بقلم: جهاد رمضان

* أغلب حالات التحرش الجنسي للأطفال تحدث بسبب جهلهم وعدم وعيهم

* على الآباء والأمهات عدم الاستهانة بالتوعية الجنسية للأبناء



* القانون يحمي الطفل بخصوصية وسرية بعقوبات صارمة ضد المتحرش

التحرش الجنسي، قضية مثيرة لقلق الجميع وتحتاج تضافر جهود الجميع، قد تحدث في المنازل أو المدارس أو الأماكن العامة، في غفلة عن العيون، لكن أثرها النفسي الصادم على الطفل والأسرة والمجتمع قد يستغرق علاجه سنوات، فالتحرش الجنسي "باللفظ أو الملامسة أو بالفعل الفاحش" سلوك مستنكر من الجميع ويحتاج من الجميع التعاون، في القضاء على هذه الآفة، وعلينا كأفراد أن نقوم بتوعية أطفالنا قبل فوات الأوان.

إن اغلب حالات التحرش الجنسي للأطفال تحدث بسبب جهل الطفل وعدم وعيه بما يحدث له وجهله في كيفية التصرف في حالة تعرضه للتحرش. وكذلك حيل وأساليب المتحرش وما يقدمه للطفل من هدايا وحلوى أو مال، واستدراجه للطفل والاختلاء به في أماكن خالية. ولأن كثيراً من حالات التحرش تكون من الوسط العائلي، فالمتحرش يكون على دراية باحتياجات الطفل وأوقات غياب الأهل عنه، وثقة الأهل به. وكذلك الأمر يتعلق خوف الطفل أن يتكلم إلى والديه كخوفه من عقاب أو ضرب أو خوفه من المتحرش كتهديده له بالضرب أو القتل أو الابتزاز، فضلاً عن عدم وجود حوار مسبق مع والديه وشعوره بالاطمئنان لهم وإعطائه الثقة والمساحة للحوار والوقت معهم كذلك خوف الأهل من فضيحة فيقومون بالتكتم على المتحرش خاص إذا كان من الأقارب. ولذلك على الآباء والأمهات عدم الاستهانة بمسألة التوعية الجنسية للأبناء منذ نعومة إظافرهم من أجل المحافظة على، وأن يعتبروا الجسم خطاً أحمر.

لذلك لابد من عدم السكوت عن أي مجرم، فالقانون يحمي الطفل بكل خصوصية وسرية حيث تم إصدار عقوبات صارمة ضد التحرش بالأطفال وإظهار العورة، ونص قانون العدالة الإصلاحية للأطفال، على أنه مع عدم الإخلال بأية عقوبة أشد منصوص عليها في أي قانون آخر، يعاقب بالسجن كل من تحرش جنسياً بطفل بالمداعبة أو إظهار العورة أو غرر به لمشاهدة الصور أو الأفلام الإباحية بأي شكل من الأشكال بما فيها شبكة الإنترنت أو غيرها من شبكات المعلومات. كما يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين والغرامة التي لا تقل عن ألفي دينار ولا تتجاوز 5 آلاف دينار، كل من استورد أو صدر أو أنتج أو أعد أو عرض أو طبع أو روج أو حاز أو بث أية أعمال إباحية يشارك فيها طفل أو تتعلق بالاستغلال الجنسي للطفل، ويُحكم بمصادرة الأدوات والآلات المستخدمة في ارتكاب الجريمة والأموال المتحصلة منها، وغلق الأماكن محل ارتكابها مدة لا تقل عن 6 أشهر، وذلك كله مع عدم الإخلال بحقوق غير الحسن النية.

فلا تدع طفلك يعاني بصمت، ونحن في وحدة سلوان للأطفال والناشئة نهتم بتقديم محاضرات التوعية للأسر وورش علمية وعملية توعوية لحماية الأطفال كما تقدم مستشفي سلوان برنامجاً سلوكياً لعلاج الاضطرابات النفسية والسلوكية للطفل الذي تعرض للتحرش في سرية وخصوصية تامة.

* أخصائية تربية خاصة وصعوبات تعلم في مستشفى سلوان للطب النفسي