وليد صبري




* المدمن يحتاج لدعم المجتمع وتجاوز الأخطاء وتمكينه من العلاج والتأهيل

* المعالج النفسي يواجه تحدي الفهم العميق لمدمن المخدرات كي يستطيع النجاح

* المعالج يواجه تركيبات نفسية متعددة ومركبة كي تتحرك نحو الشفاء

* اقتصار دور العلاجات الدوائية على مكافحة الأعراض الانسحابية لدى المدمن

* العلاج المعرفي السلوكي يرتكز على تصحيح المفاهيم غير المنطقية وتغيير السلوك

* تغيير أسلوب حياة مدمن المخدرات من أصعب تحديات العلاج النفسي

* التفاعل مع كل طفل ومراهق وشاب حتى لا نجعل الانعزالية مصيدة لأمراض معاصرة

* علاقات الصبر والمساندة والتعاطف مهمة لاستبدال سلوكيات الإدمان بمنع الانتكاسة

كشفت أستاذ علم النفس المشارك والمعالج النفسي، د.جيهان رشاد، أن تغيير أسلوب حياة المدمن ككل يعد من أصعب التحديات في العلاج النفسي للإدمان، لأن المعالج النفسي يحاول التعرّف على الأسباب والعوامل المحفزة على الإدمان، وهي عوامل فردية وذاتية، مشيرة إلى أن العلاجات الدوائية يقتصر دورها على علاج الأعراض الانسحابية وأي أعراض نفسية مصاحبة.

وأضافت في حوار مع "الوطن الطبية" أن هناك مجموعة من طرق العلاج النفسية للمدمن، من بينها، العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج التثقيفي الدافعي، والعلاج الأسري، والعلاج متعدد الأنماط "متعدد المحاور".

ونوهت إلى أن الإدمان مرض نفسي يحتاج إلى دعم المجتمع والتجاوز عن الأخطاء والسعي نحو تمكين المدمن من الاندماج في البرامج العلاجية والإصلاحية التأهيلية، مشددة على ضرورة توطيد علاقات الصبر والمساندة والتعاطف كي يتم استبدال سلوكيات الإدمان بالانضباط والصلابة النفسية لمنع الانتكاسة.

وإلى نص الحوار:

ما أبرز التحديات التي تقف أمام العلاج النفسي لمدمن المخدرات؟

- هناك تحديات متعددة تقف أمام العلاج النفسي لمدمن المخدرات، نذكر منها، تغيير أسلوب حياة المدمن ككل يعد من أصعب التحديات في العلاج النفسي للإدمان، وتعرّف المعالج النفسي على الأسباب والعوامل المحفزة على الإدمان وهي عوامل فردية ذاتية، فليس كل حالات الإدمان متشابهة مما يجعل المعالج أمام تحدي الفهم العميق للمدمن كشرط نجاح المساعدة، نحن لا نعالج الأعراض فقط، نحن نعالج أصل المشكلة، والتشخيص المزدوج في العديد من الحالات، فنحن نواجه تركيبات نفسية متعددة ومركبة، كي يستطيع المعالج تحريك المدمن نحو قوة الإرادة للشفاء.

ما أبرز طرق العلاج النفسية للمدمن؟

- العلاجات الدوائية يقتصر دورها على علاج الأعراض الانسحابية وأي أعراض نفسية مصاحبة، أما العلاج المعرفي السلوكي يرتكز على التعامل مع الأفكار غير الصحيحة وتصحيح المفاهيم غير المنطقية وتصحيح السلوك.

وهناك العلاج التثقيفي الدافعي ويرتكز على تغيير السلوك من خلال الإمداد بالمعلومات وتشكيل الوعي والفهم للمخاطر الناتجة عن السلوك الإدماني مع فوائد الامتناع عن المواد المخدرة وتعتبر فنيات المقابلات الدافعية / التحفيزية المكون الأساسي لهذا النوع من العلاجات.

ولا ننسى العلاج الأسري الذي يرتكز على تحسين البيئة المحيطة بالمدمن وتنمية العلاقات الاجتماعية المساندة له وإحداث تغيرات مساندة للتعافي ومنع الانتكاسة بتثقفيهم وإمدادهم بالمعلومات اللازمة لفهم المشاعر والدعم والحد من السلوكيات الإدمانية.

وأنا شخصياً أفضل استخدام العلاج متعدد الأنماط / متعدد المحاور لأنه يشمل أكثر من نوع من أنواع العلاجات النفسية ذي طابع شمولي تكاملي "العلاج الأسري، العلاج الفردي، العلاج الدوائي، المدمنون المجهولون، العلاج الجمعي".

كم تستغرق الفترة الزمنية للعلاج النفسي للمدمن؟ 

- العلاج النفسي يستغرق وقتاً يختلف من حالة إلى حالة أخرى حسب طبيعة الشخصية واختلاف البناء النفسي للمدمن ونوع مادة التعاطي والاستمرارية والشدة في الأعراض ودرجة المقاومة والإنكار.

كيف يمكن الوقاية من الإدمان باتباع الإرشادات والسلوكيات النفسية السوية؟ 

- الوقاية من الإدمان باتباع السلوكيات النفسية السوية، تشمل، التربية الأسرية واتباع طرق التنشئة الاجتماعية السليمة المؤدية إلى الصحة النفسية، تضافر جهود المدرسة والمنزل والمؤسسات الدينية في غرس القيم والأخلاقيات والجماليات في نفوس النشء، نحن في حاجة لكل يد تعمل في موقعها لحماية الأبناء في مجتمعاتنا، وخاصة مع تعدد مجالات الإفساد والفساد في الوقت الراهن، نحتاج أن نكون بالقرب منهم نسمع لهم ونتفاعل معهم ونلتحم بالنفس والتعاطف مع كل طفل ومراهق وشاب، لا نجعل الاغتراب والوحدة والانعزالية داخل الذات مصيدة لهم تجذبهم في اتجاه الأمراض المجتمعية المعاصرة، والقيام بحملات توعوية في وسائل الإعلام المختلفة.

ما هو دور العائلة في العلاج النفسي لمدمن المخدرات؟ 

- هناك دور كبير للعائلة في علاج مدمن المخدرات، وهذا الدور مؤثر في جميع مراحل العلاج والتعافي، فعلاقات الصبر والمساندة والتعاطف والتقبل بذاكرة جديدة مهمة كي نمحو منها سلوكيات الإدمان ونبني مكانها سلوكيات التغيير والانضباط الذاتي والصلابة النفسية لمنع الانتكاسة.

كيف يواجه المدمن تنمر المجتمع ووصمة العار والنظرة السلبية له بعد التعافي من الإدمان المخدرات؟

- الإدمان مرض نفسي يحتاج إلى دعم المجتمع والتجاوز عن الأخطاء والسعي نحو تمكين المدمن من الاندماج في البرامج العلاجية والإصلاحية التأهيلية، وهو دور هام لمنابر تنمية الوعي في المجتمع ومنها وسائل الإعلام بكافة أنواعها، شفاؤهم شفاء لنا جميعاً والعيش في مجتمع خالٍ من المخدرات هدفنا، وبيدك الممتدة في عون المدمن أنت تقضي على الإدمان فالتسامح طريقنا للخلاص.