وليد صبري


فحص القلب بالموجات فوق الصوتية لأطفال متلازمة داون في 6 حالات

الفحص إلزامي ‏في الشهر الأول لجميع حديثي الولادة ذوي متلازمة داون


كشف أستاذ واستشاري طب الأطفال بالمركز الطبي الجامعي بمدينة الملك عبد الله الطبية، البروفيسور، د. محمد البلتاجي، أن «فحص القلب بالموجات فوق الصوتية يلعب دوراً هاماً في الكشف عن كل من العيوب الخلقية التركيبية ‏أو الوظيفية في الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون، ويمكن أن يساعد فحص قلب الجنين بالموجات ‏فوق الصوتية في التعرف المبكر على متلازمة داون عن طريق الكشف عن العلامات الناعمة لمتلازمة داون»، موضحا أنه «يبقى دورها الرئيس في تحديد طبيعة مشاكل القلب بدقة إذا ما تم الاشتباه بوجود المتلازمة في ‏الجنين، كما أن فحص القلب بالموجات فوق الصوتية بعد الولادة يكون إلزامياً في الشهر الأول بعد الولادة ‏لجميع حديثي الولادة ذوي متلازمة داون، كما يجب أيضاً القيام به قبل أي تدخل جراحي بالقلب وفي ‏المتابعة المستمرة بعد جراحة القلب».‏

ونوه في تصريحات لـ«الوطن الطبية» إلى أنه «من المستحسن فحص القلب بالموجات فوق الصوتية للأطفال الذين يعانون من متلازمة داون في نحو 6 حالات»، مشيراً إلى أن «عيوب القلب الخلقية مشكلةُ شائعةُ الانتشار في الأطفال ذوي متلازمة داون، ويلعب فحص القلب ‏بالموجات فوق الصوتية دوراً هاماً في اكتشافات العيوب التركيبية والوظيفية بين هؤلاء الأطفال، ويساعد ‏فحص قلب الجنين بالموجات فوق الصوتية على اكتشاف وجود متلازمة داون مبكراً عن طريق اكتشاف ‏العلامات الناعمة المصاحبة لتلك المتلازمة إلا أن دوره الرئيسي يتمثل في التحديد الدقيق لطبيعة ونوعية ‏العيوب الخلقية بالقلب في الجنين، كما أن فحص قلب الوليد في شهره الأول بعد الولادة بالموجات فوق ‏الصوتية يكون ضرورياً وملزماً إجراءه في كل حديثي الولادة ذوي متلازمة داون، كما يلزم فحص القلب ‏بتلك الموجات الصوتية قبل إجراء التدخل الجراحي كما يفيد في المتابعة المتتالية بعد التدخل الجراحي ‏للقلب، لذا فإننا نلقي الضوء على أنواع العيوب الخلقية بقلب الأطفال ذوي متلازمة ‏داون وكيفية حدوثها ودور فحص القلب بالموجات فوق الصوتية والدوبللر لجنين ولوليد متلازمة داون ‏في اكتشاف تلك العيوب الخلقية ومتابعتها». ‏

وأوضح د. البلتاجي أن «متلازمة داون هي متلازمة وراثية تحدث نتيجة للتكرار الثلاثي للصبغة الوراثية للكرموسوم رقم 21 ‏وهي من أكثر أنواع اضطرابات الصبغات الوراثية «الكروموسومات» شيوعاً حيث تحدث في حوالي ‏شخص من بين 600 إلى 800 شخص، وبينما تبلغ نسبة حدوث العيوب الخلقية بالقلب ثمانية من ‏بين ألف شخص فإنها ترتفع لتصل إلى 40-60% في أطفال متلازمة داون، كما يمثل أطفال متلازمة ‏داون حوالي 10% من كل الأطفال المصابين بعيوب خلقية بالقلب». ‏

وذكر أنه «يوصي بفحص قلب الجنين بالموجات فوق الصوتية إذا كان هناك احتمال بوجود متلازمة داون مثلاً إذا ‏لوحظ تسمك الشفافية القفوية بالجنين لتبلغ 3.5 مم أو أكثر في الأشهر ‏الثلاثة الأولى من الحمل، أو وجود شريان سري واحد، أو بعد فحص سابق للقلب بواسطة دراسة منظر ‏الأربع حجرات للقلب وكانت النتيجة غير طبيعية أو غير مكتملة».

ولفت د. البلتاجي إلى أنه «يمكن لفحص الجنين بواسطة الموجات ‏فوق الصوتية تحديد تركيب قلب الجنين في وقت مبكر من الأسبوع العاشر إلى الثاني عشر من الحمل ‏باستخدام مجس مهبلي عالي الدقة بينما تستطيع الموجات فوق ‏الصوتية العادية اكتشاف تلك العيوب بالقلب بين الأسبوع 16-18 من الحمل، إلا أن الوقت الأمثل لإجراء ‏الفحص الاستكشافي لعيوب القلب هو ما بين الأسبوع 20- 22 من الحمل حيث يمكن فحص تركيب قلب ‏الجنين بصورة واضحة وجلية بالموجات فوق الصوتية في أكثر من 90% من الحالات، لكن يجب أن ‏ندرك صعوبة فحص قلب الجنين بالموجات فوق الصوتية نتيجة لعدة عوامل منها فسيولوجيا الجنين ‏المختلفة عن الوضع العادي وبالتالي تأثر تدفق الدم خلال صمامات القلب والثقوب بالقلب وعدم القدرة ‏على تحديد وضعية الجنين بصورة جيدة بالإضافة إلى عدم القدرة على فحص الجنين سريرياً، هذا ‏بالإضافة إلى صعوبة القيام بفحص الجنين المفصَل خلال الثلاثة شهور الأخيرة من الحمل نتيجة التظليل ‏الصوتي وبدانة الأم ووضع الجنين الانبطاحي». ‏

وذكر أنه «يمكن لفحص قلب الجنين بالموجات فوق الصوتية المساهمة في الاكتشاف المبكر لمتلازمة داون ‏باكتشاف العلامات الناعمة للمتلازمة لكن يبقى دور الفحص الرئيسي هو تحديد طبيعة العيوب الخلقية ‏بالقلب التي قد تحدث بالجنين. ويساعد هذا التقييم كل من الوالدين والطبيب المعالج في اتخاذ القرارات ‏الأقرب للصواب حيث يعطينا هذا الفحص المبكر إمكانية إنهاء الحمل في حالة وجود عيوب خلقية خطيرة ‏أو إمكانية علاجها داخل الرحم في أثناء الحمل إذا كانت أقل حدة ويمكن علاجها مثل عدم انتظام وتسَارع ‏دقات القلب فوق البطيني للجنين. بالإضافة لذلك فيمكن لفحص قلب الجنين بالموجات فوق الصوتية ‏من تحديد هؤلاء الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب الخلقية المعقدة التي تحتاج لتواجد الطفل في ‏مركز ذي مستوى رعاية عالية من الدرجة الثالثة المتقدمة والمجهز بوحدة للعناية المركزة لحديثي الولادة ‏بحيث يحدث انتقال سلس للمولود من الحياة قبل إلى ما بعد الولادة بحيث لا يعاني أو يواجه الوليد فترات ‏نقص الأكسجين أو يعاني من حموضة الدم ويمكن إعطاؤه العناية ‏الفورية المطلوبة». ‏

وتطرق د. البلتاجي إلى العلامات الناعمة لمتلازمة داون، موضحاً أنها «عبارة عن أدلة بالموجات فوق الصوتية يمكن اعتبارها غير طبيعية ‏ووجودها يزيد من خطر حدوث اختلال الصيغة الصبغية للجنين ومن حدوث أمراض القلب الخلقية، إلا ‏أن وجود هذه العلامات غير جازم حيث يمكن أن تحدث أيضاً في أجنة طبيعية دون وجود متلازمة داون ‏أو عيوب خلقية بالقلب، وعادة ما تكون هذه العلامات مؤقتة وعابرة ويمكن الكشف عنها بسهولة خلال ‏الثلث الثاني من الحمل». ‏

وأشار إلى أنه «إذا اشتبه بوجود متلازمة داون وجب فحص قلب الجنين بالموجات فوق الصوتية فحصاً كاملاً لاكتشاف ‏وجود عيوب خلقية تركيبية بالقلب. ويمكن تصنيف تلك العيوب الخلقية بالقلب حسب درجة اكتشافها ‏وحسب درجة خطورتها إلى عيوب معقدة وعيوب شديدة الأهمية وعيوب طفيفة». ‏

ونوه إلى أنه من المستحسن فحص القلب بالموجات فوق الصوتية للأطفال الذين يعانون من متلازمة داون في الحالات ‏التالية:‏

‏1- في الشهر الأول بعد الولادة لجميع الأطفال حديثي الولادة ذي متلازمة داون.‏

‏2- قبل أي عملية جراحية في القلب.

‏3- للمتابعة بعد جراحة القلب.

‏4- التقييم التتابعي المستمر لارتفاع ضغط الدم بالشريان الرئوي.

‏5- قبل الخضوع لإجراء عملية جراحية رئيسية غير قلبية. ‏

‏6- قبل المشاركة في ممارسة الرياضة البدنية.

وخلص د. البلتاجي إلى أن «فحص القلب بالموجات فوق الصوتية يلعب دوراً هاماً في الكشف عن كل من العيوب الخلقية التركيبية ‏أو الوظيفية في الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون، ويمكن أن يساعد فحص قلب الجنين بالموجات ‏فوق الصوتية في التعرف المبكر لمتلازمة داون عن طريق الكشف عن العلامات الناعمة لمتلازمة داون، ‏ولكن يبقى دورها الرئيسي في تحديد طبيعة مشاكل القلب بدقة إذا ما تم الاشتباه بوجود المتلازمة في ‏الجنين، كما أن فحص القلب بالموجات فوق الصوتية بعد الولادة يكون إلزامياً في الشهر الأول بعد الولادة ‏لجميع حديثي الولادة ذوي متلازمة داون، كما يجب أيضا القيام به قبل أي تدخل جراحي بالقلب وفي ‏المتابعة المستمرة بعد جراحة القلب».‏