من الملاحظ أن إيران تسعى للتودد إلى الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بأي شكل من الأشكال؛ فإعلامها يضغط بهذا الاتجاه، وهي تحاول أن تصور للعالم أن النظام الإيراني مع السلام في المنطقة، ولا يزال باسطاً يده لتحقيقه بانتظار الاستجابة السعودية.
المتابع لمؤتمر وزير خارجية النظام الإيراني الأخير مع نظيره العراقي، يرى أن الأول تطرق إلى ذلك «السلام» الذي تنشده إيران وتطلبه من السعودية، بل تنتظر استجابتها له، وكأنه يلقي الكرة في الملعب السعودي، إلى درجة أنه تطرق إلى إمكانية عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتفقد السعودية مبنى سفارتها في طهران الذي تعرض لاعتداء وهجوم، وكان سبباً في قطع العلاقات بداية عام 2016.
ولكن في اعتقادي أن التودد الإيراني الحالي للسعودية سببه وفاة المدعو حسن إيرلو، السفير الإيراني لدى الحوثيين أو بالأحرى الحاكم العسكري والفعلي فيها، وما سبق وفاته من خلافات مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، حول سياسته في إدارة العاصمة المختطفة، حيث اُعتبر «إيرلو» -الضابط السابق فيما يسمى بفيلق القدس الإيراني- أنه مرحلة من «التدخل الجديد» لإيران في اليمن، وقد كان قبيل موته يباشر صلاحيات مطلقة أزعجت حتى قيادات الحوثي أنفسهم.
وبغض النظر عن ظروف وفاة «إيرلو» والروايات التي صاحبت ذلك، سواء بكورونا أو بإحدى غارات قوات التحالف العربي فإن وفاته تعد ضربة موجعة لإيران، وخلفت فراغاً كبيراً في التواجد الإيراني باليمن، وجعلت من النظام الإيراني وميليشيات الحوثي في تخبط واضطراب، وخاصة مع استمرار قوات التحالف في دك حصون الحوثي الذي لقي أكثر من 300 من ميليشياته مصرعهم في يومين فقط.
لذلك، ومع تلك الخسائر الإيرانية واضطراب المشهد الإيراني في اليمن بوفاة «إيرلو»، فإن هذا النظام يميل إلى ما يجيده دائماً في مثل هذه الظروف الصعبة، وهو «ادعاء السلام» وطلبه له، وإصراره عليه؛ ليظهر أمام العالم أنه حمامة سلام حقاً، وأنه «ينتظر» السعودية لتبادله ذلك السلام، وهذا كله بهدف كسب الوقت للحصول على بديل «إيرلو» وإعادة ترتيب أوراق النظام في اليمن، ولا بأس من اختلاقه أعذاراً للتقارب مثل إعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية.
إن الحذر من «السلام الإيراني» هو المطلوب الآن، وخاصة أن هذا «السلام» يأتي من نظام عرف عنه الخبث والبراعة في التعاطي مع الأحداث، ويجعل من المشهد العام يميل لصالحه، فهو الآن يلوّح بورقة السلام، الذي هو هدف ينشده الجميع ولا يختلف عليه أحد، ولكن عندما يتعلق الأمر بمفهوم النظام الإيراني للسلام لا بد من الحذر والتأني، والنظر إلى أبعاد ذلك السلام المزعوم.
المتابع لمؤتمر وزير خارجية النظام الإيراني الأخير مع نظيره العراقي، يرى أن الأول تطرق إلى ذلك «السلام» الذي تنشده إيران وتطلبه من السعودية، بل تنتظر استجابتها له، وكأنه يلقي الكرة في الملعب السعودي، إلى درجة أنه تطرق إلى إمكانية عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتفقد السعودية مبنى سفارتها في طهران الذي تعرض لاعتداء وهجوم، وكان سبباً في قطع العلاقات بداية عام 2016.
ولكن في اعتقادي أن التودد الإيراني الحالي للسعودية سببه وفاة المدعو حسن إيرلو، السفير الإيراني لدى الحوثيين أو بالأحرى الحاكم العسكري والفعلي فيها، وما سبق وفاته من خلافات مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، حول سياسته في إدارة العاصمة المختطفة، حيث اُعتبر «إيرلو» -الضابط السابق فيما يسمى بفيلق القدس الإيراني- أنه مرحلة من «التدخل الجديد» لإيران في اليمن، وقد كان قبيل موته يباشر صلاحيات مطلقة أزعجت حتى قيادات الحوثي أنفسهم.
وبغض النظر عن ظروف وفاة «إيرلو» والروايات التي صاحبت ذلك، سواء بكورونا أو بإحدى غارات قوات التحالف العربي فإن وفاته تعد ضربة موجعة لإيران، وخلفت فراغاً كبيراً في التواجد الإيراني باليمن، وجعلت من النظام الإيراني وميليشيات الحوثي في تخبط واضطراب، وخاصة مع استمرار قوات التحالف في دك حصون الحوثي الذي لقي أكثر من 300 من ميليشياته مصرعهم في يومين فقط.
لذلك، ومع تلك الخسائر الإيرانية واضطراب المشهد الإيراني في اليمن بوفاة «إيرلو»، فإن هذا النظام يميل إلى ما يجيده دائماً في مثل هذه الظروف الصعبة، وهو «ادعاء السلام» وطلبه له، وإصراره عليه؛ ليظهر أمام العالم أنه حمامة سلام حقاً، وأنه «ينتظر» السعودية لتبادله ذلك السلام، وهذا كله بهدف كسب الوقت للحصول على بديل «إيرلو» وإعادة ترتيب أوراق النظام في اليمن، ولا بأس من اختلاقه أعذاراً للتقارب مثل إعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية.
إن الحذر من «السلام الإيراني» هو المطلوب الآن، وخاصة أن هذا «السلام» يأتي من نظام عرف عنه الخبث والبراعة في التعاطي مع الأحداث، ويجعل من المشهد العام يميل لصالحه، فهو الآن يلوّح بورقة السلام، الذي هو هدف ينشده الجميع ولا يختلف عليه أحد، ولكن عندما يتعلق الأمر بمفهوم النظام الإيراني للسلام لا بد من الحذر والتأني، والنظر إلى أبعاد ذلك السلام المزعوم.