وليد صبري


علاج تليف الكبد ومضاعفاته بالزراعة
الوقاية بتجنب ملامسة الأشياء الشخصية
المتابعة الطبية ضرورية للشفاء من المرض


حذرت استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير، وعضو جمعية أصدقاء الصحة، د. مهيبة عبدالله، من أن «إهمال علاج فيروسات الالتهاب الكبدي الوبائي بوجه عام»، مشددة على أن «اكتشاف وعلاج التهابات الكبد الوبائية المزمنة من أهم العوامل التي تمنع تليف الكبد والمضاعفات المصاحبة للتليف والأورام وبالتالي الحاجة إلى زراعة الكبد»، منوهة إلى أنه «يتوجب على المرضى المصابين الالتزام بالمتابعة الدورية مع أخصائي الكبد لتلقي العلاج اللازم».

وأضافت في لقاء مع «الوطن الطبية» أن «التهاب الكبد الوبائي الفيروسي يعتبر من أكثر أنواع التهابات الكبد انتشاراً متمثلاً في فيروسات «أ، ب، سي، د، إي - A، B، C، D، E»، وتختلف أسباب الانتقال على حسب نوع الفيروس فعلى سبيل المثال، فيروسي «إيه وإي، A، E»، ينتقلان عن طريق المياه أو الطعام الملوث، أما فيروسات «بي، ودي، وسي،B، C، D»، فتنتقل عن طريق الدم، والجنس، ومن الأم إلى المولود، أثناء الولادة، وثقب الجسم، أو الوشم، بواسطة استخدام المعدات المعقمة بشكل غير صحيح، وتقاسم فرشاة الأسنان، وشفرات الحلاقة، أو غيرها من المستلزمات الشخصية، وكذلك تقاسم الإبر أو أدوات أخرى تستخدم لتعاطي المخدرات والحقن، وتلقي نقل الدم قبل عام 1990، عندما لم يتم اختبار الدم بشكل روتيني لالتهاب الكبد C أو غيرها من العدوى».


وتابعت «يتسبب كل من الالتهاب الكبدي الفيروسي «إيه وإي، A، E» في حدوث التهاب حاد حيث إن الشخص تظهر عليه أعراض عامة مثل الخمول، والتعب، وارتفاع درجة الحرارة، وآلام في البطن، والإصابة باليرقان الذي يطلق عليه محلياً «أبو صفار»، وتغير لون البول ليصبح شديد الصفرة أو برتقالي اللون، مع حكة في الجسم، وأحياناً لا توجد أعراض واضحة خاصة للمصابين بالالتهابات المزمنة، على سبيل المثال قد يصاب فرد ما بالتهاب الكبد فئة بي أو سي دون أن يشعر بأي أعراض».

وفيما يتعلق بالعلاج، أفادت بأن «علاج التهاب الكبد الوبائي يعتمد على نوع الالتهاب، فبالنسية للالتهابات من فئتي «إيه وإي، A ، E» فتعالج بالراحة التامة مع شرب كميات كافية من السوائل، والامتناع عن الكحول، وتناول الدواء للمساعدة في تخفيف الأعراض، معظم الناس الذين لديهم التهاب الكبد من فئتي «إيه وإي، A ،» يتماثلون للشفاء. أما بالنسبة لالتهاب الكبد الوبائي فئة «سي، C» فقد أحدثت الأدوية الجديدة تحولًا كبيرًا في مسيرة علاجه التي رفعت نسبة الشفاء من المرض إلى نسبة تتراوح بين 95 – 100 %، والأمر كذلك بالنسبة لالتهاب الكبد الوبائي فئة بي، B».

وحذرت من «تحول التهاب الكبد «بي B، و سي، C» إلى التهاب مزمن حيث إنه مع الوقت «بين 20 إلى 30 سنة» يتطور إلى تليف الكبد الذي يؤدي إلى المضاعفات منها تجمع السوائل في البطن، والتهاب سوائل البطن، وقصور في وظائف الكلية، ونزيف دوالي المرئي، والمعدة، والغيبوبة الكبدية وأورام الكبد السرطانية». وقالت إنه «عند الإصابة بتليف الكبد ومضاعفاته، فإن العلاج الجذري لتليف الكبد يكون بواسطة زراعة الكبد».

وفي رد على سؤال حول طرق الوقاية من الالتهاب الكبدي الوبائي، ذكرت أنه «بالنسبة لطرق الوقاية من التهاب الكبد فإنه يتوجب اتباع عدة أمور من شأنها الحد من الإصابة وانتشار المرض كأخذ التطعيمات والتي تتوفر لالتهاب الكبد «إيه، A» و»بي، B»، ويجب أن يحصل جميع الأطفال على لقاح التهاب الكبد الوبائي «بي B»، والبالغين المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب الكبد «بي B»، بما في ذلك، العاملون في مجال الرعاية الصحية، وأولئك الذين يعيشون مع شخص مصاب بالتهاب الكبد «بي B»، والأشخاص الذين يعانون من مرض الفشل الكلوي، والمرضى المصابي بمرض الكبد المزمن «سي، C»، أو عدوى فيروس نقص المناعة البشرية HIV «الإيدز»، والناس الذين يستخدمون المخدرات والحقن. كما أنه من الضروري تجنب ملامسة الدماء أو السوائل الجسدية للآخرين، عن طريق تجنب مشاركة الأشياء الشخصية، مثل شفرات الحلاقة أو فرش الأسنان، الابتعاد عن تعاطي المخدرات وتقاسم الإبر أو أدوات أخرى تستخدم لتعاطي المخدرات والحقن، عدم ثقب الجسم أو الوشم بواسطة استخدام المعدات المعقمة بشكل غير صحيح».

وشددت على أن «اكتشاف وعلاج التهابات الكبد الوبائية المزمنة من أهم العوامل التي تمنع تليف الكبد والمضاعفات المصاحبة للتليف والأورام وبالتالي الحاجة إلى زراعة الكبد، لذلك فانه يتوجب على المرضى المصابين الالتزام بالمتابعة الدورية مع أخصائي الكبد لتلقي العلاج اللازم».