وليد صبري


شرب لترين من الماء يومياً يحافظ على حرارة الجسم

النوم الجيد يعزز التركيز الذهني ويحافظ على التوازن الهرموني

الروابط الاجتماعية القوية تحقق الراحة النفسية والاطمئنان

أكدت استشاري الغدد الصماء والسكري بمستشفى العوالي، البروفيسور د. دلال أحمد الرميحي، أن تناول ما لا يقل عن 25-30 جراماً من الألياف يومياً يمكن أن يفيد الأصحاء والمرضى بشكل كبير، داعية إلى ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط الهوائي متوسط الشدة أو 75 دقيقة من النشاط عالي الشدة أسبوعياً.

وأضافت في تصريح لـ«الوطن الطبية» أن النوم الجيد ضروري للتجديد والصحة العامة وجودة الحياة؛ فهو يعزز التركيز الذهني، ويدعم جهاز المناعة، ويساعد في الحفاظ على التوازن الهرموني، لافتةً إلى أن اعتماد روتين نوم منتظم، وخلق بيئة نوم هادئة، وتجنب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، والتحكم في التوتر يمكن أن تساهم في الحصول على نوم مريح في أثناء الليل.

وأوضحت د. دلال الرميحي أنه في عالم اليوم سريع الخطى، غالباً ما يقتصر التركيز على الصحة والرفاهية على معالجة الأمراض والحالات الطبية، موضحة أن أسلوب الحياة الصحية لا يفيد المرضى فحسب، بل يفيد بالدرجة الكبرى الأصحاء.

وقالت إنه «من خلال اعتماد نهج شامل للصحة يمكن للأفراد إطلاق العنان لإمكانات حياة نابضة بالعافية والسعادة»، حيث يشمل أسلوب الحياة الصحية اتباع نظام غذائي صحي، وتخفيف التوتر، وممارسة الرياضة، والنوم الجيد، ومرضية.

وأكدت استشاري الغدد الصماء والسكري أن دمج الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات، يعد أمراً ضرورياً للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والتحكم بالوزن وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري.

وقالت: «لا توجد حمية غذائية بحسب الدراسات والبحوث أفضل من غيرها، والأساس في اختيار الطعام الصحي يرتكز على الوسطية»، موضحة أن من الأنظمة الغذائية الممتازة حمية البحر الأبيض المتوسط، وهو نظام غذائي مستوحى من أنماط الأكل التقليدية لدول البحر الأبيض المتوسط، حيث اكتسب هذا النظام الغذائي شهرة بسبب فوائده الصحية العديدة.

وأشارت إلى أن هذا النظام غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية مثل زيت الزيتون، كما أنه يعزز صحة القلب والصحة الذهنية وارتبط بطول العمر.

وأوضحت أن تناول الأطعمة المخمرة الغنية بالبروبيوتيك، مثل الزبادي، ومخلل الملفوف، والكيمتشي، والكفير، والتيمبه، والكومبوتشا، وهي بكتيريا مفيدة تدعم ميكروبيوم الأمعاء الصحي يمكن أن يساعد على تحسين عملية الهضم وتعزيز جهاز المناعة وتعزيز امتصاص العناصر الغذائية.

وبينت د. دلال الرميحي أن النشاط البدني هو عنصر رئيس في نمط حياة صحي، حيث لا تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في الحفاظ على وزن صحي فحسب، بل تعمل أيضاً على تعزيز مستويات الطاقة وتحسين الحالة المزاجية وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

وأضافت أن الإجهاد المزمن يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة البدنية والنفسية، حيث يمكن أن يكون للانتظام في أنشطة الحد من التوتر مثل التأمل أو اليوغا أو تمارين التنفس العميق أو ممارسة الهوايات مثل الرسم أو الزراعة تأثير عميق على الصحة العامة، لافتةً إلى أن تخصيص الوقت للاسترخاء والانفصال عن التكنولوجيا وإقامة علاقات إيجابية أمر مهم بالقدر نفسه للأصحاء والمرضى.

وتطرقت إلى فوائد الماء، موضحةً في هذا الصدد أن الماء ضروري لحسن سير العمل في أجسامنا، حيث يساعد الحفاظ على رطوبة الجسم في الحفاظ على درجة حرارة الجسم المثالية، ويساعد على الهضم، ويدعم صحة الجلد، ويحسن الوظيفة الإدراكية، مشددةً على أهمية شرب ما لا يقل عن 8 أكواب «لترين» من الماء يومياً، مع تعديل الاحتياجات الفردية بناءً على مستوى النشاط وحرارة الطقس والصحة العامة.

وحثت على عدم الاعتماد على المشروبات السكرية في التروية، مثل العصائر الطازجة أو المعلبة أو المشروبات الغازية، مع التركيز على أن يتبع كوب من الماء كل كوب تتناوله من الشاي أو القهوة.

كما تطرقت إلى الروابط الاجتماعية القوية، موضحةً أن الروابط الاجتماعية القوية تساعد في تحقيق الراحة النفسية والاطمئنان، فلا بد من تنمية العلاقات مع العائلة والأصدقاء، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية، وطلب الدعم عند الحاجة.

وأكدت د. دلال الرميحي أن تبني أسلوب حياة صحي لا ننظر إليه كنقلة صحية مؤقتة، بل يعتبر نقلة نوعية مستدامة للصحة والتزاماً مدى الحياة من شأنه أن يحسن بشكل كبير جودة الحياة لكل من الأصحاء وأولئك الذين يتعاملون مع المرض.

وقالت إنه «من خلال إعطاء الأولوية للتغذية، وممارسة الرياضة، وتخفيف التوتر، والترطيب، والنوم الجيد، والحفاظ على الروابط الاجتماعية، يمكن للأفراد بدء رحلتهم نحو العافية وتجربة والاستمتاع بحياة مُرضية ونابضة بالحياة».