وليد صبري




* من علامات ارتفاع دهون الدم وجود أكياس الدهون حول العين والكوع والركبتين


* ممارسة الرياضة وفقدان الوزن من عوامل خفض دهون الدم في الجسم

* المكملات الغذائية المحتوية على "أوميغا 3" تقلل الدهون الثلاثية


حذرت اختصاصية أمراض القلب، والحاصلة على درجة الدكتوراه في أمراض القلب والأوعية الدموية، د. شيماء عبدالمعبود، من إهمال علاج ارتفاع دهون الدم موضحة أن "من أبرز المضاعفات حدوث انسداد في الشرايين التاجية وربما شرايين الجسم بالكامل، حيث إن من علامات ارتفاع دهون الدم وجود أكياس الدهون حول العين والكوع والركبتين"، فيما كشفت عن "علاج جديد يتمثل في أخذ حقنة جديدة تحت الجلد، مرة كل أسبوعين وهي توصف لمرضى ارتفاع الكوليسترول الوراثي والجلطة القلبية الحادة والمرضى غير القادرين على تحمل الأدوية نتيجة آثارها الجانبية، مثل تعب العضلات وارتفاع إنزيمات القلب".

وأضافت في تصريحات لـ"الوطن" الطبية أنه ربما يحدث تراكم خطير من الكوليسترول والترسبات الأخرى على جدران الشرايين، وهذه الترسبات المسماة لويحات قد تقلل كمية الدم المتدفق في الشرايين، وقد يحدث الآتي:

- إذا كانت الشرايين المصابة هي التي توصل الدم إلى القلب فيحتمل أن تظهر أوجاعًا في الصدر وأعراض أخرى.

- يمكن أن تنتج جلطة دموية مما قد يعيق تدفق الدم، أو قد تنفصل الجلطة فتسدّ شرياناً آخر، حيث إن توقف تزويد القلب بالدم يؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية، أما توقف تزويد الدماغ بالدم فيؤدي إلى الإصابة بسكتة دماغية.

- تصلب وانسداد الشرايين الصغيرة مثل شرايين القلب التاجية والدماغية والعين والكلى والأطراف مثل الساقين.

- من علامات ارتفاع دهون الدم وجود أكياس الدهون حول العين والكوع والركبتين.

وقالت إنه عادةً ما يوضح اختبار الدم، الذي يُجرى للتحقق من مستويات الكوليسترول ويُعرف باسم تحليل الدهون أو فحص دهنيات الدم، ما يلي:

- مستوى الكوليسترول الكلي.

- مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة.

- مستوى كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة.

- مستوى الدهون الثلاثية، وهي نوع من الدهون الموجودة في الدم.

وذكرت أنه "بوجه عام، سيُطلب من المريض الصوم وعدم تناول أي طعام أو سوائل بخلاف الماء لمدة من 9 إلى 12 ساعة قبل الاختبار، لكن لا تتطلب بعض فحوصات الكوليسترول الصوم، لذا لابد من اتباع تعليمات الطبيب".

وذكرت أنه "بالنسبة لمعظم الأطفال، يُوصي بإجراء فحص واحد للكوليسترول بين سن 9 سنوات و11 سنة، ثم تكراره كل خمس سنوات بعد ذلك، وإذا كان للطفل تاريخ عائلي من الإصابة المبكرة بأمراض القلب أو تاريخ شخصي للسمنة أو داء السكري، فقد يُوصي الطبيب بإجراء اختبار مبكر للكوليسترول أو تكرار الاختبار".

وفيما يتعلق بالعلاج، ذكرت أن "التغييرات في نمط الحياة "مثل ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي"، تعد خط الدفاع الأول أمام ارتفاع مستوى الكوليسترول. ولكن، إذا أجريت هذه التغييرات المهمة في نمط الحياة، وظلت مستويات الكوليسترول مرتفعة، فقد يُوصي الطبيب بتناول دواء".

وأوضحت أن اختيار الدواء أو مجموعة الأدوية يعتمد على عوامل مختلفة، بما في ذلك عوامل الخطر الشخصية والعمر والحالة الصحية والآثار الجانبية المحتملة للدواء، حيث تشمل الاختيارات الشائعة ما يلي:

- الأدوية الخافِضة للكوليسترول. تعمل الأدوية الخافِضة للكوليسترول على إعاقة مادة يحتاجها الكبد لإنتاج الكوليسترول. ويدفع هذا الكبد إلى التخلص من الكوليسترول الموجود في الدم. تشمل الاختيارات أدوية مثل أتورفاستاتين وروسوفاستاتين وسيمفاستاتين.

- مثبطات امتصاص الكوليسترول. تَمتص أمعاؤك الدقيقة الكوليسترول من الغذاء وتفرزه في مجرى الدم. يساعد دواء إزيتمايب على تقليل مستوى الكوليسترول في الدم عن طريق الحد من امتصاص الكوليسترول من الطعام.

- يمكن استخدام إزيتمايب مع الأدوية الخافِضة للكوليسترول.

- حمض البيمبيدويك. يعمل هذا الدواء الأحدث بالطريقة نفسها التي تعمل بها الأدوية الخافِضة للكوليسترول، لكن احتمالية تسببه في آلام في العضلات.

- أدوية راتينات لربط أحماض المرارة حيث يستخدم الكبد الكوليسترول لإنتاج أحماض المرارة، وهى مواد لازمة لعملية الهضم أدوية الكولسترامين تقلل مستوى الكوليسترول بصورة غير مباشرة عن طريق الارتباط بأحماض المرارة. ويدفع ذلك الكبد إلى استخدام الكوليسترول الزائد لإنتاج المزيد من أحماض المرارة، الأمر الذي من شأنه أن يقلل مستوى الكوليسترول في الدم.

- مثبطات PCSK9: يمكن أن تساعد هذه الأدوية الكبد على امتصاص المزيد من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة "LDL"، ما يؤدي إلى تقليل كمية الكوليسترول المنتشر في الدم. يمكن استخدام أليروكوماب وإيفولوكوماب "Repatha" مع الأشخاص المصابين بحالة وراثية تتسبب في وجود مستويات مرتفعة للغاية من البروتين الدهني منخفض الكثافة "LDL" أو مع الأشخاص الذين سبقت إصابتهم بمرض الشريان التاجي الذين لا يتحملون الأدوية الخافِضة للكوليسترول أو أدوية الكوليسترول الأخرى. تُحقن هذه الأدوية تحت الجلد كل بضعة أسابيع وهي أدوية باهظة الثمن وأمراض الشرايين الحادة القلبية وتعتبر طفرة في علاج دهون الدم والأزمة القلبية.

وفي رد على سؤال حول أدوية علاج ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية، أوضحت د. شيماء عبدالمعبود أنه:

إذا ارتفع مستوى الدهون الثلاثية، فقد يصف الطبيب ما يلي:

- الفايبرات.

- يمكن لأدوية الفينوفايبرات وغيرهما وجمفبروزيل أن تقلل إنتاج الكبد لكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة للغاية "VLDL"، وتسرع إزالة الدهون الثلاثية المشبعة من الدم. ويحتوي كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة للغاية في الأغلب على دهون ثلاثية مشبعة. ويمكن أن يؤدي استخدام الفايبرات مع أحد الأدوية الخافضة للكوليسترول إلى زيادة فرص التعرض للآثار الجانبية للستاتين.

- النياسين: يحد النياسين من قدرة الكبد على إنتاج الكوليسترول منخفض الكثافة "LDL" وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة للغاية "VLDL". لكن لا يوفر النياسين فوائد أخرى أكثر من التي توفرها الأدوية الخافضة للكوليسترول. ارتبط النياسين أيضًا بضرر الكبد والسكتات الدماغية، ولهذا لا يوصي به الأطباء حالياً إلا للأشخاص الذين لا يمكنهم تناول الستاتين.

- المكملات الغذائية المحتوية على أحماض أوميغا 3 الدهنية: يمكن أن تفيد المكملات الغذائية المحتوية على أحماض أوميغا 3 الدهنية في تقليل مستويات الدهون الثلاثية المشبعة. وتتوفر هذه المكملات بوصفة طبية أو دون وصفة طبية. إذا اخترت تناول المكملات التي لا تحتاج وصفة طبية، فاحصل على موافقة طبيبك. يمكن أن تؤثر المكملات الغذائية المحتوية على أحماض أوميغا 3 الدهنية في أدوية أخرى تتناولها.

تفاوت تحمُل الأدوية: يختلف تحمل الأدوية من شخص لآخر، الآثار الجانبية الشائعة للستاتين هي آلام العضلات وتلف العضلات وفقدان الذاكرة المنعكس والارتباك وارتفاع سكر الدم، إذا قررت تناول دواء للكوليسترول فقد ينصح طبيبك باختبارات لوظائف الكبد لمراقبة تأثير الأدوية على كبدك.

وفيما يتعلق بالأطفال وعلاج الكوليسترول، أوضحت أن النظام الغذائي وممارسة التمارين يعدان أفضل علاج أوَّلي للأطفال في عمر عامين فأكثر، والمصابين بارتفاع في نسبة الكوليستيرول أو المصابين بالسمنة، وربما يصف الأطباء أدوية مُخفِّضة لنسبة الكوليستيرول، مثل ستاتين، للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات فأكثر، والمصابين بارتفاع حاد في نسب الكوليستيرول.

كما أن نمط الحياة أمراً أساسياً لتحسين مستويات الكوليسترول، لذلك لابد من التخلص من الوزن الزائد، كما يمكن أن يساعد فقدان الوزن على خفض الكوليسترول.

ولابد من اتباع نظام غذائي مفيد لصحة القلب، حيث يتم التركيز على الأطعمة النباتية، بما في ذلك الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، والتقليل من تناوُل الدهون المشبعة والدهون المتحولة، وتُعد الدهون الأحادية غير المشبعة، التي توجد في زيت الزيتون وزيت الكانولا، خيارًا أكثر صحة، ومن المصادر الأخرى للدهون الصحية ثمار الأفوكادو والمكسرات والأسماك الزيتية.

ولابد من ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث يمكن ممارسة التمارين الرياضية ذات الشدة المتوسطة 5 مرات في الأسبوع لمدة تصل إلى 30 دقيقة على الأقل، بعد الحصول على موافقة الطبيب.

وضرورة الامتناع عن التدخين، وإذا كنت مدخنًا، فابحث عن طريقة تساعدك على الإقلاع عن التدخين.

وذكرت أن هناك حقنة جديدة تحت الجلد لعلاج دهون الدم، ويتم أخذها مرة كل أسبوعين وهي توصف لمرضى ارتفاع الكوليسترول الوراثي والجلطة القلبية الحادة والمرضى غير القادرين على تحمل الأدوية نتيجة آثارها الجانبية، مثل تعب العضلات وارتفاع إنزيمات القلب.