رويترز
قالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إن قراصنة على صلة بالسلطات الروسية هاجموا الموقع الإلكتروني للقوات البحرية الأوكرانية، ونشروا تقارير مزيفة عن المناورات العسكرية الدولية "سي بريز 2021" (Sea Breeze) في البحر الأسود.

وبدأت كييف في أواخر يونيو الماضي تدريبات عسكرية، بمشاركة 30 دولة في البحر الأسود، على الرغم من مطالبات روسية بإلغائها.

وأضافت الوزارة في بيان، مساء الجمعة: "الآن تم القضاء على تلك التهديدات.. سيعود الموقع الإلكتروني للبحرية للعمل بعد فترة وجيزة. الأقسام المعنية تعمل على تحديث الموارد على الإنترنت بمستويات الحماية الملائمة".

وتواجه روسيا اتهامات أوروبية وأميركية وأوكرانية بالوقوف وراء هجمات "الفدية" المتكررة، طالت مؤسسات وشركات غربية، وطالبت بمبالغ طائلة مقابل استرجاع المعلومات والبيانات المسروقة، وهو ما تنفيه موسكو.

وارتبطت عدة هجمات إلكترونية طالت شركات غربية منها شركة "كاسيا" و"سولار ويندز" و"كولونيال بايبلاين" وشركة "جاي بي أس" بروسيا، خصوصاً بعد إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "إف بي آي"، أن عصابة "ريفيل"، وهي مجموعة متخصصة في جرائم الإنترنت ولها صلات مع موسكو، بأنها وراء الهجمات الأخيرة، وفق "بي بي سي".

هجمات 2017

وتعرضت عدة مواقع إلكترونية أوكرانية في 27 يونيو 2017، إلى سلسلة هجمات باستخدام فيروس "بيتيا" الذي استهدف بنوكاً ووزارات وصحفاً وشركات كهرباء. وعلى الرغم من الإبلاغ عن هجمات مماثلة في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا وبولندا وبريطانيا والولايات المتحدة، قدرت شركة أمن تكنولوجيا المعلومات "إسيت" أن 80% من مجموع الهجمات وقعت في أوكرانيا.

وقالت أوكرانيا حينها، إن لديها أدلة على أن أجهزة الأمن الروسية كانت ضالعة في هجوم إلكتروني استهدف شركات في مناطق مختلفة من العالم. كما زعم سكرتير مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني، ألكساندر تورتشينوف، أن هناك علامات على تورط روسي في الهجوم الإلكتروني، إلا أنه لم يقدم أي دليل مباشر على التورط الروسي.

وأشارت التقارير حينها إلى أن الهجوم الإلكتروني استهدف الدولة ولم يكن لأسباب مالية، ذلك لأنه جاء عشية يوم العطلة الرسمية الأوكرانية احتفالًا بالذكرى السنوية لموافقة البرلمان الأوكراني على دستور أوكرانيا في 28 يونيو 1996.

توتر في البحر الأسود

وشهدت الأسابيع الأخيرة مواجهات متوترة بين سفن حربية تابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو والقوات الروسية في البحر الأسود، إذ نفذت سفن حربية روسية تدريبات بالذخيرة الحية، كما تعقّبت موسكو فرقاطة إيطالية، في وقت تجري أوكرانيا والولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) تدريبات عسكرية ترفضها روسيا.

ويأتي ذلك بعد تصاعد التوتر بين حلف الناتو وموسكو، إذ أعلنت الأخيرة أواخر يونيو، أنها أطلقت طلقات تحذيرية ووضعت قنابل، في مسار المدمّرة البريطانية "إتش إم إس ديفندر"، لإخراجها من مياهها الإقليمية قرب شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014.

ووفقاً لمجلة "نيوزويك" الأميركية، حذر مراقبون منذ فترة طويلة من مخاطر التصعيد العرضي في البحر الأسود، الذي يعد قناة حيوية لتجارة النفط والغاز الروسي، وإسقاط القوة العسكرية لموسكو في البحر الأبيض المتوسط وحول السواحل الأوروبية.

وأشارت المجلة إلى أن البحر الأسود يمثل أيضاً جبهة أخرى في الصراع الروسي الأوكراني المستمر، إذ تواجه موسكو اتهامات بمحاولة "تقييد التجارة" الأوكرانية، وحرية الملاحة في المنطقة، وهي وسيلة أخرى لتقويض الحكومة المناهضة للكرملين في كييف، التي تقاتل القوات المدعومة من روسيا في شرق أوكرانيا.

بايدن يطالب بوتين بالتحرك ضد "قراصنة الفدية"

ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي الجمعة، إلى التحرك ضدّ عمليات قرصنة بواسطة "برمجيات الفدية" مصدرها روسيا، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستتخذ "الإجراءات الضرورية" للدفاع عن نفسها.

يأتي ذلك، بعد أسبوع من الهجوم الكبير على شركة أنظمة المعلومات الأميركية "كاسيا"، والذي شنّه قراصنة ناطقون بالروسية.

وقال البيت الأبيض في بيان إنّ "الرئيس بايدن شدد على أهمية اتّخاذ روسيا تدابير بحق مجموعات موجودة في روسيا وتشن هجمات ببرمجيات الفدية".

وبحسب البيان، أكد بايدن أن "الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن سكانها وبنيتها التحتية الأساسية في مواجهة هذا التحدي المستمر".

وأشار بايدن لاحقاً إلى أن المناقشة "جرت على ما يرام، أنا متفائل". ولدى سؤاله عن "تبعات" محتملة، أكد أنه ستكون هناك عواقب "نعم"، من دون أن يكشف المزيد.