قيل الكثير عن السمكة وذاكرتها، ورويت العديد من الأساطير عن هذا الموضوع. والشائع في المعتقد الشعبي أن للسمكة ذاكرة قصيرة. لذلك يضرب بها المثل لضعاف الذاكرة، كثيري النسيان. ولكن الأبحاث العلمية تثبت أن السمكة من أكثر الحيوانات تمتعاً بذاكرة قوية وطويلة المدى. إذ بإمكانها تذكر الأماكن التي تزورها وبعض الأشياء التي تهمها لمدة تتجاوز خمسة الأشهر. علماً بأن ثمة حيوانات تمتاز ذاكرتها بالقصر مثل الذباب والنحل. والبعض الآخر يعد من عديمي الذاكرة مثل بعض الحيوانات البحرية.
ضعف الذاكرة الكبير عند الحيوانات، مقارنة بالإنسان، لا يعيقها عن متابعة حياتها بسلاسة وأمان. لأنها تعتمد بالأساس على استمرارية النظام اليومي. فالنحلة وهي من أذكى الحيوانات، لا تتجاوز قدرتها على تذكر الأشياء لأكثر من 2.5 ثانية. غير أن استعانتها بباقي الحواس وموالاتها على ارتياد نفس المواقع يومياً للحصول على الغذاء والرحيق والعودة للخلية مرة أخرى، تجعلها تتذكر الطرق والمسارات التي تؤدي بها يومياً لتلك الأماكن. وفي بعض التجارب تم حبس بعض الحيوانات كالقطط والكلاب والخيول عدة أشهر ومنعها من الوجود في أماكنها المعتادة، ثم حين تمت إعادتها هناك مرة أخرى، تبين أنها نسيت الموقع تماماً. وكانت بحاجة إلى تكرار النظام اليومي للعودة إلى سلوكها السابق.
والإنسان وهو أذكى مخلوقات الأرض يتمتع بذاكرة جبارة. وبإمكانه استعادة تفاصيل دقيقة لمواقع وأحداث غادرها منذ عقود طويلة. وهو يتمتع بذاكرة اختيارية تمكنه من استعادة ما يريد وقت ما يريد. وعمليات الاسترجاع الدائمة في الذاكرة هي التي تمكن الماضي من البقاء حياً في وجداننا. وذاكرة الإنسان ليست تمييزية أو غريزية مثل ذاكرة الحيوان. إنها ذاكرة تسجيلية ترصد وتوثق جميع التفاصيل دون استثناء.
التمعن والتأمل في طرائف ذاكرة الحيوانات وعجائبها يقودنا للتفكير في إستراتيجية إدارة الحيوانات لذاكرتها وتوظيفها في تسيير أمور حياتها. إن الحيوانات تتذكر فقط ما يكون في نظامها اليومي أو القصير المدى، بتكراره يبقى جزءاً من سلوكها ونمط حياتها، وبالانقطاع عنه، تنساه، وتتوقف عن ممارسته، وبإمكاننا التعلم من الحيوان، نتوقف عن استعادة ما يؤلمنا ويحزننا أو لا يهمنا، ونحفز فقط الذاكرة الإيجابية التي تبقينا سعداء ومستقرين نفسياً وذهنياً. التذكر إجراء اختياري لا ينبغي أن يتحول إلى هاجس يطاردنا.
ضعف الذاكرة الكبير عند الحيوانات، مقارنة بالإنسان، لا يعيقها عن متابعة حياتها بسلاسة وأمان. لأنها تعتمد بالأساس على استمرارية النظام اليومي. فالنحلة وهي من أذكى الحيوانات، لا تتجاوز قدرتها على تذكر الأشياء لأكثر من 2.5 ثانية. غير أن استعانتها بباقي الحواس وموالاتها على ارتياد نفس المواقع يومياً للحصول على الغذاء والرحيق والعودة للخلية مرة أخرى، تجعلها تتذكر الطرق والمسارات التي تؤدي بها يومياً لتلك الأماكن. وفي بعض التجارب تم حبس بعض الحيوانات كالقطط والكلاب والخيول عدة أشهر ومنعها من الوجود في أماكنها المعتادة، ثم حين تمت إعادتها هناك مرة أخرى، تبين أنها نسيت الموقع تماماً. وكانت بحاجة إلى تكرار النظام اليومي للعودة إلى سلوكها السابق.
والإنسان وهو أذكى مخلوقات الأرض يتمتع بذاكرة جبارة. وبإمكانه استعادة تفاصيل دقيقة لمواقع وأحداث غادرها منذ عقود طويلة. وهو يتمتع بذاكرة اختيارية تمكنه من استعادة ما يريد وقت ما يريد. وعمليات الاسترجاع الدائمة في الذاكرة هي التي تمكن الماضي من البقاء حياً في وجداننا. وذاكرة الإنسان ليست تمييزية أو غريزية مثل ذاكرة الحيوان. إنها ذاكرة تسجيلية ترصد وتوثق جميع التفاصيل دون استثناء.
التمعن والتأمل في طرائف ذاكرة الحيوانات وعجائبها يقودنا للتفكير في إستراتيجية إدارة الحيوانات لذاكرتها وتوظيفها في تسيير أمور حياتها. إن الحيوانات تتذكر فقط ما يكون في نظامها اليومي أو القصير المدى، بتكراره يبقى جزءاً من سلوكها ونمط حياتها، وبالانقطاع عنه، تنساه، وتتوقف عن ممارسته، وبإمكاننا التعلم من الحيوان، نتوقف عن استعادة ما يؤلمنا ويحزننا أو لا يهمنا، ونحفز فقط الذاكرة الإيجابية التي تبقينا سعداء ومستقرين نفسياً وذهنياً. التذكر إجراء اختياري لا ينبغي أن يتحول إلى هاجس يطاردنا.