شخصية محمد الشروقي رحمه الله تعتبر نادرة جداً حتى في وطننا العربي، أن تجد إعلامياً يريد الشهرة والوجاهة والمنصب والمال، ويرفض كل ذلك لأجل مبادئه حتى إن كان بالمقابل لن يحظى بشيء وسيبقى على نفس وضعه دون تقدم لا يهتم، كان يقول دائماً لأصحابه: أنا لدي رسالة في هذه الحياة أؤديها، خلال أزمة 2011 قاموا بتهديده وبإحراق سيارته ولم يكترث وكان يخرج ويتجه إلى تلفزيون البحرين ليلاً وحده في تلك المحطة الصعبة قبل دخول قوات درع الجزيرة عندما كانت الفوضى الأمنية والأعمال الإجرامية تعم بعض الشوارع، كانت له شخصية فولاذية في عدم الاكتراث ولم يكن يهتم لأي تعليقات جارحة حتى تلك التي قاموا فيها بالتبلي عليه في شرفه وادعاء أمور غير صحيحة عليه لأجل تشويه سمعته وهز مكانته في عيون أفراد مجتمعه البحريني. أعداؤه نوعان نوع يغار منه ويسعى لتحطيمه وهدم مستقبله الإعلامي؛ لكونه يمتلك كاريزما ومقومات الإعلامي المحترف ونوع لدود يعادون قيادة البحرين وشعبها وكان محمد يكره النوع الثاني بشدة ومعظم خلافاته مع هذه الفئة كما كان خلف الكواليس يدافع بشراسة عن شرف بنات البحرين وأعراضهن أمام المتطاولين عليهم من الخارج وشعاره كان «بنات البحرين خط أحمر» لقد كان محمد يحترق عندما يرى أحدهم يستهدف فتاة بحرينية ويقوم بالدفاع ومهاجمة من يستهدفونها دون أن تدري وشخصياً لن أنسى وقفاته معي التي كثير منها لم أعلم عنها إلا بعد وفاته رحمه الله وبالأخص خلال إحدى الهجمات التي تعرضت لها من الذباب الإلكتروني وإطلاق الشائعات، لقد دعم كثيراً من المواقف لي من بعيد رغم خلافاتنا ومقاطعتنا لبعض.
هل كان الإعلامي الوطني محمد الشروقي البشري طائفياً؟ من الممكن معرفة ذلك بعد خبر وفاته فكثير من إخوانه من الطائفة الشيعية قدموا التعازي في وفاته وترحموا عليه وأشادوا بأخلاقه العالية رغم اختلافاتهم الفكرية معه وبعضهم ذكر أنهم يحتفظون بموقفه الإنساني في زيارتهم في القرى وعند المآتم.
كان لا يحب كرة القدم ولا متابعة المباريات إلا في حالة واحدة فقط «أن يكون فريق البحرين يلعب ضد فريق لدولة معادية للبحرين وقتها يحب متابعة المباراة لأنه يشعر أن الفوز انتصار للبحرين!»، كانت لمحمد أسرار وخوافٍ مع الله، ولقد عاش محمد رحمه الله متعففاً كريماً مع الجميع، وكان له كبرياء خاص لا يكسر ولا يهزم ولم يمد يده لأحد يوماً رغم قسوة بعض العواصف التي مرت في حياته.
إحساس عابر
سلسلة المقالات هذه أتمنى أن تكون قصة ملهمة للأجيال القادمة في الوطنية والتضحية لأجل البحرين والوفاء لقيادتها وشعبها، رحم الله الإعلامي البطل الوطني محمد الشروقي البشري وأسكنه فسيح جناته.
هل كان الإعلامي الوطني محمد الشروقي البشري طائفياً؟ من الممكن معرفة ذلك بعد خبر وفاته فكثير من إخوانه من الطائفة الشيعية قدموا التعازي في وفاته وترحموا عليه وأشادوا بأخلاقه العالية رغم اختلافاتهم الفكرية معه وبعضهم ذكر أنهم يحتفظون بموقفه الإنساني في زيارتهم في القرى وعند المآتم.
كان لا يحب كرة القدم ولا متابعة المباريات إلا في حالة واحدة فقط «أن يكون فريق البحرين يلعب ضد فريق لدولة معادية للبحرين وقتها يحب متابعة المباراة لأنه يشعر أن الفوز انتصار للبحرين!»، كانت لمحمد أسرار وخوافٍ مع الله، ولقد عاش محمد رحمه الله متعففاً كريماً مع الجميع، وكان له كبرياء خاص لا يكسر ولا يهزم ولم يمد يده لأحد يوماً رغم قسوة بعض العواصف التي مرت في حياته.
إحساس عابر
سلسلة المقالات هذه أتمنى أن تكون قصة ملهمة للأجيال القادمة في الوطنية والتضحية لأجل البحرين والوفاء لقيادتها وشعبها، رحم الله الإعلامي البطل الوطني محمد الشروقي البشري وأسكنه فسيح جناته.