لم يكن مجرد حدث عابر قد يتكرر في كل زمان ومكان، بل كان له في هذه المرة أصداء فاقت التوقعات فلم يمر مرور الكرام، ودعوات توحدت بالسلامة واللطف بالحال. هكذا وحّد ريان هتاف العالم أجمع بحكمة لا يعملها إلا الله عز وجل، فلم يكن اسمه واسم أسرته في سجل المشهورين، وكان ذرة صغيرة في مساحات الحياة، إلى أن أضحى بطلاً لحكاية ستسرد لأجيال قادمة. هي حكاية ستكتب في كل أروقة الأيام نستقي منها العظات والدروس الملهمة لحياة أكثر إشراقاً وطمأنينة وإنجازاً.

الدرس الأهم في حكاية ريان أن مشيئة الله عز وجل وقدرته هي الأصل في أيام الحياة وإن اجتمعت الأمم والبراهين العلمية والأفكار الخلاقة فلا تحقق نجاحاتها بدون إرادة الله عز وجل وحكمته. يقول المولى تبارك وتعالى: «وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، إن الله كان عليماً حكيماً». ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس رضي الله رضي الله عنه في الحديث الشريف الذي يجب أن نضعه في حسباننا في كل مواقف الحياة ونعلمه لأبنائنا ونزرع فيهم هذه الثوابت الإيمانية: «... واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».

ريان علمنا أن الحياة لا تقف على حال، ففي كل لحظة ممكن أن تتغير الأحوال، وتتبدل الظروف ويتغير التفكير الآمن، الأمر الذي يدفع المسلم لكي يجدد علاقته مع الله عز وجل، ويجدد إيمانه لكي يكتسب المناعة الإيمانية والقوة النفسية التي تعينه على تقبل صدمات الحياة ومفاجآت اليوم، والتعامل معها بقلب أكثر ثباتاً وصبراً وتحملاً للأوجاع. في لحظات معينة تتوارد الأفكار إلى عقلك، فلا تعلم ماذا ينتظرك في الغيب. حينها سلم أمرك إلى الله عز وجل بعد الأخذ بالأسباب، وتستذكر معها معاني أسماء الله الحسنى في كل موقف يمر أمامك، فهو اللطيف والقادر على تغيير أحداث الحياة.

ريان أوصل رسالة لكل مسلم بأهمية أن يتسلح بسلاح الدعاء عند الملمات، فهو المنجي من عوارض الحياة بمشيئة الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: «ادعوني أستجب لكم». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها: «إذا تمنى أحجكم فليكثر، فإنما يسأل ربه عز وجل» رواه ابن حبان والطبراني.

ريان وحّد القلوب وجمع الكلمة وأشعل المشاعر والأحاسيس التي تلاشى تأثيرها في زمان النسيان، وبعث برسالة حب وطمأنينة وسلام لكل الناس، بأن الأحاسيس والمشاعر هي أساس التواصل الحياتي، فبدونها تنسى ذكريات الحياة ومواقف الأيام. المشاعر التي تجمدت عند البعض، فتناسى كل جماليات الحياة، وتلك الأسماء التي تذوق معها أجمل معاني الإنجاز والعطاء. هو تواصل المشاعر الذي يبقى بمحبة القلوب وهتاف الأمل.. وإن تجمد.. فعلى أصحابها السلام.

ومضة أمل

«فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون».