحزونون..
* إضاءة..
سُئِل سيدنا نوح عليه السلام، أطول الأنبياء عمراً: كيف وجدت الدنيا؟ قال: كدارٍ لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر.
لم يخطر في بالي أنني سأكتب رثاء خالي وصديقي ومعلمي هشام عدوان (أبو فراس)، الذي رحل عن هذا العالم، وكأنه يتعجل الرحيل إلى رحاب الله، بعد أن أدى الأمانة وترك بصمة في كل من عرفهم؛ أصدقاء وزملاء وتلاميذ مهنة.
هشام عدوان.. أيها الغائب عن العيون الحاضر في القلوب، أبكانا رحيلك المفاجىء والسريع وأدمى القلوب، لن تكفيك دموعنا حقك، فأنت المتسامح الكريم.. الغليظ اللين.. المنافح عن الحق الرافض للظلم.. لم تتوانَ أن تقف مع كل طالب حاجة.. ولم تتأخر يوماً في الوقوف مع من يلجأ إليك..
في كل صحيفة وموقع إعلامي لك حكايات وقصص لا تنتهي، ومئات التلاميذ الذي نهلوا من علمك وثقافتك الواسعة، صدمتهم الفاجعة وتجمدت الكلمات في حناجرهم.. فلم يتوانوا في الاتصال يسألون عن صحة خبر رحيلك ويدعون لك بالرحمة والمغفرة، ويستذكون كثيراً من المواقف التي جمعتك بهم..
كنت صديقاً وأخاً وأباً، كما أنت مع الجميع، تركت مئات الأبناء بعد أن زرعت فيهم قيماً ما كان سهلاً يتعلمونها من سواك، زرعت فيهم معنى الوطن والوطنية الحقة، وعلمتهم وأنت الصحافي الكبير أن الوطن لا يحتاج إلى خطب وشعارات وكلمات منمقة بقدر حاجته إلى عمل وتفانٍ وتسخير كل الإمكانيات ليكون وطناً حراً، يجمع كل أبنائه على الخير والمحبة وينشر قيم العدالة والسلام والمودة..
حسك الوطني لم ينسِك انتماءك القومي والعربي، فكنت النموذج الأجمل والأروع، حملت هموم فلسطين وسوريا ومصر والعراق واليمن، كما حملت هم وطنك البحرين، آمنت أن هذه الأمة واحدة وأن ما يجمعها أكثر بكثير مما يفرقها، فعملت على تعظيم روح التكاتف والتعاضد، كيف لا وأنت من نسل مربٍ فاضل، عمل سنوات طويلة في رزع القيم وتعليم أجيال وأجيال من أبناء البحرين، دون تفريق بين طائفة أو عرق أو أصل أو نسب..
الرثاء صعب.. ورثاء أبي فراس أكثر صعوبة، فالكلمات لا تريد أن تصدق أنك رحلت، ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل «إنا لله وإنا إليه راجعون».. وإننا على فراقك لمحزونون..
* إضاءة..
سُئِل سيدنا نوح عليه السلام، أطول الأنبياء عمراً: كيف وجدت الدنيا؟ قال: كدارٍ لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر.