* اكتشاف عقار فعّال يوقف طوفان "الزهايمر" لدى كبار السن

* أول علاج لتعديل المرض من خلال إبطاء التدهور المعرفي

* العلاج البيولوجي يحارب المرض في مراحله الأولى والمتوسطة



* العقار الجديد يقلل تقدم المرض بنسبة 27 %

* 55 مليون مصاب بالزهايمر على مستوى العالم

* توقعات بارتفاع أعداد المصابين إلى 139 مليوناً في 2050


توصلت تجربة علمية جديدة إلى أول دواء على الإطلاق لعلاج مشكلة الإصابة بمرض الزهايمر، كما أظهرت الدراسة غير المسبوقة، التي أجريت على 1800 شخص. وأشارت التجربة العلمية الجديدة إلى أن العقار الجديد من الممكن أن يقلل من تقدم المرض بنسبة 27 %، وذلك مقارنة بالعلاج الوهمي، وفقا لما كشفته صحيفة "الغارديان" البريطانية. ويعد هذا الدواء هو أول علاج على الإطلاق لتعديل المرض لإبطاء التدهور المعرفي، وتقليل اللويحات المرتبطة بالمرض. وأشار الباحثون إلى أن التغييرات ظهرت في وقت مبكر بعد 6 أشهر من بدء المشاركين في تناول الدواء الجديد، والذي تم التوصل إليه من أجل إبطاء التدهور في ذاكرة المشاركين بالتجربة العملية، وتفكيرهم الوظيفي.

من جانبه، علق رئيس قسم الطب الجزيئي في كلية الطب والعلوم الطبية، ومدير مركز الأميرة الجوهرة البراهيم للطب الجزيئي وعلوم الموروثات والأمراض الوراثية، في جامعة الخليج العربي، د. معز عمر بخيت، على تلك التجربة العلمية الجديدة بقوله إن "هذه الخطوة المهمة التي تعتبر نقطة تحول أساسية أنها تحارب المرض في مراحله الأولى وهوعلاج بيولوجي عبارة عن جسم مضاد لبروتين يتسبب في تدهور الخلايا ويعرف علميا باسم "بيتا أميلويد"، وكانت الشركة المنتجة "بيوجين"، قد كشفت قبل عامين عن إنتاج مضاد آخر لمادة تعرف بالمكونات الداخلية للخلية العصبية، وكان يستخدم في علاج الحالات المتأخرة من المرض، لكن هذا الدواء الجديد يمنع الوصول للحالات المتأخرة هذه، ويؤخر كثيرا من تدهور المريض".

واعتبر أن "تلك الخطوة كبيرة حيث تعد نسبة الـ27% نسبة كبيرة وإنجاز طبي وعلمي خاصة وأن كل الأدوية القديمة كانت تعتمد على عقاقير كيميائية وليس علاجاً بيولوجياً وبالتالي لا توثر على البروتينات ولكن تؤثر على الإنزيمات والتي تساعد في تدهور بروتينات الخلية العصبية، وبالتالي الإنجاز الطبي والعلمي أنه في المراحل الأولى والمتوسطة من المرض نصل إلى عقار أو علاج يوقف تدهور الخلية"، بحسب قناة "سكاي نيوز عربية".

وأوضح أنه "في البداية يجب التأكد أن الجسم المضاد يستهدف الـ"بيتا أميلويد" ويجب التأكد أن المريض لديه ترسبات من هذا البروتين الـ"بيتا أميلويد"، وإصابة الشخص بالزهايمر، وبالتالي الكشف عن وجود هذا البروتين في المخ، وهذا الأمر ليس سهلاً، لأنه يتطلب خضوع المريض لفحوصات دقيقة فيما يعرف بالرنين المغناطيسي الوظيفي للتأكد من وجود تلك المادة قبل إعطاء الدواء".

وذكر أن "الجديد في هذا الاكتشاف أنه عندما يكون المرض في مراحل متقدمة فإن الخلايا العصبية التالفة لا تتجدد، لأنه معروف من خصائص الخلايا العصبية أنها لا تتجدد لكن في المراحل الأولى هي خلية ضعيفة أو البروتين لا يزال يترسب فيها ولذلك من السهل يمكن إزالته عن طريق هذه الأجسام المضادة المتوفرة في العقاقير وبالتالي نستطيع أن نعيد للخلية العصبية وظيفتها ومن ثم نوقف تدهور المرض، خاصة في الحالات الأولى والمتوسطة من اكتشاف المرض، كما أن تلك التجربة العلمية الجديدة قد استوعبت فصائل مختلفة من البشر حول العالم بانتماءاتهم المختلفة العرقية والجغرافية".

وفي رد على سؤال حول التحديات التي تواجه توفير العقار الجديد، أفاد د. بخيت بأن الأدوية البيولوجية الحديثة لا تزال باهظة الثمن حيث إن الدواء الأول الذي تم اكتشافه

وكثير من الدول والمرضى لا تستطيع تحمل تلك التكلفة الباهظة لتوفير العلاج، وبالتالي كثيرة هي التحديات التي تقف أمام انتشار هذا العقار، كما أن العقار المكتشف قبل نحو عامين كانت تكلفته تصل إلى 50 ألف دولار للمريض الواحد، وبالتالي هناك تحديات كبيرة تقف في وجه السيطرة على هذا المرض وكذلك توفير العقار البيولوجي، لأن الرعاية الصحية والمشاكل الناتجة من المرض على مستوى المريض والفرد والمجتمع والدولة باهظة التكاليف ولذلك لابد من دعم إنتاج هذا الدواء حتى يتوفر لجميع المرضى بأسعار مناسبة".

وفيما يتعلق بتوقيت توفر العقار الجديد، أوضح د. بخيت أنه "تم إجازة واعتماد العقار من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في يوليو الماضي، وسوف يطرح في الأسواق في يناير 2023، والأمل الآن في أن يكون العلاج الذي أنتجته الشركتان الأمريكية واليابانية أقل تكلفة وأن يكون متاحاً للجميع وان يكون أقل تكلفة".

وفيما يتعلق بكيفية اكتشاف الإصابة بالمرض، أفاد د. بخيت بأن "النسيان أمر شائع لدى البشر، وذلك بفعل توفر الأجهزة الإلكترونية الحديثة التي ساهمت في أن ذاكرة الإنسان لا تستخدم بالشكل الطبيعي ولا تخضع للتمرين مع اختلاف نمط الحياة، وبالتالي الكثيرون يشكون من ضعف الذاكرة والنسيان، وبالتالي عندما يشكو الشخص نفسه من النسيان أو ضعف الذاكرة فهذا لا يصنف على أنه إصابة الزهايمر، لأن هذا الأمر شائع بنسبة 90 % لدى عامة الناس. وبالتالي يتم اكتشاف المرض عندما يبدأ الأشخاص المحيطون بالمريض ملاحظة هذا الأمر لديه، لأن الزهايمر لا يشخص ولا يصنف إلا من خلال ترسبات تلك البروتينات في الخلية العصبية عن طريق الرنين المغناطيسي الوظيفي والفحوصات بالأشعة المتقدمة، لكن في الوقت ذاته، هناك علامات كثيرة تؤشر على إصابة الشخص بالزهايمر، وبالتالي لابد من التوجه للطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة لاكتشاف وتشخيص المرض".

وكان العلماء قد كشفوا مؤخراً عن عقار تجريبي لمرض الزهايمر من إنتاج شركة "Eisai Co"، و"Biogen"، حيث يتمكن من إبطاء التدهور المعرفي والوظيفي في تجربة كبيرة أجريت على مرضى في المراحل الأولى من المرض، وإنه من المحتمل أن يكون هذا علاجاً فعالاً في مرض تناثرت حوله الأدوية الفاشلة.

وبحسب ما ذكرته وكالة "رويترز" للأنباء، فقد حاول العديد من صانعي الأدوية حتى الآن، وفشلوا في إيجاد علاج فعال لمرض هزال الدماغ "الزهايمر" الذي يصيب حوالي 55 مليون شخص على مستوى العالم، وسيكون الاختراق بمثابة دفعة كبيرة للدراسات المماثلة.

وقال مدير مركز أبحاث مرض الزهايمر في Mayo Clinic في روتشستر بولاية مينيسوتا الأمريكية، د. رونالد بيترسن، متحدثاً عن نتائج عقار Eisai-Biogen التي تم الإعلان عنه مؤخرًا: "إنه لكنه تأثير إيجابي".

وأبطأ عقار "lecanemab"، من تقدم المرض بنسبة 27٪ مقارنةً بالعلاج الوهمي، مما حقق الهدف الرئيسي للدراسة، ومن المحتمل أن يوفر الأمل للمرضى وعائلاتهم اليائسين للحصول على علاج فعال.

ويأتي السباق لوقف تطور مرض الزهايمر حيث من المتوقع أن يتضاعف عدد الأمريكيين الذين يعيشون مع المرض إلى 13 مليونًا بحلول عام 2050، وفقًا لجمعية الزهايمر، وقالت المنظمة الدولية لمرض الزهايمر إن الرقم قد يصل إلى 139 مليونًا بحلول عام 2050 دون علاج فعال.

وكشفت نتائج الدراسات الجديدة التي شملت 1800 مريض أن إزالة الرواسب اللاصقة من بروتين "بيتا أميلويد"، من أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر المبكر يمكن أن يؤخر تقدم المرض الموهن.

وأوضح إيفان سيغيرمان المحلل في شركة BMO إن البيانات "انتصار لا لبس فيه" لمرضى الزهايمر، بينما قال مايكل يي المحلل في شركة Jefferies إنها اقترحت حق امتياز جديد محتمل بمليارات الدولارات.