عرضت الإدارة الأمريكية على روسيا إطلاق سراح فيكتور بوت، تاجر الأسلحة الروسي الذي يطلق عليه لقب ”تاجر الموت“، مقابل إطلاق سراح نجمة كرة السلة بريتني غرينر، وضابط مشاة البحرية السابق، بول ويلان، وهما أمريكيان تحتجزهما روسيا حاليًا.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد أعلن عن الصفقة المقترحة خلال مؤتمر صحفي، الأربعاء، قائلاً إنه يخطط لمناقشة تبادل الأسرى مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، في أول لقاء بينهما منذ غزو أوكرانيا.

وذكرت شبكة ”سي. إن. إن“ الأمريكية أن المواطن الروسي الذي تعرض واشنطن إطلاق سراحه هو تاجر أسلحة يقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 25 عامًا في أحد السجون بولاية إلينوي.

ووفقاً لتقرير الشبكة الأمريكية، أدين بوت (55 عاماً) بالتآمر لقتل مواطنين ومسؤولين أمريكيين وبيع أسلحة بملايين الدولارات للقوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) عام 2011.

وأشارت ”سي. إن. إن“ إلى أن الكرملين لطالما ضغط على الإدارات الأمريكية المتعاقبة من أجل إطلاق سراح بوت، ووصف احتجازه في الولايات المتحدة بأنه ”غير قانوني“ واتهم واشنطن بـ“استهدافه بشكل غير عادل لأسباب سياسية“.

وأوضح التقرير الأمريكي أن بوت، وهو المترجم العسكري السوفيتي السابق، أصبح شخصية دولية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وقد أُطلق عليه لقب ”تاجر الموت“ بسبب ”انتشار عملياته وعملائه على نطاق واسع“، حيث يُعتقد أنه كان مصدر إلهام للشخصية التي لعبها الممثل الأمريكي، نيكولاس كيدج، في فيلم الدراما والجريمة، ”لورد أوف وور“ (Lord of War) في 2005.

وفي عام 2008، وفقاً للتقرير، تم إلقاء القبض على بوت بتهم تتعلق بالإرهاب في ”عملية خطيرة“ بتايلاند بعد أن قضى سنوات متتالية من أوامر التوقيف الدولية وتجميد الأصول.

وفي 2010، طلبت الولايات المتحدة من السلطات التايلاندية تسليمها بوت، وذلك عن طريق طلب قدمه السفير الأمريكي آنذاك، إريك جون، ثم صادقت بعد ذلك المحكمة العليا التايلاندية عليه.

وتركزت محاكمة بوت في مانهاتن على دوره في إمداد مجموعة ”فارك“ بالأسلحة لاستخدامها ضد القوات الأمريكية في كولومبيا، وهو ما نفاه المواطن الروسي، الذي أصر على أنه مجرد رجل يعمل في ”مجال النقل الجوي“.

وأشار تقرير ”سي. إن. إن“ إلى أن علاقة بوت بتجارة الأسلحة تعود إلى التسعينيات، عندما اتُهم بترتيب تهريب ”أسلحة من الدرجة العسكرية“ إلى مناطق الصراع من ليبيريا إلى سيراليون وأفغانستان منذ التسعينيات. وبعد إدانته، قال المدعي العام الأمريكي السابق، إريك هولدر: ”أحد أكبر تجار الأسلحة في العالم يُحاسب على ماضيه الدنيء“.

وستسمح صفقة تبادل السجناء المقترحة – إذا باركتها موسكو – بإعادة غرينر، التي قُبض عليها بتهم تتعلق بالمخدرات في مطار موسكو في فبراير الماضي، وويلان، الذي حُكم عليه بالسجن 16 عامًا في روسيا بتهمة التجسس في عام 2020. وأكد ويلان وعائلته مرارًا وتكرارًا براءته، ونددت الحكومة الأمريكية بالاتهامات ووصفتها بأنها باطلة.

من ناحية أخرى، اعترفت غرينر في المحاكمة بأن لديها خراطيش ”فيب“ (سجائر إلكترونية) تحتوي على زيت القنب في حقائبها. ومع ذلك، قالت إنها ”لم تكن لديها نية إجرامية وأنها قامت عن غير قصد بتعبئة الخراطيش على عجل“. وتواجه لاعبة كرة السلة الأمريكية عقوبة تصل إلى 10 سنوات في السجن في حالة إدانتها.

ويأتي الإعلان عن تبادل السجناء وسط ضغوط سياسية واسعة النطاق على إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإعادة الأمريكيين الاثنين إلى الوطن. ولطالما قاومت واشنطن أي صفقة تبادل للسجناء خوفًا من أنها ”قد تشجع على أخذ الرهائن وتشير إلى أن الأمريكي المحتجز ظلماً يعادل المواطن الأجنبي المدان بحق“. لكن دعم بايدن للصفقة يتجاوز أي معارضة من وزارة العدل.