أتواجد حالياً في مدينة الرياض بدعوة كريمة مقدمه من «روح السعودية» الذي تشرف عليه الهيئة السعودية للسياحة لحضور بعض فعاليات موسم الرياض وباختصار انطباعي وبكلمة واحدة أنت أمام «إبهار».
لم أقف كثيراً عند الكلفة المالية لتنفيذ تلك المواقع التي اختيرت لإقامة الفعاليات، بل وقفت كثيراً أمام دور رؤية 2030 في إشراك الشباب السعودي كمفكر وكمنفذ وكمستفيد فجاء هذا «الإبهار».
لجنة الفعاليات التابعة لمكتب سمو ولي العهد محمد بن سلمان شباب سعودي مائة في المائة، مستشارو تركي آل الشيخ شباب سعودي مائة في المائة، الفعاليات كأفكار وتنفيذ لموسم الرياض تمت فتح الباب العلني والعام لمن لديه فكرة أن يتقدم بها فإن أعجبتهم يمنح شرف تنفيذها ورئاستها، ومن تقدم بالأفكار شباب سعودي، ثم يأتي التنفيذ وتحويل المواقع التي هي عبارة عن أما أرض قاحلة أو وسط الصحراء أو وادٍ أو متحف أو قرية بسيطة إلى منطقة ترفيهية تحوي مطاعم ومقاهي وأنشطة ترفيهية، مسرحيات، عروض فنية، حفلات موسيقية إلخ.
يمنح صاحب الفكرة رئاسة تنفيذها بشرط إشراك أكبر قدر من الشباب السعودي ومؤسساتهم في التنفيذ والتشغيل، فتجد الشباب السعودي في الأعمال الإنشائية والفنية من إضاءة وتصميم وديكورات وكذلك الأعمال اللوجستية.
حضرنا ثلاثة مواقع فقط وهناك المزيد لم يتسع المجال لحضورها ذا جروفز والبوليفارد واويسس وجميعها من بنات أفكار شباب سعودي حتى حجوزات المطاعم تجري عبر تطبيق صممه شاب سعودي «ذا شيف»!
من يدير عملية التسويق والترويج والتعاطي مع الوفود شركات خاصة تعود ملكيتها لشباب سعودي والعاملون بها سعوديون فهذا هو التوجه الآن، ليس هناك موظفون حكوميون ينتهي دوامهم الساعة الثانية ظهراً ويبحث عن «أوفر تايم»، هناك مشاريع وتكليف مهام تعطى للقطاع الخاص وفي هذا فليتنافس المتنافسون.
سأقف معكم عند فكرتين شاهدتهما منفذتين في موسم الرياض عصرتا قلبي من الحسرة لأني كتبت وطالبت كثيراً بتنفيذهما في البحرين ولا أحد سمع الصوت.
الأولى هي في فكرة استغلال وادٍ جغرافي تميزه التعاريج التي حدثت بفعل عوامل التعرية وهو وادي حنيفة في الرياض استغلالاً سياحياً، إذ تقف أمامه وكأنك واقف في منطقة وادي البحير في الرفاع، هذا الوادي البحريني بح صوتي وأنا أقول لابد من استغلاله كموقع سياحي ترفيهي، اليوم أرى الفكرة ذاتها بحذافيرها وكما تخيلتها على موقع مشابه في السعودية وقد تحول إلى أجمل بقعة سياحية ومزدحمة بالرواد، إضاءة ليلية وبتجهيزات غير مكلفة تحول الموقع إلى نقطة تجمع للمقاهي والكافيهات والعروض في المساحة المكشوفة والوادي مضاء بألوان جميلة باختصار إبهار حقيقي، تم تنفيذه خلال 45 يوماً فقط قامت بالفكرة شابة سعودية لديها شركتها الصغيرة كمنظمة فعاليات، فقالوا لها تفضلي نفذي الفكرة، ومن قام بالتصميم والأعمال الإنشائية والفنية شركات لشباب سعودي والآن تم حجز جميع الأماكن المخصصة للتأجير، وضج المكان المهجور بالحياة.
الفكرة الثانية التي بح صوتي وأنا أطالب بها، أن تكون هناك جهة واحدة تشرف عليها الدولة، توظف وتستغل كل الفعاليات التي تجري في البحرين وتحويلها للسياحة، كضيوف المؤتمرات وورش العمل والمعارض وغيرها الذين حضروا فعلياً للبلد، جميع هؤلاء يعتبرون سواحاً إنما لم يأتوا للسياحة، ولكن يمكنك أن تستفيد من وجودهم للترويج، وكذلك لإنعاش المشاريع السياحية والأهم لتسويق بلدك، ولهذا الغرض شكلت مبادرة «روح السعودي» وهي هيئة تعمل على استقطاب شباب سعودي للعمل كمرشدين سياحيين تؤهلهم بدورات وتجري لهم امتحاناً ويعملون معها بالقطعة، منهم المهندس ومنهم الإداري ومنهم موظفون ومنهم مدرسون، يكلفون بمرافقة الوفود ورسم برامج لهم لتعريفهم بالهوية السعودية وبرؤيتها المستقبلية، فروح السعودي جهة مركزية وظيفتها تسويق السعودية كوجهة سياحية تستعين بمؤسسات سعودية خاصة لتنفيذ مهامها وبأفراد تعلم على تهيئتهم، انظروا كم عصفور ضرب بهذه المبادرة؟
وفكرة استغلال وتوظيف ضيوف الهيئات والوزارات الذين يحضرون لأغراض خاصة بعملهم وتحويلهم لوفود سياحية تعبت وأنا أكتب عنها، وفكرة استغلال شبابنا المتعلم المثقف للإرشاد السياحي دون أن يكون موظفاً لديك أيضاً كتبنا عنها كثيراً، واحدة من مرافقاتنا خريجة إدارة مؤسسات صحية وأخرى موظفة في وزارة التربية والتعليم يعملون بالقطعة مع «روح السعودية» إضافة إلى وظائفهم، تم اجتيازهم دورات وامتحانات واجتيازهم للفحوص الأمنية وأعطوا الفرصة للترويج لبلدهم، وتزويد دخلهم.
هذه بعض انطباعاتي من يومين قضيتهما في الرياض ومازال هناك المزيد من «الإبهار» السعودي المتمثل في شبابه، هذا البطل الجبار الذي أعطي الفرصة كي يفكر ويبدع وينفذ ويستفيد فتحولت السعودية لورشة عمل وخلقت وظائف عديدة ووزعت الأرزاق على ملايين الأسر التي وجدت لها مكاناً في الرؤية، الانفتاح لم يكن فقط في الترفيه، الانفتاح كان بإشراك أكبر قدر من المواطنين.
ملاحظة أخيرة
ليس هناك احتكار من قبل دائرة محددة من الناس هم اللجان الإدارية وهم في مجالس الإدارة وهم المنفذون وهم الذين يظهرون في الصورة وهم من يتحدثون للإعلام، ووووو، البطل الحقيقي هو هذا الشاب وتلك الشابة السعودية اللذين انخرطا في هذا التحول، فتحسن دخل المواطن كفرد وكقطاع خاص في أكبر عملية تفاعلية تشهدها المنطقة.
لم أقف كثيراً عند الكلفة المالية لتنفيذ تلك المواقع التي اختيرت لإقامة الفعاليات، بل وقفت كثيراً أمام دور رؤية 2030 في إشراك الشباب السعودي كمفكر وكمنفذ وكمستفيد فجاء هذا «الإبهار».
لجنة الفعاليات التابعة لمكتب سمو ولي العهد محمد بن سلمان شباب سعودي مائة في المائة، مستشارو تركي آل الشيخ شباب سعودي مائة في المائة، الفعاليات كأفكار وتنفيذ لموسم الرياض تمت فتح الباب العلني والعام لمن لديه فكرة أن يتقدم بها فإن أعجبتهم يمنح شرف تنفيذها ورئاستها، ومن تقدم بالأفكار شباب سعودي، ثم يأتي التنفيذ وتحويل المواقع التي هي عبارة عن أما أرض قاحلة أو وسط الصحراء أو وادٍ أو متحف أو قرية بسيطة إلى منطقة ترفيهية تحوي مطاعم ومقاهي وأنشطة ترفيهية، مسرحيات، عروض فنية، حفلات موسيقية إلخ.
يمنح صاحب الفكرة رئاسة تنفيذها بشرط إشراك أكبر قدر من الشباب السعودي ومؤسساتهم في التنفيذ والتشغيل، فتجد الشباب السعودي في الأعمال الإنشائية والفنية من إضاءة وتصميم وديكورات وكذلك الأعمال اللوجستية.
حضرنا ثلاثة مواقع فقط وهناك المزيد لم يتسع المجال لحضورها ذا جروفز والبوليفارد واويسس وجميعها من بنات أفكار شباب سعودي حتى حجوزات المطاعم تجري عبر تطبيق صممه شاب سعودي «ذا شيف»!
من يدير عملية التسويق والترويج والتعاطي مع الوفود شركات خاصة تعود ملكيتها لشباب سعودي والعاملون بها سعوديون فهذا هو التوجه الآن، ليس هناك موظفون حكوميون ينتهي دوامهم الساعة الثانية ظهراً ويبحث عن «أوفر تايم»، هناك مشاريع وتكليف مهام تعطى للقطاع الخاص وفي هذا فليتنافس المتنافسون.
سأقف معكم عند فكرتين شاهدتهما منفذتين في موسم الرياض عصرتا قلبي من الحسرة لأني كتبت وطالبت كثيراً بتنفيذهما في البحرين ولا أحد سمع الصوت.
الأولى هي في فكرة استغلال وادٍ جغرافي تميزه التعاريج التي حدثت بفعل عوامل التعرية وهو وادي حنيفة في الرياض استغلالاً سياحياً، إذ تقف أمامه وكأنك واقف في منطقة وادي البحير في الرفاع، هذا الوادي البحريني بح صوتي وأنا أقول لابد من استغلاله كموقع سياحي ترفيهي، اليوم أرى الفكرة ذاتها بحذافيرها وكما تخيلتها على موقع مشابه في السعودية وقد تحول إلى أجمل بقعة سياحية ومزدحمة بالرواد، إضاءة ليلية وبتجهيزات غير مكلفة تحول الموقع إلى نقطة تجمع للمقاهي والكافيهات والعروض في المساحة المكشوفة والوادي مضاء بألوان جميلة باختصار إبهار حقيقي، تم تنفيذه خلال 45 يوماً فقط قامت بالفكرة شابة سعودية لديها شركتها الصغيرة كمنظمة فعاليات، فقالوا لها تفضلي نفذي الفكرة، ومن قام بالتصميم والأعمال الإنشائية والفنية شركات لشباب سعودي والآن تم حجز جميع الأماكن المخصصة للتأجير، وضج المكان المهجور بالحياة.
الفكرة الثانية التي بح صوتي وأنا أطالب بها، أن تكون هناك جهة واحدة تشرف عليها الدولة، توظف وتستغل كل الفعاليات التي تجري في البحرين وتحويلها للسياحة، كضيوف المؤتمرات وورش العمل والمعارض وغيرها الذين حضروا فعلياً للبلد، جميع هؤلاء يعتبرون سواحاً إنما لم يأتوا للسياحة، ولكن يمكنك أن تستفيد من وجودهم للترويج، وكذلك لإنعاش المشاريع السياحية والأهم لتسويق بلدك، ولهذا الغرض شكلت مبادرة «روح السعودي» وهي هيئة تعمل على استقطاب شباب سعودي للعمل كمرشدين سياحيين تؤهلهم بدورات وتجري لهم امتحاناً ويعملون معها بالقطعة، منهم المهندس ومنهم الإداري ومنهم موظفون ومنهم مدرسون، يكلفون بمرافقة الوفود ورسم برامج لهم لتعريفهم بالهوية السعودية وبرؤيتها المستقبلية، فروح السعودي جهة مركزية وظيفتها تسويق السعودية كوجهة سياحية تستعين بمؤسسات سعودية خاصة لتنفيذ مهامها وبأفراد تعلم على تهيئتهم، انظروا كم عصفور ضرب بهذه المبادرة؟
وفكرة استغلال وتوظيف ضيوف الهيئات والوزارات الذين يحضرون لأغراض خاصة بعملهم وتحويلهم لوفود سياحية تعبت وأنا أكتب عنها، وفكرة استغلال شبابنا المتعلم المثقف للإرشاد السياحي دون أن يكون موظفاً لديك أيضاً كتبنا عنها كثيراً، واحدة من مرافقاتنا خريجة إدارة مؤسسات صحية وأخرى موظفة في وزارة التربية والتعليم يعملون بالقطعة مع «روح السعودية» إضافة إلى وظائفهم، تم اجتيازهم دورات وامتحانات واجتيازهم للفحوص الأمنية وأعطوا الفرصة للترويج لبلدهم، وتزويد دخلهم.
هذه بعض انطباعاتي من يومين قضيتهما في الرياض ومازال هناك المزيد من «الإبهار» السعودي المتمثل في شبابه، هذا البطل الجبار الذي أعطي الفرصة كي يفكر ويبدع وينفذ ويستفيد فتحولت السعودية لورشة عمل وخلقت وظائف عديدة ووزعت الأرزاق على ملايين الأسر التي وجدت لها مكاناً في الرؤية، الانفتاح لم يكن فقط في الترفيه، الانفتاح كان بإشراك أكبر قدر من المواطنين.
ملاحظة أخيرة
ليس هناك احتكار من قبل دائرة محددة من الناس هم اللجان الإدارية وهم في مجالس الإدارة وهم المنفذون وهم الذين يظهرون في الصورة وهم من يتحدثون للإعلام، ووووو، البطل الحقيقي هو هذا الشاب وتلك الشابة السعودية اللذين انخرطا في هذا التحول، فتحسن دخل المواطن كفرد وكقطاع خاص في أكبر عملية تفاعلية تشهدها المنطقة.