إن الكثيرين لا يدركون خطر التغير المناخي الذي حذر منه العلماء بإطلاقهم «الإنذار الأحمر»، والبعض ممن يستهترون بقضايا البيئة لا يدركون مدى الخلل الذي سيحدث من انقراض بعض الفصائل أو اختفاء لأنواع من النباتات، أو من الحشرات مما سيؤدي إلى اختلال بالتوازن البيئي للعالم.إن ازدياد درجة حرارة الأرض بمقدار درجة ونصف الدرجة سيؤدي إلى فقدان 6 ٪ من الحشرات و8٪ من النباتات و4٪ من الفقاريات، وستتضاعف الخسائر إذا وصلنا إلى درجتين، ولذا وجب على جميع سكان العالم أن يكون لدينا الوعي بكيفية المساهمة في الحد من ارتفاع درجات الحرارة، فقد تختفي أجزاء من المدن الساحلية بسبب ارتفاع منسوب المياه، وما حدث من حرائق في أوروبا وآسيا وأمريكا ودول العالم ما هو إلا دليل حي على اختلال التوازن البيئي، فالغابات والأشجار التي تحترق، ينقص معها كمية الأكسجين المنتجة التي تحتاجها البشرية.ولقد قال الرئيس السابق لجزر المالديف محمد نشيد لماذا ندفع بأرواحنا ثمن الكربون المنبعث من دول أخرى، حيث تتحمل الدول الصناعية الوزر الأكبر للانبعاث الكربوني وخصوصاً التي لا تلقي بالاً إلى كيفية المحافظة على البيئة.أصبحت الصناعة هي الصانع الأكبر للكربون الذي لن يكون بالإمكان احتواءه بعد أن تعرضت مساحات الغابات للنقصان سواء للاحتياج للأخشاب، أو بفعل الحرائق الناتجة عن الاحتباس الحراري الذي يهدد الوجود البشري، كما ستصبح بعض الأماكن غير مؤهلة للمعيشة لأن درجة الحرارة ستصل إلى 68 درجة مئوية أو أكثر.إن مملكة البحرين أدركت الخطورة ولجأت إلى بعض الإجراءات آملاً في المساهمة في الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض ومنها على سبيل المثال اعتماد المواصفات للمواد الذي يتم استيرادها مثل المكيفات وغيرها، بالإضافة للتوسع في الزراعة.إننا نحتاج لثورة في الوعي بأهمية الحد من الانبعاث الكربوني وكيفية تعويض الفاقد من الأكسحين، وقد لجأ الاتحاد الأفريقي لمحاولة زراعة مجموعة كبيرة من الأشجار لتعويض الفاقد العالمي من الغابات، وعلى العالم أجمع أن يتحد للحد من الانبعاث الكربوني.إن المسؤولية تقع على الجميع، وليس على الدول الصناعية فقط، فإن لم تكن الدول الصناعية تأخذ الإجراءات اللازمة للمحافظة على الكوكب، فيجب مقاطعة صناعتها حتى يتم إجبار الدول المستهترة بحياتنا على الالتزام بالمواصفات البيئية، فلكي لا ندفع فاتورة الانبعاث الكربوني الذي ليس لنا ذنباً فيها يجب أن يكون هناك إجراءات رادعة تجاه الدول التي تثمر صناعاتها في تدمير الحياة على الكوكب، فالحياة أصبحت تشتد صعوبة يوماً بعد الآخر، ولذا يجب أن تتكاتف جهود البشرية من أجل إنقاذ الكوكب قبل فوات الأوان.