وليد صبري




* اعتلال عضلة القلب حالة مرضية تؤدي إلى صعوبة ضخ الدم في الجسم


* التعرض للصدمة والتوتر والضغط النفسي من أسباب الإصابة بالمرض

* انقطاع التنفس والضغط على الصدر وخفقان القلب وتورم الساقين أبرز الأعراض

* العلاج يعتمد على نوع اعتلال عضلة القلب ومدى الخطورة

* العلاج يتضمن أدوية أو أجهزة مزروعة جراحياً أو جراحة أو زراعة

* تجنب تناول المواد البنائية في أثناء التمارين الرياضية للوقاية من المرض

حذرت اختصاصية أمراض القلب د. شيماء عبدالمعبود من تناول الحكوليات أو المخدرات وخاصة الكوكايين، مشيرةً إلى أنها من أبرز أسباب الإصابة بمرض اعتلال عضلة القلب، وإلى احتمال إصابة السيدات بالمرض قبل أو في أثناء أو بعد الولادة.

وقالت في حوار لـ"الوطن الطبية" إن اعتلال عضلة القلب حالة مرضية تصيب عضلة القلب وتؤدي إلى صعوبة في ضخ الدم من القلب إلى باقي أجزاء الجسم، ويمكن أن يؤدي اعتلال عضلة القلب إلى فشل في القلب.

وذكرت أن هناك 3 أنواع رئيسية لاعتلال عضلة القلب، وهي اعتلال عضلة القلب المتوسع، والضخامي، والمقيد، بينما يعتمد العلاج على نوع اعتلال عضلة القلب ومدى خطورته وهذا العلاج قد يشمل أدوية أو أجهزة مزروعة جراحياً أو إجراء جراحة للقلب أو أحيانا نحتاج لزراعة القلب في الحالات الشديدة.

وأشارت إلى أن اعتلال عضلة القلب يصاحبه نقص في كفاءة العضلة حيث تكون فيها الكفاءة أقل من 35%؜ في بعض الحالات، وفي حالات اعتلال عضلة القلب مع المتوسط تكون كفاءة عضلة القلب من 45 إلى 50%،؜ وهناك حالات مصابة باعتلال عضلة القلب مع الحفاظ على كفاءة العضلة القلب وتكون جيدة وتتراوح نسبتها من 50 الى 60%؜.

وفي رد على سؤال حول أعراض اعتلال عضلة القلب، أفادت د. شيماء عبدالمعبود بأنه أحيانا لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة من اعتلال عضلة القلب ولكن مع تقدم الحالة تظهر أعراض مثل انقطاع النفس في أثناء ممارسة النشاط البدني أو حتى عند الراحة، وكذلك ربما يعاني المريض من تورم الساقين والكاحلين والقادمين، وكذلك انتفاخ البطن والسعال مع صعوبة الاستسقاء وصعوبة النوم بمستوى وسادة واحده، والإرهاق والشعور بخفقان القلب، والضغط على الصدر، وعدم الشعور بالراحة، بالإضافة إلى الدوخة والدوران، وكذلك سماع ضربات القلب.

وذكرت أن المريض غالباً يتوجه إلى طبيب القلب المختص عن طريق التحويل من طبيب ممارس عام أو إذا وجد اختلال في ضربات النفس أو اختلال في ضربات القلب أو صعوبة في التنفس أو ورم في القدمين، حيث يبدأ المريض رحلة العلاج مع الطبيب المختص الذي يقوم بإجراء تخطيط القلب والموجات الصوتية على قلب المريض لتشخيص قوة كفاءة العضلة.

وتطرقت د. شيماء عبدالمعبود إلى أسباب اعتلال عضلة القلب، موضحة أنه عادة يكون السبب غير معروف، لكنه يمكن أن يكون مكتسباً أو وراثياً أو بسبب مشاكل أخرى مرضية، مثل ارتفاع ضغط الدم أو تليف أنسجة القلب نتيجة التعرض لنوبات قلبية أو تسارع في نبضات القلب على المدى الطويل أو نتيجة مشكلات في صمامات القلب أو نتيجة عدوى أو فيروس مستجد مثل كورونا (كوفيد19)، أو الإصابة بفيروسات أخرى حيث يمكن أن تؤدي بعض حالات العدوى إلى التهاب في عضلة القلب، وكذلك اضطراب الغدة الدرقية والسمنة وداء السكري، وربما يكون السبب تراكم عنصر الحديد في عضلة القلب، حيث يؤدي ترسب الأصبغة الدموية ويمكن أن يكون سببه أمراض الأورام الخبيثة في الجسم وتراكم البروتينات غير الطبيعية في الأعضاء واضطرابات النسيج الضام أو الإفراط في تناول الكحوليات على مدار السنوات العديدة أو تعاطي الكوكايين واستخدام بعض الأدوية المعالجة الكيميائية أو الإشعاعية لمرضى السرطان.

ونوهت إلى أن على الطبيب المعالج أن يراجع التاريخ العائلي للمريض فيما يتعلق بالإصابة باعتلال عضلة القلب أو فشل القلب في العمل أو توقف القلب المفاجئ، لذلك لا بد من التأكد من التاريخ الوراثي للعائلة ومتابعة مستوى ضغط الدم، وما إذا كانت هناك نوبات قلبية سابقة أم لا وهل هناك إصابة بأمراض في الشرايين أو السمنة أو الإفراط في تناول الكحوليات أو المخدرات أو البروتينات البنائية التي يستخدمها ممارسو رياضة كمال الأجسام، وكذلك أنواع معينة من العلاج الكيماوي المستخدم في علاج أمراض السرطان، إضافة إلى التأكد من وجود سكري أو غدة أو ترسب المادة النشوية أو نسبة الحديد في الدم وكذلك إذا كان هناك مشكلة في ضربات القلب.

وقالت إن مرض اعتلال عضلة القلب ربما يصيب السيدات قبل أو في أثناء أو بعد الولادة، كما أنه ربما تكون هناك مشكلة في صمامات القلب وهي التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض وتضخم عضلة القلب التوسعية، كما أن التعرض لصدمة قوية أو التوتر أو الضغط العصبي من أسباب الإصابة باعتلال عضلة القلب، موضحة أن مشكلة صمامات القلب يكون علاجها بإصلاح الصمامات.

وفي رد على سؤال حول طرائق التشخيص المختلفة، أفادت د. شيماء عبدالمعبود بأنها تتضمن تخطيط القلب أو عن طريق الموجات الصوتية على القلب، حيث يمكن تحديد مدى كفاءة عضلة القلب وسمكها، ففي بعض حالات تكون أقل من 35%؜، وفي المتوسط تكون قوة العضلة من 40 إلى 50%؜، وربما تكون فوق الـ60%؜ ويكون لديهم أعراض اعتلال عضلة القلب ولكن تكون كفاءة عضلة القلب سليمة.

وفيما يتعلق بطرائق العلاج، أوضحت أنه بمجرد التشخيص نبدأ بتحديد النظام الغذائي الصحي للمريض، حيث يكون قليل الملح والدهون مع ضرورة معرفة نسبة الصوديوم والبوتاسيوم، وتناول علاج مدرات البول من أجل السيطرة على مسألة تورم الساقين والقدمين والكاحلين، وعلاج الاستسقاء، حيث يتناول المريض أدوية تعمل على تقوية عضلة القلب، وفي حالات مرضى الصمامات ربما نلجأ إلى عملية جراحية لتصليح الصمامات، وفي حالات القصور في الشرايين نضطر إلى إجراء عملية قلب مفتوح.

وذكرت أنه في بعض الأحيان لا يصلح التدخل الجراحي لعلاج بعض الحالات لذلك نستخدم جهازاً منظماً لعضلة القلب ويكون خارج القلب، وفي حالات نادرة نلجأ إلى مسألة زراعة القلب.

وقالت إن زراعة القلب تطورت بشكل كبير وتجرى عن طريق فريق عمل كبير وتسمى زراعة القلب والرئتين لكن المعترف به حالياً هو العلاج الوقائي وعلاج الأعراض وجهاز يساعد على ضخ الدم أو جهاز قلب صناعي وأخيراً زراعة القلب.

ونوهت إلى طرائق الوقاية من المرض، عن طريق تجنب تناول الكحوليات وكذلك المواد المخدرة وخاصة الكوكايين، وكذلك المواد البنائية التي تستخدم في التمارين الرياضية، مع ضرورة السيطرة على ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول والسكري مع ضرورة اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم، والابتعاد عن التوتر والضغط النفسي وخاصة لدى السيدات، مع الاهتمام بالمتابعة في أثناء الحمل والولادة لتجنب الإصابة باعتلال القلب في فترة الولادة أو بعدها، وكذلك الاهتمام بالوقاية من الفيروسات.