لم تكن أمريكا أبداً حليفاً يعتمد عليه في أي قضية، وتاريخها يشهد بذلك ورؤساؤها يؤكدون ذلك قولاً وفعلاً، فهم دائماً يهددون باستخدام السلاح أو العقوبات لابتزاز الدول، أو على الأقل الادعاء بحمايتهم بينما هم لا يجدون حرجاً بتغير مبادئهم للنقيض حسب المصالح.
وليس غنياً عن التعريف أن أمريكا تتواجد في منطقتنا فقط لحماية باطن أرضها الحبلى بالنفط، وحين تفرغ تلك البطن مما فيها ستبحث أمريكا عن منطقة أخرى لتبتزها.
لكن الأمر الأكثر سماجة في قضية أمريكا أنها تأكل خيرك وتتآمر عليك قبل أن تعطي فرصة لهذا الخير أن يصل لمعدتها، ولا تقوم من على طاولة ضيافتك إلا وقد زرعت الشكوك والفتن لجميع الآكلين بعدها.
ولقد كانت تصريحات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفه ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، قبل أسبوع لدى لقائه قائد القيادة المركزية الأمريكية، حول «دور الإدارة الأمريكية في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة وتعزيز الأمن والسلم الدوليين» تحمل رسالة لهذه القيادة بأن البحرين تريد من أمريكا موقفاً واضحاً بشأن تدخلات إيران في دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة، ولقد جاء الرد بعد أيام قليلة ليؤكد أنهم ليسوا أهل عهود أو أهل ثقة.
أمريكا دائماً تحاول الظهور بمظهر شرطي الكرة الأرضية، لكن هذه الوظيفة لم تستطع فرضها على روسيا والصين، وها هي تلوح -من بعيد– بالتهديد والوعيد، وعندما فشلت في فرض شرطيتها على روسيا هددتها بالعقوبات القاسية، وأخرجت مواطنيها مهرولة من أوكرانيا وتركت البلد التي اعتمدت عليها وحيدة تواجه الواقع الجديد.
وأعتقد أن ردة فعل شعب البحرين القوي بشأن ما حدث في السفارة الأمريكية مؤخراً، هو بداية النهاية للتدخل السافر في شؤون الدول الذي لم يكن يوماً مفيداً لمنطقة الخليج، ويقول المثل «اللي عضته الحية، يخاف من الحبل»، «مثل شعبي مشهور يروى بصيغ مختلفة في بعض الدول ولكن بجوهر واحد»، فأي تحرك مشبوه تحت أي مسمى أو ذريعة يخيفنا، ولكن الحفاظ على وعي الشعب البحريني والتحامة خلف قيادتة الرشيدة، هو صمام الأمان أمام أي تدخل أجنبي في شأننا الداخلي، ولنا من تجارب بعض الدول العبر الكثيرة. فها هي أمريكا تنسحب من مواجهات عديدة تاركة الشعوب تتقاتل فيما بينها، وكان آخرها العراق، فضلاً عن هزيمتها المريعة في أفغانستان، وها هي تعود اليوم للتحالف مع إيران مرة أخرى، لتبدأ مرحلة جديدة من مص دماء الشعوب الخليجية.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية
وليس غنياً عن التعريف أن أمريكا تتواجد في منطقتنا فقط لحماية باطن أرضها الحبلى بالنفط، وحين تفرغ تلك البطن مما فيها ستبحث أمريكا عن منطقة أخرى لتبتزها.
لكن الأمر الأكثر سماجة في قضية أمريكا أنها تأكل خيرك وتتآمر عليك قبل أن تعطي فرصة لهذا الخير أن يصل لمعدتها، ولا تقوم من على طاولة ضيافتك إلا وقد زرعت الشكوك والفتن لجميع الآكلين بعدها.
ولقد كانت تصريحات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفه ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، قبل أسبوع لدى لقائه قائد القيادة المركزية الأمريكية، حول «دور الإدارة الأمريكية في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة وتعزيز الأمن والسلم الدوليين» تحمل رسالة لهذه القيادة بأن البحرين تريد من أمريكا موقفاً واضحاً بشأن تدخلات إيران في دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة، ولقد جاء الرد بعد أيام قليلة ليؤكد أنهم ليسوا أهل عهود أو أهل ثقة.
أمريكا دائماً تحاول الظهور بمظهر شرطي الكرة الأرضية، لكن هذه الوظيفة لم تستطع فرضها على روسيا والصين، وها هي تلوح -من بعيد– بالتهديد والوعيد، وعندما فشلت في فرض شرطيتها على روسيا هددتها بالعقوبات القاسية، وأخرجت مواطنيها مهرولة من أوكرانيا وتركت البلد التي اعتمدت عليها وحيدة تواجه الواقع الجديد.
وأعتقد أن ردة فعل شعب البحرين القوي بشأن ما حدث في السفارة الأمريكية مؤخراً، هو بداية النهاية للتدخل السافر في شؤون الدول الذي لم يكن يوماً مفيداً لمنطقة الخليج، ويقول المثل «اللي عضته الحية، يخاف من الحبل»، «مثل شعبي مشهور يروى بصيغ مختلفة في بعض الدول ولكن بجوهر واحد»، فأي تحرك مشبوه تحت أي مسمى أو ذريعة يخيفنا، ولكن الحفاظ على وعي الشعب البحريني والتحامة خلف قيادتة الرشيدة، هو صمام الأمان أمام أي تدخل أجنبي في شأننا الداخلي، ولنا من تجارب بعض الدول العبر الكثيرة. فها هي أمريكا تنسحب من مواجهات عديدة تاركة الشعوب تتقاتل فيما بينها، وكان آخرها العراق، فضلاً عن هزيمتها المريعة في أفغانستان، وها هي تعود اليوم للتحالف مع إيران مرة أخرى، لتبدأ مرحلة جديدة من مص دماء الشعوب الخليجية.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية