هناك نمط يتركز في ممارسة البعض لأسلوب التعليق «المتهكم»، ورد الفعل «المستهزئ» بالآخرين، وفي «انحدار» مستوى الكلام، بما لا يضع أي اعتبار أو احترام للآخرين الذين قد يُختلف معهم في الرأي والفكر. والمدهش أن بعض ممارسي هذا الأسلوب يرفعون شعارات «الاختلاف لا يفسد للود قضية»!
ليست المشكلة في سرعة ردات الفعل أو انتهاج طرائق تعاطٍ سيئة، باعتبارها «علوماً بشرية» مكتسبة يجب «تنوير» الناس بشأنها؛ بل المشكلة الخطيرة تتمثل في «استحسان» البعض لممارسة هذا الأسلوب، ووجود جموع تصفق وتشجع على «التجريح» بالآخرين، أو «الاستهزاء والسخرية» من بشر أو أوضاع أو ظروف وكل مادة يمكن التعليق عليها، وكأنها «بطولة» و«إنجاز» لممارسها.
هنا تتحول العملية من «تعاطٍ ساخر» له حدوده وأطره، إلى «تعاطٍ سافر» يدفع الناس للقيام بأمور دفاعية تصل في مستوياتها لإلحاق الأذى بمن يستهدفهم، سواء أكان بالقانون، والأخطر أن يكون خارج نطاق الأعراف.
ولكم فيما حصل في حفل توزيع جوائر الأوسكار مؤخراً، من صفع الممثل ويل سميث لأحد مقدمي الحفل الممثل كريس روك بعد أن قام الأخير بالاستهزاء والتهكم من باب «السخرية» المألوفة والمباحة لديهم -كممثلين- بحق زوجة سميث!
لكن بالعودة لما يسود مجتمعاتنا، يصدق القول بأن هناك «شبه انقراض» للاحترام تجاه البشر الآخرين من ناحية التعامل وأيضاً «ثقافة الاختلاف»، هذه الثقافة التي يدعو لها «أغلب سكان البشر» لكن لا تؤمن بها إلا أعداد قليلة تُشارف أخلاقها هي نفسها «على الانقراض»، لأن هناك من يدفعها دفعاً لذلك بسوء سلوكه.
ما المشكلة لو تعاملنا مع الجميع بأسلوب محترم؟! هل هي مصيبة لو كنت «محترماً» في تعليقك وحديثك وحتى اختلافك مع الآخرين؟! لماذا الاستخفاف بطرح الآخر، حتى لو كان أقل منك مستوى تعليمياً واجتماعياً بمراحل؟!
لنا في رسولنا الكريم قدوة حسنة، فمع مكانته كرسول تمر عليه مواقف مع بشر بسطاء يتحدثون معه بجفاء وغلظة، وبعضهم قدرته العقلية بسيطة جداً لا ترتقي لقدرات نبي يوحى إليه، فكيف كان بالتالي يعاملهم؟! هل كان يعاملهم باستعلاء أو يرد عليهم بسخرية واستخفاف وتهكم؟! هل كان يستصغر ما يقولون ويرى فيما يطرحونه رأياً غبياً أو ساذجاً؟! أبداً رسولنا الكريم كان سيداً للأخلاق، أعلى قمة من قمم التواضع، كانت طيباً سمحاً يراعي شعور الآخرين، هو من أرسله الله ليتمم مكارم الأخلاق.
بالتالي من يرى أن «الفهلوة» وأن «التفوق» يتمثل بالسخرية من الآخرين، والضحك عليهم، واستصغار أفكارهم، أو ممارسة «التحلطم» بشأن أي فكرة يطرحونها، هي مسائل تمنحه «النجومية» في المجتمع، فهو مخطئ تماماً حتى لو صفق له الملايين.
تسعى الدول المتقدمة والمتحضرة اليوم للارتقاء بأفرادها وتنمية الوعي لديهم، وتستخدم أساليب متطورة لأجل تعزيز الإيجابية في المجتمع، لأن سقوط المجتمع يبدأ بسقوط الأخلاقيات فيه، بانتهاء أساليب التعامل المحترمة والرصينة بين أفراده. لذا كان أساس الانتقادات بأنها مبنية على الاحترام للآخر وبالبعد عن القدح والذم وتصغير ذوات الناس.
اجعل الاحترام أساساً لأي ردود فعل، لا تحقّر من أفكار الآخرين، وتذكر بأن الناس ليسوا سواسية في معيشتهم ولا تعليمهم ولا أفكارهم، فإن حباك الله بنقاط تفوق على الآخرين، تواضع وكن محترماً في تعاملك معهم.
ليست المشكلة في سرعة ردات الفعل أو انتهاج طرائق تعاطٍ سيئة، باعتبارها «علوماً بشرية» مكتسبة يجب «تنوير» الناس بشأنها؛ بل المشكلة الخطيرة تتمثل في «استحسان» البعض لممارسة هذا الأسلوب، ووجود جموع تصفق وتشجع على «التجريح» بالآخرين، أو «الاستهزاء والسخرية» من بشر أو أوضاع أو ظروف وكل مادة يمكن التعليق عليها، وكأنها «بطولة» و«إنجاز» لممارسها.
هنا تتحول العملية من «تعاطٍ ساخر» له حدوده وأطره، إلى «تعاطٍ سافر» يدفع الناس للقيام بأمور دفاعية تصل في مستوياتها لإلحاق الأذى بمن يستهدفهم، سواء أكان بالقانون، والأخطر أن يكون خارج نطاق الأعراف.
ولكم فيما حصل في حفل توزيع جوائر الأوسكار مؤخراً، من صفع الممثل ويل سميث لأحد مقدمي الحفل الممثل كريس روك بعد أن قام الأخير بالاستهزاء والتهكم من باب «السخرية» المألوفة والمباحة لديهم -كممثلين- بحق زوجة سميث!
لكن بالعودة لما يسود مجتمعاتنا، يصدق القول بأن هناك «شبه انقراض» للاحترام تجاه البشر الآخرين من ناحية التعامل وأيضاً «ثقافة الاختلاف»، هذه الثقافة التي يدعو لها «أغلب سكان البشر» لكن لا تؤمن بها إلا أعداد قليلة تُشارف أخلاقها هي نفسها «على الانقراض»، لأن هناك من يدفعها دفعاً لذلك بسوء سلوكه.
ما المشكلة لو تعاملنا مع الجميع بأسلوب محترم؟! هل هي مصيبة لو كنت «محترماً» في تعليقك وحديثك وحتى اختلافك مع الآخرين؟! لماذا الاستخفاف بطرح الآخر، حتى لو كان أقل منك مستوى تعليمياً واجتماعياً بمراحل؟!
لنا في رسولنا الكريم قدوة حسنة، فمع مكانته كرسول تمر عليه مواقف مع بشر بسطاء يتحدثون معه بجفاء وغلظة، وبعضهم قدرته العقلية بسيطة جداً لا ترتقي لقدرات نبي يوحى إليه، فكيف كان بالتالي يعاملهم؟! هل كان يعاملهم باستعلاء أو يرد عليهم بسخرية واستخفاف وتهكم؟! هل كان يستصغر ما يقولون ويرى فيما يطرحونه رأياً غبياً أو ساذجاً؟! أبداً رسولنا الكريم كان سيداً للأخلاق، أعلى قمة من قمم التواضع، كانت طيباً سمحاً يراعي شعور الآخرين، هو من أرسله الله ليتمم مكارم الأخلاق.
بالتالي من يرى أن «الفهلوة» وأن «التفوق» يتمثل بالسخرية من الآخرين، والضحك عليهم، واستصغار أفكارهم، أو ممارسة «التحلطم» بشأن أي فكرة يطرحونها، هي مسائل تمنحه «النجومية» في المجتمع، فهو مخطئ تماماً حتى لو صفق له الملايين.
تسعى الدول المتقدمة والمتحضرة اليوم للارتقاء بأفرادها وتنمية الوعي لديهم، وتستخدم أساليب متطورة لأجل تعزيز الإيجابية في المجتمع، لأن سقوط المجتمع يبدأ بسقوط الأخلاقيات فيه، بانتهاء أساليب التعامل المحترمة والرصينة بين أفراده. لذا كان أساس الانتقادات بأنها مبنية على الاحترام للآخر وبالبعد عن القدح والذم وتصغير ذوات الناس.
اجعل الاحترام أساساً لأي ردود فعل، لا تحقّر من أفكار الآخرين، وتذكر بأن الناس ليسوا سواسية في معيشتهم ولا تعليمهم ولا أفكارهم، فإن حباك الله بنقاط تفوق على الآخرين، تواضع وكن محترماً في تعاملك معهم.