اختبار الدم وفحص البول من بين طرق التشخيص

لا علاج لالتهاب الكبد الوليدي للمصابين باليرقان

إجراء جراحة "كساي" خلال أول 8 أسابيع من عمر الرضيع

مصطلح التهاب الكبد الوليدي يعني ببساطة التهاب الكبد عند الرضيع وبالتالي قد يكون التهاب الكبد الوليدي أحد أعراض أنواع عديدة من أمراض الكبد التي تصيب الرضع.

غالباً يتم استخدام مصطلح التهاب الكبد الوليدي كتشخيص أو استبدال أو استخدام بالتبادل مع التهاب الكبد الوليدي مجهول السبب لوصف التهاب الكبد الذي يحدث في الطفولة المبكرة والذي لا يمكن أن يُعزى إلى سبب محدد معروف لمرض الكبد.

ويعاني الرضيع المصاب بالتهاب الكبد الوليدي من:

- اليرقان: حيث ينتج عن ارتفاع البيليروبين المترافق في الدم والذي يظهر في عمر شهر إلى شهرين عندما يتم حظر تدفق الصفراء من الكبد بسبب التهاب خلايا الكبد أو انسداد القنوات الصفراوية.

- عدم النمو وزيادة الوزن لدى الرضيع: وذلك لأن عدم وجود الصفراء الضرورية في هضم الدهون وامتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون يؤثر على صحة الطفل.

- أعراض أخرى: سيصاب الرضيع أيضاً بتضخم الكبد والطحال.

والمسببات الرئيسة لالتهاب الكبد لدى حديثي الولادة هي:

1- انسداد القناة الصفراوية: في هذه الحالة تكون القناة الصفراوية التي تتولى وظيفة إفراز عصارة المرارة من الكبد إلى الأمعاء إما غير موجودة أي لم يتم إنتاجها أو أنه تم تدميرها، ونتيجة لذلك يحدث خلل في إفراز عصارة المرارة ويكون الطفل شاحباً، كما أن برازه أبيض اللون لأن أملاح المرارة التي تلون البراز بشكل عام لم تصل إلى الأمعاء.

2- التهابات داخل رحم الأم أثناء الحمل: بشكل عام بسبب الفيروسات هنالك العديد من الفيروسات التي يمكنها أن تسبب التهاب الكبد وأشهرها: السفلس (Syphilis)، والحصبة الألمانية "Rubella"، والهربس "Herpes". تكون معظم الالتهابات سهلة وتسبب اليرقان وضرراً طفيفاً في أداء الكبد حيث في 90% من الحالات يتم الشفاء الكامل لذا لا داعي لعلاج خاص.

3- الأمراض الأيضية: قسم آخر من الأمراض التي تؤدي لحدوث اليرقان لدى حديثي الولادة هي الأمراض الأيضية حيث لهذا النوع من المرضى يوجد خلل بتحليل البروتينات، والسكريات، وأنواع معينة من الدهون.

المواد التي لم يتم تحليلها بشكل طبيعي وصحيح تتراكم في الكبد بحيث تصبح موادَ سامة للكبد وتلحق به الضرر.

وتشمل أبرز المضاعفات ما يأتي:

- التهاب في الدماغ: حيث إن التهاب الكبد الناتج عن عدوى فيروسية يمكن أن تنتقل العدوى إلى التهاب في الدماغ.

- تليف الكبد: حيث إن التهاب الكبد غير المعالج قد يُسبب تليف في الكبد.

- نقص الفيتامينات: وذلك بسبب عدم وجود العصارة الصفراوية التي تمتص الفيتامينات الذائبة بالدهون.

- أمراض في الجلد: إن عدم قدرة الكبد على طرح المواد السامة قد يجعلها تتراكم مما يسبب حساسية وحكة في الجلد.

ويجب استبعاد الأسباب الأخرى المعروفة لأمراض الكبد في مرحلة الطفولة لذلك يتم فحص الأطفال المصابين باليرقان بحثاً عن العديد من الأسباب المحتملة لالتهاب الكبد، حيث من الأفضل علاج العديد من أسباب الإصابة بأمراض الكبد في مرحلة الطفولة مبكراً لذا يتم إجراء الاختبار بأسرع ما يمكن، وتشمل أبرز طرق التشخيص:

- إجراء اختبار دم: لمعرفة نسبة الهيموغلوبين وعدد خلايا الدم البيضاء.

- إجراء فحص وظائف الكبد: لمعرفة نسبة البيلوربين ونسب الإنزيمات المسؤولة عن عمل الكبد.

- فحص بول: لمعرفة نسب المواد التي يتم طرحها في البول إذا كانت طبيعية أم لا.

- فحوصات أخرى: تصوير الكبد وأخذ خزعة من الكبد.

وفيما يتعلق بعلاج التهاب الكبد لدى حديثي الولادة، فإنه لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد الوليدي الأطفال الذين يعانون من اليرقان لديهم ضعف في تدفق الصفراء من الكبد الضرورية لامتصاص الدهون والفيتامينات التي تذوب في الدهون، لذلك أثناء إصابة الرضع باليرقان قد يحتاجون إلى مكملات تحتوي على فيتامينات تذوب في الدهون أو تركيبات خاصة للرضع لضمان النمو والتطور المناسبين.

وقد يتم إجراء جراحة معروفة باسم كساي "Kasai" والتي يتم خلالها إيصال بوابة الكبد مباشرة بالأمعاء دون الحاجة للقناة الصفراوية، هذه الجراحة فعالة في حال إجرائها خلال الأسابيع الثمانية الأولى من حياة الطفل ومن هنا تنبع أهمية تشخيص هذه الحالات بأسرع ما يمكن.

وفي الوقت ذاته، لا توجد طريقة للوقاية من الإصابة بالمرض.