عندي سؤال يحيّرني، لماذا كلّما جاء الحديث عن «التعايش والتسامح» بين أصحاب الديانات أقحمنا «إسرائيل» في الموضوع؟
الديانات وُجدت قبل «إسرائيل» وستبقى إلى ما شاء الله، وأصحاب الديانات عانوا من الصراعات والحروب بين بعضهم بعضاً باسم الدين، وقلّما وجدوا بُقعاً في الكرة الأرضية حتى يتعايشوا فيها بسلام وأمن دون صراعات، والبحرين -ولله الحمد- من هذه البقع المحدودة المباركة التي وًجد فيها أصحاب الديانات ملاذاً ليتعايشوا فيها بسلام على مر التاريخ والعصور إلى يومنا هذا.
ثانياً؛ لماذا حين نتحدث عن اليهود يقتصر الأمر على الإسرائيليين؟ فاليهود موجودون في دول عديدة، ومنهم العرب ومنهم البحرينيون.
وإحياء قيمة إنسانية والاحتفاء بها في أوقات كأوقاتنا العصيبة التي يكثر فيها التقاتل والصراعات هي مسؤولية مجتمعية قبل أن تكون مسؤولية دول وحكومات، والتعايش بين أصحاب الديانات مارسه أجدادنا الأوائل بأريحية تامة وفي البحرين تحديداً أكثر من أي دولة من دول الجوار، وآثار ولمسات ذلك التعايش التاريخي قائمة إلى الآن غير مصطنعة ولم نبتدعها إرضاءً لأحد.
فدُور العبادة للعديد من الأديان موجودة إلى اليوم على أرضنا، ومضى على بعضها قرنان من الزمان، إلى جانب مساجدنا، فلمَ الآن نتحسّس حين يُفتح هذا الموضوع ونربطه بمحاولات دول للتوّ بدأت تهتم بهذا الموضوع وتوليه أهميةً وتعمل على إحيائه ونشره كقيمة بين البشر؟ في حين أن أجدادنا قاموا بذلك تلقائياً وعفوياً ودون توجيه.
آثارنا مازالت حيّة تُثبت أن «الدولة الخليفية» ومنذ قرنين من الزمان، رخت بمظلة حمايتها للعديد من أبناء الديانات السماوية وغير السماوية، فكانت البحرين طوال تاريخ الدولة الخليفية ملاذاً للمضطهدين الهاربين من الظلم والتعسّف، فعندنا البوذيون وعندنا الهندوس، مثلما عندنا اليهود والمسيحيون وعندنا البهائيون والبهرة، وكلهم لديهم حريتهم المطلقة منذ قديم الزمان، وعاشوا مع أجدادنا جنباً إلى جنب جيراناً وأحبةً، ولهم معهم ذكريات جميلة وزيارات مُتبادلة ومشاركات في المناسبات، فالتعايش سِمة بحرينية أصيلة تاريخية وُجدت قبل أن توجد لإسرائيل، أفكلما جاء الحديث الآن عن هذه القيمة البشرية وهذه السِمة البحرينية الأصيلة نفرنا منها وتحسّسنا وأرجعناها إلى أنها محاولات قسرية للتطبيع؟!
لمَ نتخلى عما هو لنا كبحرينيين من جذور وأصول حقيقية لا مصطنعة ولا ندعيها، بحجة الخوف أو بحجة التحسّس أو بحجة الشك؟
التعايش والتسامح بين أصحاب الديانات هو الجانب التاريخي البحريني الأصيل الذي بكل آثاره وبكل ما هو مستمر ومتحقق إلى يومنا، عنصر جذب وعامل من عوامل التسويق لنا كدولة وشعب، ولدينا «مربع الأديان» إن صح التعبير، وهو مساحة جغرافية تقع في قلب المنامة تضم أكثر من دار للعبادة لأكثر من دين، بعضها عمرها الزمني قرنان، هذا المربع ممكن أن يكون موقعاً للاحتفاء في أي مناسبة خاصة بالتعايش والتسامح لتكون شاهداً على أن هذه السِمة بحرينية أصيلة، بدلاً من إقامة هذه المناسبات في قاعات مغلقة.
بالإمكان القيام بتلك اللقاءات في الهواء الطلق، وإن كان الوقت ليلاً بإمكان الأضواء الكاشفة أن تكون مسلّطة على دور العبادة المتعددة التي تقع ضمن حدوده لتكون شاهداً على أننا لم نأتِ بجديد، بل هذه هي البحرين.
{{ article.visit_count }}
الديانات وُجدت قبل «إسرائيل» وستبقى إلى ما شاء الله، وأصحاب الديانات عانوا من الصراعات والحروب بين بعضهم بعضاً باسم الدين، وقلّما وجدوا بُقعاً في الكرة الأرضية حتى يتعايشوا فيها بسلام وأمن دون صراعات، والبحرين -ولله الحمد- من هذه البقع المحدودة المباركة التي وًجد فيها أصحاب الديانات ملاذاً ليتعايشوا فيها بسلام على مر التاريخ والعصور إلى يومنا هذا.
ثانياً؛ لماذا حين نتحدث عن اليهود يقتصر الأمر على الإسرائيليين؟ فاليهود موجودون في دول عديدة، ومنهم العرب ومنهم البحرينيون.
وإحياء قيمة إنسانية والاحتفاء بها في أوقات كأوقاتنا العصيبة التي يكثر فيها التقاتل والصراعات هي مسؤولية مجتمعية قبل أن تكون مسؤولية دول وحكومات، والتعايش بين أصحاب الديانات مارسه أجدادنا الأوائل بأريحية تامة وفي البحرين تحديداً أكثر من أي دولة من دول الجوار، وآثار ولمسات ذلك التعايش التاريخي قائمة إلى الآن غير مصطنعة ولم نبتدعها إرضاءً لأحد.
فدُور العبادة للعديد من الأديان موجودة إلى اليوم على أرضنا، ومضى على بعضها قرنان من الزمان، إلى جانب مساجدنا، فلمَ الآن نتحسّس حين يُفتح هذا الموضوع ونربطه بمحاولات دول للتوّ بدأت تهتم بهذا الموضوع وتوليه أهميةً وتعمل على إحيائه ونشره كقيمة بين البشر؟ في حين أن أجدادنا قاموا بذلك تلقائياً وعفوياً ودون توجيه.
آثارنا مازالت حيّة تُثبت أن «الدولة الخليفية» ومنذ قرنين من الزمان، رخت بمظلة حمايتها للعديد من أبناء الديانات السماوية وغير السماوية، فكانت البحرين طوال تاريخ الدولة الخليفية ملاذاً للمضطهدين الهاربين من الظلم والتعسّف، فعندنا البوذيون وعندنا الهندوس، مثلما عندنا اليهود والمسيحيون وعندنا البهائيون والبهرة، وكلهم لديهم حريتهم المطلقة منذ قديم الزمان، وعاشوا مع أجدادنا جنباً إلى جنب جيراناً وأحبةً، ولهم معهم ذكريات جميلة وزيارات مُتبادلة ومشاركات في المناسبات، فالتعايش سِمة بحرينية أصيلة تاريخية وُجدت قبل أن توجد لإسرائيل، أفكلما جاء الحديث الآن عن هذه القيمة البشرية وهذه السِمة البحرينية الأصيلة نفرنا منها وتحسّسنا وأرجعناها إلى أنها محاولات قسرية للتطبيع؟!
لمَ نتخلى عما هو لنا كبحرينيين من جذور وأصول حقيقية لا مصطنعة ولا ندعيها، بحجة الخوف أو بحجة التحسّس أو بحجة الشك؟
التعايش والتسامح بين أصحاب الديانات هو الجانب التاريخي البحريني الأصيل الذي بكل آثاره وبكل ما هو مستمر ومتحقق إلى يومنا، عنصر جذب وعامل من عوامل التسويق لنا كدولة وشعب، ولدينا «مربع الأديان» إن صح التعبير، وهو مساحة جغرافية تقع في قلب المنامة تضم أكثر من دار للعبادة لأكثر من دين، بعضها عمرها الزمني قرنان، هذا المربع ممكن أن يكون موقعاً للاحتفاء في أي مناسبة خاصة بالتعايش والتسامح لتكون شاهداً على أن هذه السِمة بحرينية أصيلة، بدلاً من إقامة هذه المناسبات في قاعات مغلقة.
بالإمكان القيام بتلك اللقاءات في الهواء الطلق، وإن كان الوقت ليلاً بإمكان الأضواء الكاشفة أن تكون مسلّطة على دور العبادة المتعددة التي تقع ضمن حدوده لتكون شاهداً على أننا لم نأتِ بجديد، بل هذه هي البحرين.