وليد صبري




* أنواع عديدة من السكري تصاحبها أمراض أخرى بينها سكري الشباب الوراثي


* مرضى الغدة الدرقية والمفاصل معرضون للإصابة بسكري النوع الثاني

* ضرورة فحص نسبة السكر في الدم بصورة منتظمة في المنزل


أكدت نائب رئيس جمعية السكري البحرينية، د. مريم إبراهيم الهاجري، أن للعائلة دوراً كبيراً ومهماً في الوقاية من مرض السكري باتباع الأنماط الغذائية السليمة وممارسة النشاط البدني بانتظام، والكشف المبكر لمرض السكري ورعاية المريض المصاب بالسكري، لافتة إلى أن المرض في البحرين في تزايد مستمر، ويشكل خطراً كبيراً وعبئاً صحياً واجتماعياً واقتصادياً على المجتمع بأكمله بسبب مضاعفاته وخصوصاً على القلب والكلى والعين والقدمين كما يشكل تهديداً للتنمية المستدامة.

وأضافت في تصريحات لـ"الوطن الطبية"، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسكري: "تحتفل مملكة البحرين ودول العالم باليوم العالمي للسكري في هذا الشهر واليوم العالمي للسكري هو حملة عالمية للتوعية يمرض السكري تقام سنوياً في 14 من نوفمبر. ويوافق 14 من نوفمبر ميلاد فريدريك بانتغ الطبيب الذي ساعد في اكتشاف الإنسولين سنة 1922. والعالم هذه السنة يحتفل بمرور 100 عام على اكتشاف الإنسولين الذي أنقذ آلافاً من البشر المصابين بالسكري".

وقالت: "إن رعاية مرضى السكري.. إن لم تكن الآن، فمتى؟"، هو شعار اليوم العالمي للسكري، وتم اختيار هذا الشعار بهدف زيادة الوعي بمرض السكري ولتعزيز جودة الخدمات الوقائية والعلاجية والحصول على الرعاية الصحية اللازمة لمرضى السكري.

وذكرت أن إحصائيات الاتحاد الدولي للسكري تشير إلى أن أكثر من 537 مليون شخص يعيشون حالياً مع مرض السكري في العالم، ومعظم هذه الحالات هي من النوع الثاني الذي يمكن الوقاية منه بشكل كبير من خلال النشاط البدني والنظام الغذائي الصحي المتوازن.

وأوضحت د. مريم الهاجري أن الأسرة تلعب دوراً رئيسياً في التعامل مع عوامل الخطورة القابلة للتعديل بالنسبة لمريض السكري من النوع الثاني، مبينة أن الدعم العائلي في رعاية مرضى السكري له تأثير كبير في تحسين النتائج الصحية لمرضى السكري من حيث الوقاية والحد من مضاعفاته، كما أن للعائلة دوراً كبيراً ومهماً في الوقاية من مرض السكري باتباع الأنماط الغذائية السليمة وممارسة النشاط البدني بانتظام، والكشف المبكر لمرض السكري ورعاية المريض المصاب بالسكري.

وقالت إن انتشار مرض السكري بمملكة البحرين في تزايد مستمر، ويشكل خطراً كبيراً وعبئاً صحياً واجتماعياً واقتصادياً على المجتمع بأكمله بسبب مضاعفاته وخصوصاً على القلب والكلي والعين والقدمين كما يشكل تهديداً للتنمية المستدامة.

وتابعت أنه "لمواجهة هذه المخاطر والتحديات نحتاج إلى زيادة الوعي والتثقيف للمرضى وعوائلهم من خلال الكشف المبكر عن عوامل الاختطار المؤدية إلى الإصابة بداء السكري وتعزيز التغذية الصحية وممارسة النشاط البدني كما نحتاج إلى تضافر كل الجهود للوقاية من السكري ومضاعفاته".

وقالت إن داء السكري هو ارتفاع نسبة السكر بالدم عن المعدل الطبيعي يصاب الإنسان به إذا حدث نقص في إفراز الإنسولين من قبل البنكرياس أو عجز الجسم عن استخدام الإنسولين. أو كلاهما والإنسولين هو عبارة عن هرمون وظيفته التحكم والمحافظة على نسبة السكر في الدم.

وأوضحت أن المعدل الطبيعي لمستوى السكر في الدم هو "70 - 100" ملغم/ دسل قبل الأكل، فمثلاً عندما يتناول الشخصص مواد نشوية "كالبطاطس - السكر - الخبز - البسكويت" فإن هذه المواد تهضم ثم تمتص بواسطة الأمعاء إلى الدم كمادة سكرية، وهنا يكمن دور الإنسولين في تحويل هذه المادة إلى طاقة يحتاج إليها الجسم. وعندما يفشل البنكرياس في إفراز الإنسولين فإن نسبة السكر تزداد في الدم لعدم قدرة خلايا الجسم على الاستفادة منه، حيث يؤدي إلى شعور المريض بكثرة التبول والتعب العام، وهذه أول علامات داء السكري، بالإضافة إلى شرب الماء بكثرة.

وذكرت أن أنواع داء السكري، هما النوع الأول، عندما يصبح البنكرياس غير قادر تماماً على إفراز الإنسولين، ويحدث هذا عند صغار السن ويسمى بداء السكري المعتمد على الإنسولين، حيث لا يمكن للمريض العيش بدون هرمون الإنسولين، والنوع الثاني، عندما تفرز البنكرياس كمية غير كافية من الإنسولين، ويحدث هذا عند كبار السن وخصوصاً الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ويكون العلاج بواسطة تخفيف الوزن، أو استعمال بعض أنواع من الأدوية كالحبوب المنشطة للبنكرياس، وربما يتطلب أحياناً العلاج بواسطة الإنسولين، ويسمى بداء السكري غير المعتمد على الإنسولين.

وقالت إن هناك السكري الناجم عن أسباب أخرى، حيث هنالك أنواع عديدة من السكري تصاحبها أمراض أخرى ويندرج تحت هذا المضمون ما يعرف بسكري الشباب الوراثي الذي يماثل في غالب الأحوال النوع الثاني من السكري، ولكنه يختلف بوجوده عند الكبار من الشباب والشابات في نفس العائلة، وقد يستطيع الإنسان علاج هذا النوع من السكري عن طريق التحكم الغذائي أو طريق تناول الحبوب كما يندرج تحت هذا النوع أنواع السكري المتعلقة ببعض الأمراض الوراثية، وخاصة المتلازمات، مثل: داون، وبرادرولي وغيرهما من المتلازمات التي تعني وجود صفات شكلية خلقية عند الإنسان وصفها أحد العلماء وذهبت باسمه، ويندرج تحت هذا النوع من أنواع السكري المصاحب لتناول بعض الأدوية، مثل: الكورتيزون والأسبارايجينيز التي قد تستخدم لبعض الأمراض.

واوضحت د. مريم الهاجري أن هناك سكري الحمل الذي يحصل عندما تصاب الحامل بارتفاع نسبة السكر في الدم نتيجة للهرمونات التي تفرزها المشيمة خلال فترة الحمل، ويختفي هذا النوع بعد الولادة في الغالب.

وذكرت أن هناك داء السكري المصاحب للأمراض الأخرى، مثل أمراض الغدد الصماء، وزيادة إفراز الهرمونات من الغدد الجاركلوية أو النخامية وغيرها.

وفيما يتعلق بأسباب داء السكري ذكرت د. مريم الهاجري أن المعلومات المتوافرة في الوقت الحاضر لا تعطي جواباً مقنعاً عن السبب الحقيقي لإصابة الإنسان بالنوع الأول من السكري، إلا أن نتائج البحوث العلمية التي توافرت حتى الآن أعطت بالتأكيد انطباعاً عاماً عن تلك الأسباب ولعلها تصل إلى الحقيقة في أقرب وقت، وعند معرفة الحقيقة قد يسهل العلاج بإذن الله، ومن الأسباب المؤديه إلى الإصابة بهذا النوع من السكري ما يأتي:

- خلل الجهاز المناعي: من المعروف أن من لديه قابلية للإصابة بأمراض خلل الجهاز المناعي مثل: أمراض الغدة الدرقية وأمراض المفاصل يكون معرضاً أكثر للإصابة بهذا النوع من السكري وكذلك من المعروف أن من يصاب بالسكري يكون معرضاً أيضاً للإصابة بإضطراب الغدد الأخرى التي تبنى أسبابها على اختلال في الجهاز المناعي لدى الإنسان.

إن هذا الاضطراب يعني تولد أجسام مضادة ضد خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس ما يؤدي إلى تحطمها وعجزها عن إنتاج مادة الإنسولين.

- العوامل البيئية: إن الخلل في الجهاز المناعي المذكور آنفاً لا بد من أن يكون له محرض، وهذا المحرض يعتقد اعتقاداً جازماً أنه يأتي من البيئة، لكن العلماء فشلوا في تحديد محرض واحد بعينه بالرغم من إثباتهم إثباتاً قاطعاً أن بعض الأمراض الالتهابية الفيروسية ذات علاقة كبيرة، وقد تلعب دور المحرض الأساسي لداء السكري ونذكر على سبيل المثال بعض الفيروسات مثل: فيروس مرض النكاف، وفيروس الكوكساكي، وفيروس الحصبة الألمانية.

- الوراثة: إن للوراثة دوراً مهماً لكنه ليس العامل المهم الوحيد في نشوء داء السكري، حيث إن النوع الأول قد يحدث لطفل ليس له قريب مصاب بداء السكري علماً أن جميع الأطفال ينجون من الإصابة بداء السكري على الرغم من وجوده في العائلة وحتى ولو كان كلا الوالدين يعاني من هذا المرض.

وفيما يتعلق بالأعراض، أوضحت أنها تتضمن كثرة التبول، والعطش، وجفاف الفم والجلد، وزيادة الجوع، ونزول الوزن، والخمول والإرهاق، والرؤية غير الواضحة، والالتهابات المتكررة.

وأوضحت أن أعراض انخفاض داء السكري تتضمن الرعشة والتعرق، وسرعة دقات القلب، والنعاس، وعدم الاتزان بالحركة، والهذيان أو التشوش الذهني والكلام بطريقة غير مفهومة، والتغير في التصرف كالعدوانية وحدة الطبع والبكاء، والغيبوبة.

وتطرقت د. مريم الهاجري إلى الحديث عن علاج السكري، موضحة أنه يتلخص العلاج في النقاط الآتية:

* الحمية.

* العلاج الدوائي "الإنسولين - الحبوب".

* ممارسة الرياضة.

* التثقيف الصحي.

* المتابعة الدورية.

* المتابعة المنزلية.

وأشارت إلى أن هناك إرشادات عامة على المصاب بداء السكري اتباعها، هي:

- مراجعة عيادة السكري بشكل منتظم، وكذلك مراجعة اختصاصي التغذية.

- فحص نسبة السكر في الدم بصورة منتظمة في المنزل.

- فحص شبكية العين سنوياً لدى طبيب العيون، وتكون بعد تشخيص النوع الثاني من السكري أما النوع الأول فيبدأ بعض خمس سنوات من التشخيص.

- الاعتناء بالقدم.

وقالت إن القدم تسبب كثيراً من الأمراض والمشاكل التي يمكن تفاديها والنصائح الواجب اتباعها:

- المحافظة على نظافة القدم، ولبس الحذاء المناسب.

- تجنب لبس الأحذية الضيقة.

- عدم المشي حافي القدمين.

- مراجعة الطبيب عند وجود قرحة أو جرح، ولو كان بسيطاً.

- الإقلاع عن التدخين.