وليد صبري




* ضرورة استغلال رمضان لعلاج أمراض الجهاز الهضمي

* اختفاء الأعراض المرتبطة بالاضطرابات الهضمية غالباً خلال فترة الصيام

* تغيرات حركة الأمعاء والإسهال والإمساك تقل خلال فترة الصيام

* الصيام لا يسبب مشكلة إلا إذا كان متبوعاً بعادات غذائية سيئة

* مرضى تليف الكبد والفشل الكلوي ممنوعون من الصيام

نصح استشاري الجراحة العامة والجهاز الهضمي، د.أشرف المراغي، باستغلال شهر رمضان لعلاج أمراض الجهاز الهضمي، موضحاً أن الصيام لا يسبب مشكلة إلا إذا كان متبوعاً بعادات غذائية سيئة، مشيراً إلى أن هناك بعض مرضى الجهاز الهضمي ممنوعون من الصيام وأبرزهم مرضى تليف الكبد والفشل الكلوي.

وأضاف في حوار لـ"الوطن الطبية" أنه يلاحظ اختفاء العديد من الأعراض المرتبطة بأمراض الجهاز الهضمي والاضطرابات الهضمية غالباً خلال فترة الصيام، ومن أبرزها، الغازات والانتفاخ المرتبط بمتلازمة القولون العصبي، وتغيرات في حركة الأمعاء، والإسهال، والإمساك.

وأشار إلى أن العلاقة السلبية بين صيام رمضان وأمراض الجهاز الهضمي تنطبق على الأمراض المعوية المُزمنة، ومن أبرز هذه الأمراض، التهاب القولون التقرحي، وداء كرون، فلا يجب على أولئك المُصابين الصيام طالما يتلقون الأدوية ولم يدخل المرض في حالة من الاستقرار.

وقال إنه على مريض الجهاز الهضمي اتباع بعض الإرشادات الصحية البسيطة خلال شهر رمضان المبارك على وجه الخصوص، من أهمها الحفاظ على رطوبة أجسامهم عبر شرب كميات مناسبة من السوائل خلال الفترة الممتدة بين الإفطار والسحور.

وقسم د.المراغي مرضى الجهاز الهضمي خلال شهر رمضان إلى نوعين، النوع الأول، الصوم مفيد له لأنه يحسّن من كفاءة الجهاز الهضمي، والنوع الثاني، لديه رخصة الإفطار لأن الصيام يضره ضرراً شديداً. وإلى نص الحوار:

كيف يحتفظ الأصحاء على سلامة الجهاز الهضمي خلال صيام رمضان وبعد الإفطار؟

- المشاكل والاضطرابات التي يتعرض لها مريض الجهاز الهضمي في شهر رمضان عديدة كالانتفاخ وعسر الهضم والحموضة المعوية "الحرقة"، إضافة إلى زيادة مستويات الحموضة في المعدة وحالات الإمساك والسبب الصيام لساعات طويلة خلال فصل الصيف، والإفراط في تناول الطعام أثناء وجبة الإفطار، والنوم مباشرة بعد تناول وجبة السحور، إلى جانب تناول الأطعمة المقلية والدهنية، أو الأطعمة الغنية بالتوابل، إضافة إلى المشروبات المحتوية على الكافيين.

ماذا عن مريض الجهاز الهضمي؟

- على مريض الجهاز الهضمي اتباع بعض الإرشادات الصحية البسيطة خلال شهر رمضان المبارك على وجه الخصوص. من أهمها الحفاظ على رطوبة أجسامهم عبر شرب كميات مناسبة من السوائل خلال الفترة الممتدة بين الإفطار والسحور. والتقليل من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين في هذه الفترة، نظراً لتأثيرها المدر للبول، وهو ما يتسبب بدوره في فقدان المزيد من سوائل الجسم. كما يؤدي تناول هذه المشروبات أيضاً إلى الإصابة بالحموضة المعوية "الحرقة"، لذلك ينصح بتجنبها نظراً لطول فترة الصيام خلال اليوم. قد يسبب تناول عصائر الحمضيات أيضاً الشعور بالحرقة، لذلك ننصح بتجنبها إذا كان هناك استعداد لدى الجسم للإصابة بالحموضة المعوية، والاستعاضة عنها بشرب أنواع شاي الأعشاب المهدئة للأعصاب والمفيدة للجهاز الهضمي.

بالنسبة لوجبة الإفطار، نفضل تجنب تناول الأطعمة الدهنية الدسمة والغنية بالسكريات، وذلك لأنها تعيق عمليات التمثيل الغذائي "الاستقلاب" وتسبب الشعور بالدوار والصداع والإرهاق.

كما ينبغي تناول كميات قليلة من الأطعمة وعلى مراحل، ويفضل الإفطار على اللبن والماء وبعض التمرات. وينصح بالانتظار لحوالي 10-20 دقيقة قبل الشروع في تناول الوجبة الرئيسة، والتي ينبغي أن تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات والدهون الجيدة المفيدة للجسم. بالإضافة إلى تناول الفواكه الغنية بالعناصر الغذائية كالتفاح والأفوكادو.

ما أبرز المشاكل الهضمية التي يؤثر عليها الصيام بشكل إيجابي؟

- يلاحظ اختفاء العديد من الأعراض المرتبطة بأمراض الجهاز الهضمي والاضطرابات الهضمية غالباً خلال فترة الصيام، ومن أبرزها، الغازات والانتفاخ المرتبط بمتلازمة القولون العصبي، وتغيرات في حركة الأمعاء، والإسهال، والإمساك.

ماذا عن المشكلات الهضمية التي يؤثر عليها الصيام بشكل سلبي؟

- قد تتأثر بعض المشكلات الهضمية سلباً جراء الصيام، ويُنصح المُصابون بها بمراقبة حالتهم الصحية، واتباع بعض العادات في حال الإصابة بها، ومن أمثلتها، حرقة المعدة، حيث تتفاقم الحرقة التي يشعر بها المريض نتيجةً لرجوع حمض المعدة في الجهاز الهضمي خلال الصوم، لذلك فإن التوصيات بخصوص صيام الأشخاص الذين يُعانون من الحرقة تكون فردية بشكلٍ بحت لأنها لا تشمل الجميع، حيث إنه باستطاعة معظم مرضى حرقة المعدة أن يصوموا دون أي مشكلة في حال كان بإمكانهم التحكم بالأعراض من خلال تناول حبة واحدة من مضادات الحموضة. ويجب أن نلاحظ أن الأشخاص الذين يعانون من قرحة المعدة النشطة لا يستطيعون أن يصوموا إلى أن تتماثل القرحة للشفاء ويتم التغلب على جميع العوامل التي تزيد من أمراض القرحة سوءاً كعدوى جرثومة الملوية البوابية "Helicobacter pylori".

يجدر الذكر أن القرحة المعوية غالبًا ما تكون صامتة أي لا تظهر أي أعراض واضحة إلى بعد تفاقمها أو التشخيص من قبل الطبيب المُختص، يجب أن يمتنع المرضى الذين يُعانون من القرحة الصامتة أو الذين أصيبوا بنزيف نتيجة للقرحة عن الصيام، وذلك لأن الصوم قد يُؤدي إلى تفاقم النزيف أو القرحة.

ماذا عن الأمراض المعوية المزمنة؟

- تنطبق العلاقة السلبية بين صيام رمضان وأمراض الجهاز الهضمي فيما يخص الأمراض المعوية المُزمنة، ومن أبرز هذه الأمراض، التهاب القولون التقرحي، وداء كرون، فلا يجب على أولئك المُصابين بالصيام طالما يتلقون الأدوية ولم يدخل المرض في حالة من الاستقرار.

ماذا عن أمراض الكبد؟

- بينما يستطيع المرضى الذين يُعانون من أمراض مزمنة في الكبد والذين يكون وضعهم متزناً أن يصوموا دون مخاطر بعد استشارة وموافقة الطبيب المختص، إلا أنه من يظهر عليهم أعراض الفشل الكبدي، فقد يؤدي الصوم إلى تفاقم حالتهم الصحية، وهم بحاجة إلى مراجعة الطبيب واستشارته بخصوص هذا الشأن. والصيام يعطي الكبد فرصة كبيرة لعدم الإصابة بالتشمع الدهني، الذي تحل محله مواد أخرى مفيدة لعمل الكبد وهو ما يعرف بإعادة تأهيل الكبد. والصيام فرصة كبيرة لإراحة الكبد والمعدة من التقلصات التي يمكن أن تصل لحد التهيج الكامل في الأمعاء وما يترتب عليه من أعراض صحية غير محمودة.

كيف يعالج الصيام مشاكل الجهاز الهضمي والقولون؟

- كثيراً ما ينصح بالصيام لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي والقولون، وهو ما يؤكد عليه الأطباء مشيرين إلى أهمية وفاعلية الصيام لجهة تعزيز صحة الجهاز الهضمي وحماية القولون من أي متاعب صحية ناجمة عن كثرة الأكل، خاصة لمن يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي والقولون، وبالتالي يساعد الصيام على التقليل من الإصابة بالقرحة الهضمية والتهاب غشاء المعدة وتقليل المغص المعوي. كما أن العصب الحائر من المشاكل الصحية التي حيرت الأطباء في علاجه وهو يحدث عادة في المعدة، ومع الصيام فإنه يقل تموج الحركات بسبب عدم وجود الطعام في المعدة ما يسهل على العصب الحائر عند إصابته بالالتهابات تقليل هذه الالتهابات لفترة لا بأس بها. وتقل الحركة العضلية للمعدة أثناء الصيام جراء خلوها من الطعام، وبالتالي يقل إفراز حامض الكلور مع بقية أنواع الأحماض والأنزيمات، وهذه الأخيرة لها تأثير سيئ على جدار المعدة مسببة الإصابة بـ"حموضة المعدة"، وبالتالي فإن الصيام يخفف من أثار الحموضة بشكل كبير. ومن فوائد الصيام لمرضى الجهاز الهضمي والقولون، تنظيف الجسم للسموم المتراكمة فيه ما ينظم عملية الهضم والإخراج ويساعد في تخزين جيد للأغذية التي تم هضمها وتوزيعها على كافة أعضاء الجسم باعتدال، وبالتالي يفيد الصيام كذلك الأمر في الشفاء السريع من مشاكل القرحة الهضمية والبواسير والاثني عشر، إضافة إلى سرعة علاج حالات تشنج المعدة والتهابات القولون وتشنجاته.