في هذه الأيام المباركة يطيب للمسلم كثرة الذكر، وبالمصادفة قرأت حديثاً للرسول صلى الله عليه وسلم قال فيه «ما من عبدٍ مؤمِنٍ إلَّا وله ذنبٌ، يعتادُهُ الفينَةَ بعدَ الفينَةِ، أوْ ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يفارِقُهُ، حتى يفارِقَ الدنيا، إِنَّ المؤمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا، توَّابًا، نَسِيًّا، إذا ذُكِّرَ ذكَرَ» وسبحان الله فيما يحمله هذا الحديث الشريف من خطاب موجه للقلب اخترقني وجعلني أفكر في معانيه العظيمة وحالنا في هذه الدنيا.
فلا يخلو أي إنسان من ذنب أو خطأ قام به في حياته، سواء عرفه الناس أو خفي عنهم، لكنه قد يبقى مخزناً في ذاكرته لا ينساه، وفي المقابل هناك من البشر من تراه دائماً ينتقد الآخرين ويرى في عيوبهم وأخطائهم الكارثة التي ليس بعدها عذر أو توبة، وتصل به الحالة النفسية «المرضية» إلى الاعتقاد بأنه إنسان لا يخطئ – وإن كان قد فعلها من قبل – لكنه الإنسان الذي يستطيع أن يقيّم البشر ويعطي هذا درجة حسنة وذاك درجة سيئة.
للأسف هذا حال معظم البشر تقريباً، إلا من رحم ربي، فكلنا اليوم نُقّاد لبعضنا البعض، وندخل في صراعات صنعنا النسبة الأكبر منها في خيالنا المريض «النفس الخالية من العيوب»، بينما لو نظرنا في المرآة لوجدنا أنفسنا أكثر خطيئة ممن ننتقدهم.
والعجيب في هذا الحديث العظيم أنه لم يأتِ بلفظ المسلم، ولكن قال - العبد «المؤمن» وكلنا يعلم أن الإيمان أعلى درجة من الإسلام، «قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا * قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ»، ويؤكد الحديث أن هذا المؤمن مُفتتن ونَسي وعُرضة للخطأ كأي بشر، سواء كان مسلماً أو كافراً، لكنه منحنا الرحمة في ذات الجملة بأنه أيضاً توَّاباً، وإذا ذُكِّرَ ذكَرَ.
وأعتقد أن هذا الحديث القصير يعتبر إعادة برمجة للعقل والقلب، تكشف الحقيقة التي يحاول كل منا إخفاءها، ثم يمنحنا الطمأنينة بأننا إلى التوبة نعود وإذا ذكرنا نثوب، حتى لو كنا مسلمين فقط ولم نصل لمرحلة الإيمان، ولذلك أذكر نفسي وإياكم في هذه الأيام العظيمة بأن أعظم عمل فيها هو الذكر، والاعتراف بالخطأ والاستغفار منه والتوبة إلى الله الرحمن الرحيم، جعل الله أيامنا كلها رحمة ومغفرة، وكل عام وأنتم بالف خير.
* قبطان - رئيس تحرير «ديلي تربيون» الإنجليزية
فلا يخلو أي إنسان من ذنب أو خطأ قام به في حياته، سواء عرفه الناس أو خفي عنهم، لكنه قد يبقى مخزناً في ذاكرته لا ينساه، وفي المقابل هناك من البشر من تراه دائماً ينتقد الآخرين ويرى في عيوبهم وأخطائهم الكارثة التي ليس بعدها عذر أو توبة، وتصل به الحالة النفسية «المرضية» إلى الاعتقاد بأنه إنسان لا يخطئ – وإن كان قد فعلها من قبل – لكنه الإنسان الذي يستطيع أن يقيّم البشر ويعطي هذا درجة حسنة وذاك درجة سيئة.
للأسف هذا حال معظم البشر تقريباً، إلا من رحم ربي، فكلنا اليوم نُقّاد لبعضنا البعض، وندخل في صراعات صنعنا النسبة الأكبر منها في خيالنا المريض «النفس الخالية من العيوب»، بينما لو نظرنا في المرآة لوجدنا أنفسنا أكثر خطيئة ممن ننتقدهم.
والعجيب في هذا الحديث العظيم أنه لم يأتِ بلفظ المسلم، ولكن قال - العبد «المؤمن» وكلنا يعلم أن الإيمان أعلى درجة من الإسلام، «قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا * قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ»، ويؤكد الحديث أن هذا المؤمن مُفتتن ونَسي وعُرضة للخطأ كأي بشر، سواء كان مسلماً أو كافراً، لكنه منحنا الرحمة في ذات الجملة بأنه أيضاً توَّاباً، وإذا ذُكِّرَ ذكَرَ.
وأعتقد أن هذا الحديث القصير يعتبر إعادة برمجة للعقل والقلب، تكشف الحقيقة التي يحاول كل منا إخفاءها، ثم يمنحنا الطمأنينة بأننا إلى التوبة نعود وإذا ذكرنا نثوب، حتى لو كنا مسلمين فقط ولم نصل لمرحلة الإيمان، ولذلك أذكر نفسي وإياكم في هذه الأيام العظيمة بأن أعظم عمل فيها هو الذكر، والاعتراف بالخطأ والاستغفار منه والتوبة إلى الله الرحمن الرحيم، جعل الله أيامنا كلها رحمة ومغفرة، وكل عام وأنتم بالف خير.
* قبطان - رئيس تحرير «ديلي تربيون» الإنجليزية