البحرين حين تكرم شبابها فإنها تحتفي باستثمارها بمن وضعت فيهم حلها وحلالها، بمن راهنت عليهم كأهم مورد من مواردها.بالأمس كرم سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء أكثر من 1500 بحريني وبحرينية لكفاءتهم ولعطائهم القيم الذين قدموه وهم في الصفوف الأمامية للتصدي للجائحة، وهم يستحقون هذا التكريم عن جدارة، قياساً بالنتائج التي وصلنا إليها حين أصبحنا الدولة الأولى عالمياً في مؤشرات التعافي في الوقت الذي تنهار فيه أنظمة أكبر الدول وأغناها وأقواها وذلك بفضل عطائهم ككادر طبي وكجهات مساندة قدمت الدعم حتى استطاع الجميع أن يحققوا تلك النتائج المذهلة.وفي اليوم التالي كرم شعب البحرين كله 9 من شبابنا صورهم تصدرت الصحف وتصدرت وسائل التواصل الاجتماعي والكل يسأل من هم هؤلاء؟ أسماؤهم جديدة لم يسبق لهم الظهور والبروز إعلامياً لكنهم استحقوا الاحتفاء والإشادة، لأنهم عملوا على إطلاق أول قمر صناعي تدخل به البحرين عالم الفضاء لتساهم في إثراء البشرية وعطائها، تسعة جديرون بأن يكرموا وأن نحتفي بهم جميعاً، لا لإنجازهم فقط بل لأن الكثير منا تعاطى مع عملهم في البداية تهاوناً واستهانة به مع الأسف، ونذكر كيف استهان آخرون باقتحام البحرين هذا المجال وبأن ذلك بعيد عن أحلامنا وقدراتنا، ولولا إيمانهم بحقيقة عملهم وجدواه ومردوده على البحرين لكن العديد منهم ترك لكنهم صابروا وواصلوا جهدهم لأن الفعل سيتكلم نيابة عنهم يوماً ما، وها هي ثمرة أربع سنوات من العمل الصامت تتوج بأول قمر صناعي بحريني إماراتي شريكنا وحليفنا الاستراتيجي لتدخل البحرين بأسمائهم التاريخ، الفريق كله يستحق أن يلقى التكريم والتقدير والاحترام وبالتأكيد سيحظون به.هذه هي البحرين وهذا هو استثمارها الأمثل الذي تراهن به على مواجهة التحديات، فنحن دولة محدودة الإمكانيات صحيح، لا نعد من الدول الغنية صحيح، يعايرنا البعض لأننا أقل مادياً منهم، لكننا شعب نعرف أين وكيف نصرف مواردنا، وتأتي نتائجنا لتضاهي نتائج من يملك أكبر الموارد وذلك كله بفضل العنصر البشري البحريني ذلك ما يميز البحرين ويمنحها الأفضلية دوماً.ليست لدينا أطماع توسعية وليست لدينا أوهام طاوسية نناطح بها الحوائط، لا نتبنى أدواراً لا تليق بنا، ونحافظ على سمعتنا ونضع جهدنا في تطوير ذاتنا وهذا شرف يكفينا.وفي النهاية أفعالنا تروي حكايتنا وأثرها الباقي يدل على أصلنا.