اندلعت جولة جديدة من القتال بين أرمينيا وأذربيجان، أسفرت عن مقتل عسكريين أذريين لم يحدد عددهم، في أحدث تصعيد للعنف بين الدولتين العدوتين، في وقت بحث رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان التطورات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الذي ترتبط ببلاده باتفاقية دفاع مشترك مع أرمينيا.

اتهامات متبادلة

أوردت وكالة "فرانس برس"، الثلاثاء، بيانا لوزارة الدفاع في أرمينيا قالت فيه: "فجر الثلاثاء في الدقيقة الخامسة (الإثنين 20:05 ت غ) شنت أذربيجان قصفا مكثفا بالمدفعية وبأسلحة نارية من العيار الثقيل على مواقع عسكرية أرمينية في بلدات غوريس وسوتك وجيرموك".

وأضافت أن أذربيجان استخدمت أيضا في الهجوم طائرات بدون طيار.

بالمقابل، اتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بشن "أعمال تخريبية واسعة النطاق" قرب مقاطعات داشكسان وكلباجار ولاشين الحدودية، مشيرة إلى أن مواقع جيشها "تعرضت للقصف، ولا سيما بقذائف الهاون".

وأضاف البيان أن القصف الأرميني أسفر عن "خسائر في صفوف العسكريين (الأذربيجانيين)"، من دون تحديد عددهم.

وتداول رواد مواقع التواصل لقطات فيديو تظهر ما قيل إنه قصف مدفعي أذري على مواقع القوات الأرمينية.

تفاصيل الاتصال مع بوتن

لم تمض ساعات على اندلاع القتال، حتى أجرى رئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتن.

قالت يريفان في بيان نقلته وكالة الأنباء الروسية "تاس" إن باشينيان بحث مع بوتن التصعيد بين أرمينيا وأذربيجان.

في الاتصال، قدم باشينيان تفاصيل عن الأعمال "العدائية والاستفزازية" التي قامت بها القوات الأذرية ضد الأراضي الأرمينية.

القصف الأذري كان بالمدفعية والأسلحة الثقيلة.

اعتبر أن تصرفات باكو غير مقبولة، مؤكدا أهمية وجود استجابة مناسبة من المجتمع الدولي.

وترتبط روسيا وأرمينيا باتفاقية دفاع جوي مشترك عام 2015، لكن موسكو لم تتدخل مع اندلاع القتال في عام 2020.

والأسبوع الماضي، اتهمت أرمينيا أذربيجان بقتل أحد عسكرييها في تبادل لإطلاق النار على الحدود بين البلدين.

وتهدد أعمال العنف هذه بإعادة إشعال النزاع في منطقة ناغورني قره باغ، على الرّغم من وجود قوات روسية مكلّفة الإشراف على وقف إطلاق النار الساري بين أرمينيا وأذربيجان منذ انتهت الحرب الثانية بينهما.

ومنذ انتهت في خريف 2020 الحرب الثانية بين أرمينيا وأذربيجان حول جيب ناغورني قره باغ المتنازع عليه بينهما، تدور بين البلدين اشتباكات حدودية متكررة.

ماذا قالت واشنطن؟

سارعت واشنطن إلى التعبير عن "قلقها العميق" إزاء هذه الاشتباكات، مناشدة الطرفين وقف القتال فورا.

قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان إن الولايات المتحدة تبدي "قلقها العميق" بسبب التطورات الراهنة على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا ولا سيما بسبب التقارير الواردة عن "قصف استهدف بلدات وبنى تحتية مدنية" في أرمينيا.

أضاف: "كما أوضحنا منذ فترة طويلة، لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع".

خلفية الصراع

والأسبوع الماضي، اتهمت أرمينيا أذربيجان بقتل أحد عسكرييها في تبادل لإطلاق النار على الحدود بين البلدين.

وبعد حرب أولى أسفرت عن 30 ألف قتيل مطلع التسعينات، تواجهت أرمينيا وأذربيجان في خريف العام 2020 حول ناغورني قره باغ، المنطقة الجبلية التي انفصلت عن أذربيجان بدعم من يريفان.

وأسفرت الحرب الأخيرة في العام 2020 عن مقتل نحو 6500 شخص وانتهت بهدنة تمّ التوصل إليها بوساطة روسية.

وبوساطة من الاتحاد الأوروبي، تجري الدولتان مفاوضات للتوصل إلى معاهدة سلام.