لا شك بأن جائحة كورونا «لخبطت العالم» وأدت إلى تغيير كبير في كثير من الممارسات اليومية وفي بعض القوانين وفي سلوكات المجتمع، وكان العمل عن بعد أحد أسباب اتجاه بعض المجتمعات إلى خفض عدد أيام الدوام الرسمي إلى أربعة أيام او أربعة أيام ونصف فهناك دول من طبق النظام والبعض يتباحث حول هذا الأمر ودول أخرى اتجهت إلى التجربة، أما دولة الإمارات العربية المتحدة فهي أول دولة خليجية طبقت تقليص العمل على أن يكون أربعة أيام ونصف يوم عمل -وأربع أيام عمل في الشارقة فقط- وقد بدأ العمل في هذا القرار في الأول من يناير لعام 2022 على يكون يوما السبت والأحد عطلة أسبوعية ويوم الجمعة نصف يوم عمل.

بالتأكيد هناك عدة أسباب حول تخفيض عدد أيام العمل بحسب توجهات هذه الدولة ورؤيتها حول هذا الانعطاف الذي مازالت بعض الشعوب تتحفظ على التطرق إليه، فربما هناك من يخشى التغيير والتحول نحو المجهول، وهناك دول بينت الهدف من تقليص أيام العمل منها من أجل تحسين القدرة التنافسية وجذب الاستثمار الأجنبي والتعامل مع الدول التي تعتبر السبت والأحد إجازة أسبوعية، ويمكن من خلال ذلك تعزيز النشاط الاقتصادي وانتعاشه، وخاصة بعد الجائحة والتشجيع على السياحة الداخلية، فيما أكدت بعض الدول أنها وسيلة لزيادة الإنتاجية من خلال تحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية.

لنكن واقعيين فطيلة هذه السنوات برغم القوة الشرائية لدول الخليج من سلع وخدمات يتم شراؤها من الدول الأوروبية فإن هذه الدول لم تتحرك لتغيير عطلها الأسبوعية لتتناسب مع عطلة يومي الجمعة والسبت ربما لأننا لا نمثل الشريحة الكبرى للقوة الشرائية في العالم كما نظن ولكننا بصراحة نحن من يحتاج إلى الأسواق العالمية وبحاجة إلى الانتعاش الاقتصادي.

أربعة أيام عمل وثلاثة أيام إجازة يا مرحبا بهذا القرار وبه سوف يتحقق كثير من الأهداف التي تسعى لها الدولة، قرار حساس ونوعي ومهم.

كلمة من القلب

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ».