يحتاج الجسم إلى الطاقة ليقوم بنشاطه اليومي؛ فالمخ يعتبر مركز النشاط الدهني والتركيز في أثناء العملية التعليمية فيحتاج إلى الجلوكوز المتحول من الكربوهيدرات القادمة من وجبة الإفطار ليقوم بدوره على أكمل وجه، ولهذا كان لزاماً أخذ المغذيات لزيادة الاستيعاب والتركيز في أثناء الدرس، كما أكدت ذلك الدراسات العلمية فذكرت أن الوجبة المدرسية تساعد على زيادة التركيز والاستيعاب وتقلل الإرهاق الذهني والضغط النفسي وتحد من مخاطر السكري والضغط وأمراض القلب وتخفض نسبة السمنة وتحسن المزاج العام وتساعد على النشاط.

ويجب المداومة على تناول الوجبة يومياً في أوقاتها وعدم التفريط فيها، ومن هذه الدراسات دراسة أجريت على طلاب المدارس الابتدائية في أمريكا، أوضحت أن الطلاب الذين تناولوا وجبة الإفطار كل يوم طيلة الأسبوع سجلوا 31.322 نقطة أعلى في الأداء الأكاديمي من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك. أما في المدرسة المتوسطة، فكان لدى الطلاب الذين تناولوا وجبة الإفطار في الوقت المحدد كل يوم أداء أكاديمي أفضل بكثير «31.335 نقطة أعلى» من أولئك الذين لم يتناولوا وجبة الإفطار كل يوم. وهذا يدل على أن تناول وجبة الإفطار كل يوم له تأثير كبير على التطور المعرفي لدى الطلاب كما ذكر موقع «National librarey of medicine» وتعزز هذه الدراسة دراسة أخرى صادرة عن جامعة ليدز البريطانية»Institute of Psychological Sciences,

University of Leeds» وجد فيها الباحثون أدلة تشير إلى أن وجبة الإفطار المعتادة لها تأثيرات أوضح على درجات الرياضيات والحساب لدى الأطفال الذين يعانون سوء التغذية. وارتبطت زيادة وتيرة تناول وجبة الإفطار المعتادة بشكل إيجابي بالأداء المدرسي.

وفي دراسة مقارنة أيضاً أجريت على البالغين من 17 إلى 23 عاماً، ربطت تخطي وجبة الإفطار بزيادة كبيرة في خطر الوفاة بسبب أمراض القلب، وعرضت الدراسة في مجلة «Journal of College of Cardiology».

ومن الضروري مراعاة نسبة السكر والملح والمضافات الغذائية وعدم احتواء الوجبة على دهون متحولة، وهذا ما تسعى له الجهات الرقابية في كثير من الدول، ومنها مملكتنا الحبيبة لتقليل الأخطار الصحية وخصوصاً لصغار التلاميذ في المدارس، فتمنع مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية والسكاكر ومنتفخات الذرة عديمة الفائدة والسجق أن تدخل أفنية المدارس ورياض الأطفال. وهناك نقاط يجب مراعاتها في الوجبة المدرسية:

- يجب أن تشمل البروتينات والفيتامينات والألياف والمعادن كالبيض والألبان والأجبان الطبيعية والبقوليات والخضار والفواكه والمياه والعصائر، وخصوصاً الطبيعية منها، وأن يراعى طرائق الحفظ والاشتراطات الصحية في أثناء التحضير.

- تعدد الأصناف للوجبة المباعة داخل المدارس لتشجيع الطلبة على الشراء والتناول، لأن التكرار يجلب الملل ويصد عن التناول.

- مراعاة الحالة الصحية للطالب في أثناء تحضير الوجبة كالمصابين بالأنيميا والسكر أو من لديهم حساسية من الجلوتين واللاكتوز وغيرها.

- إشراك الطالب في البيت في إعداد الوجبة، والأخذ في الاعتبار الذوق الخاص.

- تعدد الألوان سواء في الفواكه أو الأطباق عامل مشجع على التناول، وخصوصاً للأطفال.

- إعطاء وقت لتناول الوجبة، مع تهيئة أماكن للتناول.

- التأكد من أن أسعار الوجبات في المدارس في متناول الجميع أو الغالبية منهم.

- توزيع الوجبات المدرسية بالمجان للمحتاجين من الطلاب، وهو ما يقوم به برنامج الأمم المتحدة للغذاء في البلدان الفقيرة، وتقوم به بعض الدول في مدارسها أيضاً.

- نشر الوعي بضرورة تناول الإفطار الصباحي لفوائده العظيمة على الطلبة.

- التأكد من قبل الأم من أن ابنها يتناول وجبته المدرسية ولا يفوتها، وعدم ترك الأمر للخادمة مثلاً في هذا الشأن.

ومن الجدير ذكره أن إهمال الوجبة المدرسية يشجع الطلاب على ملء المعدة بأطعمة غير صحية بعد الدوام المدرسي نتيجة للجوع، ما يؤدي إلى أمراض عديدة منها السكر والسمنة، وهذا ما نراه شائعاً في الكثير من المجتمعات.

* اختصاصي الغذاء والتغذية

حسن علي