وسط أحداث عالمية غير مستقرة لا تنبئ باستقرار ولو على المدى المتوسط، احتفل العالم أمس بيوم المرأة الدولي الذي يحمل هذا العام شعار «المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غدٍ مستدام»، وذلك اعترافًا بمختلف مساهمات النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، اللائي يقدن مهمة التكيف مع تغير المناخ، والتخفيف من حدته، والاستجابة له لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.

وهنا أجد ذاكرتي وقد استدعت بسرعة كبيرة المبادرة الوطنية لتشجير مملكتنا تحت عنوان «دُمتِ ‏خضراء» برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة ‏قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة حفظها الله.

والغريب هو أن تسبق المبادرة وفكرتها عنوان يوم المرأة العالمي في اتخاذ شعار مرتبط بالمبادرات البيئية ودور المرأة فيها، لنستيقن أن البحرين تتميز بريادة تسجلها أجندة الأحداث يوماً بعد آخر.

ولئن كانت البحرين سباقة في دعم أهداف التنمية المستدامة التي أعلنتها الأمم المتحدة، إلا أن المرأة البحرينية انفردت بتقدمها على تحقيق هذه الأهداف، وترتيب أولويات وطنها بما يحقق أحد الأهداف الكبيرة بزراعة أكثر من 50 ألف شجرة على أراضٍ تبلغ مساحتها 70 ألف متر في أول مراحل المشروع الممتدة للعام القادم، وهذه المبادرة ليست بالجديدة أو المستحدثة لأنها امتداد للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي التي أطلقت عام 2010 برعاية جلالة الملك وتوجيه بالتنفيذ من قبل سمو الأميرة سبيكة.

وبينما نشهد على الفضائيات أراضيَ تحترق في نزاع بين روسيا وأوكرانيا، ندعو الله أن يرحم العالم من آثارها، وأن يديم على مملكتنا ازدهارها واخضرارها بما يشرح الصدور والقلوب ويخفف وطأة ما نتابعه في هواتفنا على مدار الساعة.

ولا تمر المناسبة الدولية الأبرز إلا وننتهزها في تقديم التهنئة إلى داعمة المرأة في شتى المجالات سمو الأميرة سبيكة، وإلى المجلس الأعلى للمرأة الذي لا يترك شاردة ولا واردة في تحقيق تطلعات المرأة البحرينية إلا وسعى لإنجازها، حتى أصبحت أحلامنا وكأنها أوامر.

ولو أردنا الاحتفال بهذه المناسبة، فمن الأجدر أن نهنئ أنفسنا بما نحظى به من دعم كبير ولا محدود في مملكتنا الغالية، وأن ننقل هذه التهنئة وتلك المشاعر وهذه الإنجازات إلى المرأة في المجتمع الدولي عساها أن تجد من يناصرها ويدعمها كما نحن نعيش ذلك واقعاً في البحرين.