وليد صبري
* جدري القرود يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء من إفريقيا
* العدوى تنجم عن مخالطة دماء حيوانات مصابة أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية
* مرحلة حضانة المرض بين بين 5 أيام و21 يوماً
* بعض المرضى يعانون من تضخّم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح
* مخالطة المرضى أهمّ عوامل الإصابة بعدوى الفيروس
* لا يمكن تشخيص جدري القردة بشكل نهائي إلاّ في المختبر
* يمكن تشخيص عدوى الفيروس بواسطة عدد من الاختبارات المختلفة
* 130 إصابة بالفيروس عالمياً بينها 50 حالة اشتباه في 11 دولة
* التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود
كشفت استشارية الصحة العامة، ورئيس جمعية أصدقاء الصحة، د. كوثر العيد أن "جدري القرود يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء من إفريقيا"، موضحة أن "العدوى تنجم عن مخالطة دماء حيوانات مصابة أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية"، مشيرة إلى أن "مرحلة حضانة المرض بين بين 5 أيام و21 يوماً".
وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الوطن الطبية" أن "بعض المرضى يعانون من تضخّم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح"، منوهة إلى أن "مخالطة المرضى أهمّ عوامل الإصابة بعدوى الفيروس".
ولفتت إلى أنه "لا يمكن تشخيص جدري القردة بشكل نهائي إلاّ في المختبر، حيث يمكن تشخيص عدوى الفيروس بواسطة عدد من الاختبارات المختلفة".
وقالت إنه "لا توجد أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القرود، بيد أنّ التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود".
وبينت د. كوثر العيد أنه "بحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية فإن الفيروس يُنقل إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر".
وذكرت أنه "مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط إفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة، ولا يوجد أيّ علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض رغم أنّ التطعيم السابق ضدّ الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية أيضاً من جدري القرود".
وأوضحت أن "المرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ "يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان" وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة. ومع أن الجدري كان قد استُؤصِل في عام 1980 فإن جدري القرود لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء إفريقيا".
وأشارت إلى أنه "ينتمي إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري، وقد كُشِف لأوّل مرّة عن هذا الفيروس في عام 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال الكائن في كوبنهاغن، الدنمارك، أثناء التحري عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري فيما بين القرود".
وأوضحت أن "المرض اكتشف لأول مرة بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية "المعروفة باسم زائير في وقتها"، لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استُؤصِل منها الجدري في عام 1968. وأُبلِغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب إفريقيا، وخصوصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي رُئِي أنها موطونة به، والتي اندلعت فيها فاشية كبرى للمرض في عامي 1996 و1997".
وتابعت: "وأُبلغ في خريف عام 2003 عن وقوع حالات مؤكّدة من جدري القرود في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية، مما يشير إلى أنها أولى الحالات المُبلّغ عنها للإصابة بالمرض خارج نطاق القارة الإفريقية، وتبيّن أن معظم المرضى المصابين به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة مخالطة حميمة".
وذكرت د. كوثر العيد أنه "اندلعت في عام 2005 فاشية لجدري القرود في ولاية الوحدة بالسودان وأُبلِغ عن وقوع حالات متفرقة في أجزاء أخرى من إفريقيا، وفي عام 2009، قامت حملة توعية في أوساط اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جمهورية الكونغو بتحديد وتأكيد حالتين للإصابة بجدري القرود، فيما جرى احتواء 26 حالة ووفاتين في إطار اندلاع فاشية أخرى للمرض بجمهورية إفريقيا الوسطى في الفترة الواقعة بين أغسطس وأكتوبر 2016"، بحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية.
وفي رد على سؤال حول انتقال المرض، أفادت بأنه "تنجم العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، وقد وُثِّقت في إفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القرود أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، علماً بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس. ومن المُحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهوّة جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به".
وأوضحت أنه "يمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات. وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادةً فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه، مما يعرّض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير. كما يمكن أن ينتقل المرض عن طريق التلقيح أو عبر المشيمة "جدري القرود الخلقي"، ولا توجد حتى الآن أيّة بيّنات تثبت أنّ جدري القرود يمكنه الاستحكام بين بني البشر بمجرّد انتقاله من شخص إلى آخر".
ونوهت إلى أن "الدراسات التي أُجرِيت مؤخراً عن الحيوانات في إطار بحث نموذج انتقال جدري القرود من كلاب البراري إلى الإنسان حددت طورين مختلفين من الفيروسات –ألا وهما طور فيروسات حوض نهر الكونغو وطور فيروسات غرب إفريقيا– علماً بأن الطور الأول أشد فوعة".
وفي ما يتعلق بعلامات المرض وأعراضه، ذكرت د. كوثر العيد أنه "تتراوح فترة حضانة جدري القرود "وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها" بين 6 أيام و16 يوماً، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً".
وتابعت "يمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين هما، فترة الغزو "بين صفر يوم و5 أيام"، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد "فقدان الطاقة"، وفترة ظهور الطفح الجلدي "في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى" والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويكون وقع الطفح أشدّ ما يكون على الوجه "في 95% من الحالات" وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين "75%". ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية "آفات ذات قواعد مسطّحة" إلى حويصلات "نفاطات صغيرة مملوءة بسائل" وبثرات تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً".
وقالت إنه "يتراوح عدد الآفات بين بضع آفات وعدة آلاف منها، وهي تصيب أغشية الفم المخاطية "في 70% من الحالات" والأعضاء التناسلية "30%" وملتحمة العين "20%"، فضلاً عن قرنيتها "مقلة العين".
وأشارت إلى أنه "يُصاب بعض المرضى بتضخّم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القرود عن سائر الأمراض المماثلة".
وذكرت أنه "عادةً ما يكون جدري القرود مرضا محدودا ذاتياً وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً، ويُصاب الأطفال بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعاً بحسب مدى التعرض لفيروسه والوضع الصحي للمريض وشدة المضاعفات الناجمة عنه".
وأضافت أنه "قد يبدي الناس الذين يعيشون في مناطق الغابات أو بالقرب منها مستويات تعرض غير مباشر أو منخفضة للحيوانات المصابة بعدوى المرض، ومن المُحتمل أن يسفر ذلك عن إصابتهم بعدواه دون السريرية "غير المصحوبة بأعراض"".
وذكرت أنه "يشهد معدل الإماتة في الحالات تبايناً كبيراً بين الأوبئة ولكنّ نسبته لا تتجاوز 10% في الحالات الموثقة التي تحدث معظمها فيما بين الأطفال. وعموماً فإن الفئات الأصغر سنّاً هي أكثر حساسية على ما يبدو للإصابة بجدري القرود".
وتطرقت د. كوثر العيد للحديث عن تشخيص المرض، موضحة أنها "التشخيصات التمايزية التي يجب أن يُنظر في إجرائها تشتمل على أمراض أخرى مسببة للطفح، من قبيل الجدري والجدري المائي والحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والجرب والزهري وأنواع الحساسيات الناجمة عن الأدوية. ويمكن أن يكون تضخّم العقد اللمفاوية خلال مرحلة ظهور بوادر المرض سمة سريرية تميزه عن الجدري، ولا يمكن تشخيص جدري القرود بشكل نهائي إلاّ في المختبر حيث يمكن تشخيص عدوى الفيروس بواسطة عدد من الاختبارات المختلفة".
وفي رد على سؤال حول العلاج واللقاح، أوضحت أنه "لا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القرود، ولكن يمكن مكافحة فاشياته، وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم. ورغم ذلك فإن من المُرجّح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مساراً أخف وطأة".
وفي ما يتعلق بالحد من خطورة إصابة الناس بعدوى المرض، قالت إن "المخالطة الحميمة للمرضى أثناء اندلاع فاشيات جدري القرود البشري هي من أهمّ عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بعدوى الفيروس المسبّب للمرض، وفي ظل غياب علاج أو لقاح محدّد لمكافحته، فإن الطريقة الوحيدة للحد من إصابة الناس بعدواه هي إذكاء الوعي بعوامل الخطر المرتبطة به وتثقيف الناس بشأن التدابير التي يمكنهم اتخاذها من أجل الحد من معدل التعرّض له. ولا غنى عن تدابير الترصد والإسراع في تشخيص الحالات الجديدة من أجل احتواء الفاشيات".
وشددت على "ضرورة أن ينبغي أن تركزّ رسائل التثقيف بشؤون الصحة العمومية على الحد من الخطرين التاليين، الحد من خطر انتقال العدوى من إنسان إلى آخر، وينبغي تجنّب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين بعدوى جدري القرود، ولا بد من ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، كما ينبغي الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم، وكذلك الحد من خطر انتقال المرض من الحيوانات إلى البشر. وينبغي أن تركّز الجهود المبذولة للوقاية من انتقال الفيروس في البلدان الموطونة به على طهي كل المنتجات الحيوانية ""الدم واللحوم" بشكل جيّد قبل أكلها، كما ينبغي ارتداء قفازات وغيرها من ملابس الحماية المناسبة عند مناولة الحيوانات المريضة أو أنسجتها الحاملة للعدوى وأثناء ممارسات ذبحها".
وفي ما يتعلق بمكافحة العدوى في مرافق الرعاية الصحية، قالت إنه "ينبغي أن يطبق العاملون الصحيون التحوطات المعيارية في مجال مكافحة العدوى عندما يعتنون بمرضى مصابين بعدوى يُشتبه فيها أو مؤكدة من فيروس جدري القرود، أو يناولون عيّنات تُجمع من أولئك المرضى".
وتابعت أنه "لا بد من أن ينظر العاملون الصحيون والمعنيون بعلاج المرضى المصابين بجدري القرود أو الأفراد الذين يتعرّضون لهم أو لعيّنات تُجمع منهم، في إمكانية حصولهم على تطعيم ضدّ الجدري من سلطاتهم الصحية الوطنية، على أنه ينبغي ألا تُعطى لقاحات الجدري القديمة لمن يعانون من ضعف في أجهزتهم المناعية".
وذكرت أنه "ينبغي أن يتولى موظفون مدرّبون يعملون في مختبرات مجهّزة بالمعدات المناسبة عملية مناولة العيّنات التي تُجمع من أشخاص يُشتبه في إصابتهم بعدوى فيروس جدري القرود ومن حيوانات يُشتبه في إصابتها بها"، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وقالت إن منظمة الصحة العالمية تزوّد الدول الأعضاء بالدعم اللازم للاضطلاع بأنشطة ترصّد الفاشيات والتأهب لمواجهتها والاستجابة لمقتضياتها في البلدان المتضرّرة".
يذكر أن إسرائيل، أعلنت السبت، تسجيل إصابة بجدري القردة، هي الأولى في الشرق الأوسط، بعد رصد عدة دول في أوروبا وأمريكا الشمالية، إصابات بالمرض المتوطن في أجزاء من إفريقيا. وقال متحدث باسم مستشفى إيخيلوف في تل أبيب، لوكالة فرانس برس إنه تأكدت إصابة رجل يبلغ 30 عاما بجدري القردة بعد عودته مؤخرا من أوروبا الغربية حاملا أعراض المرض.
وكانت وزارة الصحة قد أفادت الجمعة بأن الرجل خالط شخصا مصابا بجدري القردة في الخارج، مشيرة إلى أنه تم أخذ عينة لفحصها ووضع في الحجر في مستشفى إيخيلوف وأعراض إصابته خفيفة. ورُصدت في الأسابيع الأخيرة حالات إصابة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد وكذلك في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وأخيرا في الشرق الأوسط وتحديدا في إسرائيل. وقالت منظمة الصحة العالمية إنه تم حتى يوم الجمعة تأكيد نحو 80 إصابة بجدري القرود كما أن هناك 50 إصابة أخرى يجري التحقق منها في 11 دولة، وسط مخاوف من احتمال زيادة عدد الإصابات خلال أشهر الصيف.
* جدري القرود يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء من إفريقيا
* العدوى تنجم عن مخالطة دماء حيوانات مصابة أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية
* مرحلة حضانة المرض بين بين 5 أيام و21 يوماً
* بعض المرضى يعانون من تضخّم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح
* مخالطة المرضى أهمّ عوامل الإصابة بعدوى الفيروس
* لا يمكن تشخيص جدري القردة بشكل نهائي إلاّ في المختبر
* يمكن تشخيص عدوى الفيروس بواسطة عدد من الاختبارات المختلفة
* 130 إصابة بالفيروس عالمياً بينها 50 حالة اشتباه في 11 دولة
* التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود
كشفت استشارية الصحة العامة، ورئيس جمعية أصدقاء الصحة، د. كوثر العيد أن "جدري القرود يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء من إفريقيا"، موضحة أن "العدوى تنجم عن مخالطة دماء حيوانات مصابة أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية"، مشيرة إلى أن "مرحلة حضانة المرض بين بين 5 أيام و21 يوماً".
وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الوطن الطبية" أن "بعض المرضى يعانون من تضخّم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح"، منوهة إلى أن "مخالطة المرضى أهمّ عوامل الإصابة بعدوى الفيروس".
ولفتت إلى أنه "لا يمكن تشخيص جدري القردة بشكل نهائي إلاّ في المختبر، حيث يمكن تشخيص عدوى الفيروس بواسطة عدد من الاختبارات المختلفة".
وقالت إنه "لا توجد أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القرود، بيد أنّ التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود".
وبينت د. كوثر العيد أنه "بحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية فإن الفيروس يُنقل إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر".
وذكرت أنه "مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط إفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة، ولا يوجد أيّ علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض رغم أنّ التطعيم السابق ضدّ الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية أيضاً من جدري القرود".
وأوضحت أن "المرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ "يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان" وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة. ومع أن الجدري كان قد استُؤصِل في عام 1980 فإن جدري القرود لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء إفريقيا".
وأشارت إلى أنه "ينتمي إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري، وقد كُشِف لأوّل مرّة عن هذا الفيروس في عام 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال الكائن في كوبنهاغن، الدنمارك، أثناء التحري عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري فيما بين القرود".
وأوضحت أن "المرض اكتشف لأول مرة بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية "المعروفة باسم زائير في وقتها"، لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استُؤصِل منها الجدري في عام 1968. وأُبلِغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب إفريقيا، وخصوصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي رُئِي أنها موطونة به، والتي اندلعت فيها فاشية كبرى للمرض في عامي 1996 و1997".
وتابعت: "وأُبلغ في خريف عام 2003 عن وقوع حالات مؤكّدة من جدري القرود في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية، مما يشير إلى أنها أولى الحالات المُبلّغ عنها للإصابة بالمرض خارج نطاق القارة الإفريقية، وتبيّن أن معظم المرضى المصابين به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة مخالطة حميمة".
وذكرت د. كوثر العيد أنه "اندلعت في عام 2005 فاشية لجدري القرود في ولاية الوحدة بالسودان وأُبلِغ عن وقوع حالات متفرقة في أجزاء أخرى من إفريقيا، وفي عام 2009، قامت حملة توعية في أوساط اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جمهورية الكونغو بتحديد وتأكيد حالتين للإصابة بجدري القرود، فيما جرى احتواء 26 حالة ووفاتين في إطار اندلاع فاشية أخرى للمرض بجمهورية إفريقيا الوسطى في الفترة الواقعة بين أغسطس وأكتوبر 2016"، بحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية.
وفي رد على سؤال حول انتقال المرض، أفادت بأنه "تنجم العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، وقد وُثِّقت في إفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القرود أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، علماً بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس. ومن المُحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهوّة جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به".
وأوضحت أنه "يمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات. وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادةً فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه، مما يعرّض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير. كما يمكن أن ينتقل المرض عن طريق التلقيح أو عبر المشيمة "جدري القرود الخلقي"، ولا توجد حتى الآن أيّة بيّنات تثبت أنّ جدري القرود يمكنه الاستحكام بين بني البشر بمجرّد انتقاله من شخص إلى آخر".
ونوهت إلى أن "الدراسات التي أُجرِيت مؤخراً عن الحيوانات في إطار بحث نموذج انتقال جدري القرود من كلاب البراري إلى الإنسان حددت طورين مختلفين من الفيروسات –ألا وهما طور فيروسات حوض نهر الكونغو وطور فيروسات غرب إفريقيا– علماً بأن الطور الأول أشد فوعة".
وفي ما يتعلق بعلامات المرض وأعراضه، ذكرت د. كوثر العيد أنه "تتراوح فترة حضانة جدري القرود "وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها" بين 6 أيام و16 يوماً، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً".
وتابعت "يمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين هما، فترة الغزو "بين صفر يوم و5 أيام"، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد "فقدان الطاقة"، وفترة ظهور الطفح الجلدي "في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى" والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويكون وقع الطفح أشدّ ما يكون على الوجه "في 95% من الحالات" وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين "75%". ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية "آفات ذات قواعد مسطّحة" إلى حويصلات "نفاطات صغيرة مملوءة بسائل" وبثرات تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً".
وقالت إنه "يتراوح عدد الآفات بين بضع آفات وعدة آلاف منها، وهي تصيب أغشية الفم المخاطية "في 70% من الحالات" والأعضاء التناسلية "30%" وملتحمة العين "20%"، فضلاً عن قرنيتها "مقلة العين".
وأشارت إلى أنه "يُصاب بعض المرضى بتضخّم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القرود عن سائر الأمراض المماثلة".
وذكرت أنه "عادةً ما يكون جدري القرود مرضا محدودا ذاتياً وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً، ويُصاب الأطفال بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعاً بحسب مدى التعرض لفيروسه والوضع الصحي للمريض وشدة المضاعفات الناجمة عنه".
وأضافت أنه "قد يبدي الناس الذين يعيشون في مناطق الغابات أو بالقرب منها مستويات تعرض غير مباشر أو منخفضة للحيوانات المصابة بعدوى المرض، ومن المُحتمل أن يسفر ذلك عن إصابتهم بعدواه دون السريرية "غير المصحوبة بأعراض"".
وذكرت أنه "يشهد معدل الإماتة في الحالات تبايناً كبيراً بين الأوبئة ولكنّ نسبته لا تتجاوز 10% في الحالات الموثقة التي تحدث معظمها فيما بين الأطفال. وعموماً فإن الفئات الأصغر سنّاً هي أكثر حساسية على ما يبدو للإصابة بجدري القرود".
وتطرقت د. كوثر العيد للحديث عن تشخيص المرض، موضحة أنها "التشخيصات التمايزية التي يجب أن يُنظر في إجرائها تشتمل على أمراض أخرى مسببة للطفح، من قبيل الجدري والجدري المائي والحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والجرب والزهري وأنواع الحساسيات الناجمة عن الأدوية. ويمكن أن يكون تضخّم العقد اللمفاوية خلال مرحلة ظهور بوادر المرض سمة سريرية تميزه عن الجدري، ولا يمكن تشخيص جدري القرود بشكل نهائي إلاّ في المختبر حيث يمكن تشخيص عدوى الفيروس بواسطة عدد من الاختبارات المختلفة".
وفي رد على سؤال حول العلاج واللقاح، أوضحت أنه "لا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القرود، ولكن يمكن مكافحة فاشياته، وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم. ورغم ذلك فإن من المُرجّح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مساراً أخف وطأة".
وفي ما يتعلق بالحد من خطورة إصابة الناس بعدوى المرض، قالت إن "المخالطة الحميمة للمرضى أثناء اندلاع فاشيات جدري القرود البشري هي من أهمّ عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بعدوى الفيروس المسبّب للمرض، وفي ظل غياب علاج أو لقاح محدّد لمكافحته، فإن الطريقة الوحيدة للحد من إصابة الناس بعدواه هي إذكاء الوعي بعوامل الخطر المرتبطة به وتثقيف الناس بشأن التدابير التي يمكنهم اتخاذها من أجل الحد من معدل التعرّض له. ولا غنى عن تدابير الترصد والإسراع في تشخيص الحالات الجديدة من أجل احتواء الفاشيات".
وشددت على "ضرورة أن ينبغي أن تركزّ رسائل التثقيف بشؤون الصحة العمومية على الحد من الخطرين التاليين، الحد من خطر انتقال العدوى من إنسان إلى آخر، وينبغي تجنّب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين بعدوى جدري القرود، ولا بد من ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، كما ينبغي الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم، وكذلك الحد من خطر انتقال المرض من الحيوانات إلى البشر. وينبغي أن تركّز الجهود المبذولة للوقاية من انتقال الفيروس في البلدان الموطونة به على طهي كل المنتجات الحيوانية ""الدم واللحوم" بشكل جيّد قبل أكلها، كما ينبغي ارتداء قفازات وغيرها من ملابس الحماية المناسبة عند مناولة الحيوانات المريضة أو أنسجتها الحاملة للعدوى وأثناء ممارسات ذبحها".
وفي ما يتعلق بمكافحة العدوى في مرافق الرعاية الصحية، قالت إنه "ينبغي أن يطبق العاملون الصحيون التحوطات المعيارية في مجال مكافحة العدوى عندما يعتنون بمرضى مصابين بعدوى يُشتبه فيها أو مؤكدة من فيروس جدري القرود، أو يناولون عيّنات تُجمع من أولئك المرضى".
وتابعت أنه "لا بد من أن ينظر العاملون الصحيون والمعنيون بعلاج المرضى المصابين بجدري القرود أو الأفراد الذين يتعرّضون لهم أو لعيّنات تُجمع منهم، في إمكانية حصولهم على تطعيم ضدّ الجدري من سلطاتهم الصحية الوطنية، على أنه ينبغي ألا تُعطى لقاحات الجدري القديمة لمن يعانون من ضعف في أجهزتهم المناعية".
وذكرت أنه "ينبغي أن يتولى موظفون مدرّبون يعملون في مختبرات مجهّزة بالمعدات المناسبة عملية مناولة العيّنات التي تُجمع من أشخاص يُشتبه في إصابتهم بعدوى فيروس جدري القرود ومن حيوانات يُشتبه في إصابتها بها"، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وقالت إن منظمة الصحة العالمية تزوّد الدول الأعضاء بالدعم اللازم للاضطلاع بأنشطة ترصّد الفاشيات والتأهب لمواجهتها والاستجابة لمقتضياتها في البلدان المتضرّرة".
يذكر أن إسرائيل، أعلنت السبت، تسجيل إصابة بجدري القردة، هي الأولى في الشرق الأوسط، بعد رصد عدة دول في أوروبا وأمريكا الشمالية، إصابات بالمرض المتوطن في أجزاء من إفريقيا. وقال متحدث باسم مستشفى إيخيلوف في تل أبيب، لوكالة فرانس برس إنه تأكدت إصابة رجل يبلغ 30 عاما بجدري القردة بعد عودته مؤخرا من أوروبا الغربية حاملا أعراض المرض.
وكانت وزارة الصحة قد أفادت الجمعة بأن الرجل خالط شخصا مصابا بجدري القردة في الخارج، مشيرة إلى أنه تم أخذ عينة لفحصها ووضع في الحجر في مستشفى إيخيلوف وأعراض إصابته خفيفة. ورُصدت في الأسابيع الأخيرة حالات إصابة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد وكذلك في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وأخيرا في الشرق الأوسط وتحديدا في إسرائيل. وقالت منظمة الصحة العالمية إنه تم حتى يوم الجمعة تأكيد نحو 80 إصابة بجدري القرود كما أن هناك 50 إصابة أخرى يجري التحقق منها في 11 دولة، وسط مخاوف من احتمال زيادة عدد الإصابات خلال أشهر الصيف.