إعداد: هدى مكي




* تغير عادات النوم يؤدي لزيادة نوبات الصداع لدى الصائم

* الحمام البارد يساعد على التخلص من آثار الصداع في رمضان


ونحن نستقبل الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك يستعد الكثير منا للتجهيز لهذا الشهر المبارك من عبادات روحانية من صلاة وصيام وذكر لله إحياءً لشعائر هذا الشهر الكريم، يقوم المسلمون بالصيام من الفجر حتى غروب الشمس، حيث يجب عليهم الامتناع عن جميع الأطعمة والمشروبات، بما في ذلك الماء. ونظراً إلى أن التقويم الإسلامي قمري، فإن مدة الصوم تختلف من سنة إلى أخرى وتختلف من بلد إلى آخر، وتستمر من 11 ساعة إلى أكثر من 20 ساعة. غالباً ما يتناول الصائمون وجبتين رئيسيتين خلال النهار، واحدة بعد غروب الشمس والأخرى قبل الفجر مباشرة. ولا يقتصر الصيام على كونه فقط شعيرة دينية وأحد أركان الإسلام، بل يمتد تأثيره الإيجابي إلى أبعاد اجتماعية وصحية أيضاً؛ إذ أثبت الكثير من الدراسات الكثير من الفوائد الذي يقدمها الصيام لجسم الإنسان.

حيث إن الصيام لساعات طويلة وحرمان الجسم من الطعام يساعد في تقليل مستوى السكر في الدم وتقليل مستويات الدهون الضارة في الجسم وتقليل الوزن بسبب الزيادة في مستوى حساسية الإنسولين. وبالإضافة إلى ذلك يوفر مميزات حماية إضافية للجسم، حيث يساهم في حماية خلايا الجسم من التلف والتأكسد وإطالة العمر والحماية من أمراض السكري والقلب والأوعية الدموية والسرطان، بل يساعد في حماية خلايا المخ وتحسين مستوى الإدراك لدى الأشخاص.

وعلى الرغم من جملة الفوائد التي يقدمها الصوم لصحة الجسم والعقل، يواجه الكثير خلال هذه الفترة الانتقالية في شهر رمضان الصداع والتعب في بداية شهر رمضان في أثناء الصيام وبعد بضع ساعات من تناول الإفطار، بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم خلال صيام ساعات طويلة من النهار والتغيرات في عادات النوم ونوع الطعام، والانقطاع عن استهلاك الكافيين، بالإضافة إلى التعرض للجفاف، وكلها عوامل مساعدة تؤدي إلى كونك معرضاً للإصابة بنوبات صداع في أثناء الشهر الفضيل.

* التغير في عادات النوم: يؤدي التغير في عادات النوم إلى زيادة نوبات الصداع لدى الأشخاص الصائمين، حيث لا يكتفي الصائمون بساعات كافية من النوم في الليل والبعض يقوم بممارسة العبادات المستحبة خلال فترة الليل حتى وقت قريب من الفجر، ويكتفي بالنوم خلال ساعات النهار. وذلك من شأنه أن يقوم بإزعاج الساعة البيولوجية للجسم وتعريض نفسه للتعب وتقلب المزاج ونوبات الصداع خلال فترة الصيام. حيث إنه معروف أن النوم ساعات طويلة في الليل في غرفة مظلمة وهادئة أفضل من أخذ عدة قيلولات قصيرة للحصول على القسط الوافي للراحة الذي يحتاجه الجسم. لذلك يفضل أن ينام الصائم لمدة لا تقل عن أربع ساعات بعد تناول الإفطار، أو قبل الاستيقاظ للسحور ووقت الفجر.

* نوع الطعام: بسبب طول ساعات الصيام، عادة ما يجهز الصائمون للإفطار وجبات كبيرة وذات أصناف مختلفة ويتبع هذه الموائد من أنواع الطعام أطباق من الحلويات والأطعمة المقلية، حيث إنها تعتبر تقليداً شائعاً في رمضان في معظم المجتمعات والبلدان الإسلامية. تناول كمية كبيرة من الأطباق الغنية بالكربوهيدرات والأطعمة الدسمة قد يؤدي إلى الإصابة بصداع نصف الرأس بعد الإفطار والذي يتميز بأعراض كالآتي: الخفقان أو الضرب على جانب واحد من الرأس، والحساسية للضوء والأصوات والروائح. والشعور بالدوار. هذا النوع من الصداع والذي يحدث نتيجة تناول كمية كبيرة من الكربوهيدرات والأطعمة المقلية فجأة. والذي قد يحدث أيضاً استجابة لإفراز الإنسولين السريع والانخفاض التفاعلي لسكر الدم.

* انخفاض سكر الدم خلال الصيام والجفاف: كما هو معروف فإن نوع الطعام الموجود في وجبتي الفطور والسحور يؤثر على مستوى سكر الدم في جسم الصائم. إذ يجب أن تحتوي الوجبات على حصص كافية من الفواكه والخضراوات، واستهلاك كميات كافية من الماء والسوائل التي تحافظ على الجسم من الجفاف. والابتعاد عن استهلاك الأطعمة المقلية، والمالحة والحارة، والتقليل من استهلاك الحلويات، من أجل تجنب التقلبات في مستوى الدم والحفاظ على رطوبة الجسم خلال الصيام.

* استهلاك الكافيين بكثرة: في الحقيقة يواجه الكثير من الناس مشكلة الصداع في رمضان بسبب إدمانهم على شربه قبل رمضان بجرعات كبيرة وخصوصا أن معدل استهلاك القهوة والشاي في مجتمعنا أصبح عادة يومية، لذلك عندما يحل وقت الصيام والامتناع عن الشرب بشكل كلي، يشعر الكثير من الأشخاص بالصداع والتعب نتيجة للانقطاع عن شرب الكافيين فجأة. لذلك ينصح الأشخاص المدمنون على استهلاك المشروبات المنبهة بالتخفيف من شربها قبيل شهر رمضان أو استبدالها بمشروبات مثل الماتشا والقهوة والرويبوس والشاي منزوعة الكافيين، والتي لا تسبب أعراضاً مثل التعب والصداع عند الانقطاع عنها. والإكثار من شرب السوائل لتجنب الإصابة بالجفاف الذي يؤثر على صحة الصائم.

* ماذا يجب علي أن أفعل في حالة إصابتي بنوبة من الصداع خلال الصيام؟

- عندما تتعرض لنوبة بسيطة من الصداع يمكنك أن ترتاح قليلاً في غرفة مظلمة وباردة وهادئة، أو أن تأخذ حماماً بارداً إلى أن تزول الأعراض.

إذا لم تزل الأعراض بعد كم ساعة من الزمن، وبدأت تشعر أنك غير قادر على إتمام الصيام، يمكنك استشارة الطبيب بمركزك الصحي.

* مثقفة صحية - عضو جمعية أصدقاء الصحة