"بحب السيما" عنوان فيلم مصري مهم في تاريخ السينما العربية، بطولة محمود حميدة وليلى علوي. عرض الفيلم، الذي يناقش انعكاسات التشدد الديني على السلوك الاجتماعي العام وعلى علاقات الأفراد في المجتمع والأسرة، عام 2004 وأثار ضجة كبيرة في حينها وصلت تداعياتها إلى أروقة المحاكم. أحد شخصيات الفيلم كان طفلاً يحب السينما ولكن والده يرفض اصطحابه إليها بسبب موقفه المتشدد منها. تذكرت الفيلم وأنا أشاهد طلبة مدارس البحرين الحكومية مبتهجين "ومنتعشين" وهم يرتادون دور السينما في زيارة مدرسية نظمتها لهم وزارة التربية والتعليم في أثناء الدوام المدرسي.
الاتفاق الذي وقعه المدير العام لشؤون المدارس الدكتور محمد مبارك بن أحمد مع شركة البحرين للسينما يعد نقلة نوعية في اتجاهات الأنشطة التربوية. إنه تجاوز لأسوار المدرسة وللأنشطة الطلابية التي صارت مكررة، ونقلها إلى فضاءات جديدة طالما كانت تجابه بالتحفظ غير المبرر. وهو مسار تربوي سيعيد "تطبيع" علاقة الطلبة في المدارس مع الواقع الاجتماعي الذي يعايشونه يومياً. بما يجعل المدرسة تمثيلاً واقعياً للحياة، وليس حالة منفصلة عنها.
تضمين السينما في الأنشطة التربوية هو إعادة "اعتبار للفن" الذي هُمش طويلاً، في العديد من الدول العربية، في العقود السابقة لأسباب أيديولوجية. ما حرم آلاف الطلبة العرب من الفهم السوي للفنون المختلفة. وحال بينهم وبين وإدراك وظيفتها وقيمتها الوجدانية والفكرية. وربما عطل هذا التوجه تطور دولنا في هذه الفنون التي هي في حد ذاتها صناعة واستثمار اقتصادي ضخم يُشغِل عدداً كبيراً من الأيدي العاملة الوطنية ويجذب رؤوس أموال خارجية. ومن محاسن الصدف أن تتزامن أولى زيارات الطلبة في البحرين للسينما مع الانعقاد الأول لمهرجان البحر الأحمر للأفلام السينمائية في جدة في المملكة العربية السعودية. الذي يعرض عشرات الأفلام سعودية التأليف والإنتاج والتمثيل والإخراج، بمشاركة قوية من المخرجات والممثلات السعوديات. ما يمثل اتجاهاً جديداً داعماً للفنون السينمائية وصناعتها الضخمة.
الفن عامة والسينما خاصة ليست نشاطاً يجلب المتعة والترفيه فحسب، إنه أسلوب حياة يخلق التوازن بين التركيبة الفكرية والوجدانية للإنسان. يوسع مدارك الفرد وثقافته وإنسانيته تجاه الآخرين. يسافر به إلى عوالم وتجارب لم يشهدها ولم يعايشها. ويضع أمامه الأسئلة الحرجة التي لم يألفها: ماذا لو كنت أنت في محل هذه الشخصية؟ كيف كنت ستشعر وستفعل؟ كيف ستبرر؟ إنها مغامرات فكرية وإنسانية تستحق التجريب والتأمل. والأمم التي تتقدم في مختلف المجالات العلمية، هي الأمم ذاتها التي تقود مسيرة التقدم في الفنون، وفي الدراما والسينما تحديداً.
تستحق وزارة التربية والتعليم الشكر والدعم على هذه المبادرة التطويرية للأنشطة التربوية. ويستحق طلبة البحرين أن توفر لهم برامج تعليمية وتربوية تثري يومهم المدرسي وتعزز اتزانهم وتطورهم العاطفي والذهني. وتساهم في اندماجهم الأوسع مع الحياة الشاسعة المتعددة.
الاتفاق الذي وقعه المدير العام لشؤون المدارس الدكتور محمد مبارك بن أحمد مع شركة البحرين للسينما يعد نقلة نوعية في اتجاهات الأنشطة التربوية. إنه تجاوز لأسوار المدرسة وللأنشطة الطلابية التي صارت مكررة، ونقلها إلى فضاءات جديدة طالما كانت تجابه بالتحفظ غير المبرر. وهو مسار تربوي سيعيد "تطبيع" علاقة الطلبة في المدارس مع الواقع الاجتماعي الذي يعايشونه يومياً. بما يجعل المدرسة تمثيلاً واقعياً للحياة، وليس حالة منفصلة عنها.
تضمين السينما في الأنشطة التربوية هو إعادة "اعتبار للفن" الذي هُمش طويلاً، في العديد من الدول العربية، في العقود السابقة لأسباب أيديولوجية. ما حرم آلاف الطلبة العرب من الفهم السوي للفنون المختلفة. وحال بينهم وبين وإدراك وظيفتها وقيمتها الوجدانية والفكرية. وربما عطل هذا التوجه تطور دولنا في هذه الفنون التي هي في حد ذاتها صناعة واستثمار اقتصادي ضخم يُشغِل عدداً كبيراً من الأيدي العاملة الوطنية ويجذب رؤوس أموال خارجية. ومن محاسن الصدف أن تتزامن أولى زيارات الطلبة في البحرين للسينما مع الانعقاد الأول لمهرجان البحر الأحمر للأفلام السينمائية في جدة في المملكة العربية السعودية. الذي يعرض عشرات الأفلام سعودية التأليف والإنتاج والتمثيل والإخراج، بمشاركة قوية من المخرجات والممثلات السعوديات. ما يمثل اتجاهاً جديداً داعماً للفنون السينمائية وصناعتها الضخمة.
الفن عامة والسينما خاصة ليست نشاطاً يجلب المتعة والترفيه فحسب، إنه أسلوب حياة يخلق التوازن بين التركيبة الفكرية والوجدانية للإنسان. يوسع مدارك الفرد وثقافته وإنسانيته تجاه الآخرين. يسافر به إلى عوالم وتجارب لم يشهدها ولم يعايشها. ويضع أمامه الأسئلة الحرجة التي لم يألفها: ماذا لو كنت أنت في محل هذه الشخصية؟ كيف كنت ستشعر وستفعل؟ كيف ستبرر؟ إنها مغامرات فكرية وإنسانية تستحق التجريب والتأمل. والأمم التي تتقدم في مختلف المجالات العلمية، هي الأمم ذاتها التي تقود مسيرة التقدم في الفنون، وفي الدراما والسينما تحديداً.
تستحق وزارة التربية والتعليم الشكر والدعم على هذه المبادرة التطويرية للأنشطة التربوية. ويستحق طلبة البحرين أن توفر لهم برامج تعليمية وتربوية تثري يومهم المدرسي وتعزز اتزانهم وتطورهم العاطفي والذهني. وتساهم في اندماجهم الأوسع مع الحياة الشاسعة المتعددة.