يُعد سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في جميع أنحاء العالم والمسببة لارتفاع نسبة الوفيات لدى النساء إن لم يتم اكتشافها وعلاجها مبكراً. وعلى الرغم من التقدم العلمي والطبي في علاجه والكشف المبكر عنه، إلا أن الوقاية لاتزال تلعب دوراً حاسماً في تقليل انتشار المرض وتحسين صحة النساء.
وفي هذا السياق، تعتبر الرضاعة الطبيعية، بالإضافة إلى أنها الغذاء المتكامل للطفل خلال فترة الطفولة المبكرة للعامين الأولين من عمره، وسيلة فعّالة لحماية النساء من سرطان الثدي، بالإضافة إلى توفير الدعم النفسي الهام لهن.
الرضاعة الطبيعية تعمل كحارس واقٍ لصحة المرأة وحمايتها من الكثير من الأمراض، سواء أثناء الرضاعة الطبيعية أو على المدى البعيد، ومن أهمها أنها تكون حماية ضد سرطان الثدي. تشير الدراسات العلمية إلى أن النساء اللواتي يرضعن أطفالهن لفترة أطول يعانين من خطر أقل للإصابة بسرطان الثدي عندما يصلن إلى سن اليأس. يُعزى ذلك إلى التأثيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الرضاعة الطبيعية، حيث يتم تخفيض مستوى الإستروجين في الجسم، وهو الهرمون الذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
هناك المزيد من الدراسات التي أجريت وتشير إلى وجود علاقة بين الرضاعة الطبيعية والحماية من سرطان الثدي.
دراسة نُشرت في مجلة «جاما أونكولوجي» في عام 2020 أظهرت أن النساء اللواتي قمن بالرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر أو أكثر يعانين من خطر أقل للإصابة بأنواع معينة من سرطان الثدي، مثل سرطان الثدي الهرموني الإيجابي. ووجدت الدراسة أن كل شهر إضافي من الرضاعة الطبيعية يرتبط بانخفاض بنسبة 2% في خطر الإصابة بهذه الأنواع من سرطان الثدي.
وفي دراسة أحدث نُشرت في مجلة «الأوبزتتريكس» في عام 2020 أوضحت أن النساء اللواتي قمن بالرضاعة الطبيعية لمدة 12 شهراً أو أكثر قد انخفض لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 26% مقارنة بالنساء اللواتي لم يرضعن.
في عام 2021، تم نشر دراسة في مجلة «سيرجيري أونكولوجي» تشير إلى أن النساء اللواتي قمن بالرضاعة الطبيعية لمدة عام أو أكثر كان لديهن خطر أقل بنسبة 20% للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالنساء اللواتي لم يرضعن.
وفي أحدث الدراسات 2023 مجلة cancer medicine، بينت تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 4.3% لكل 12 شهراً من الرضاعة الطبيعية، هذا بالإضافة إلى انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 7.0% لكل ولادة. فكلما زادت المرأة من مدة الرضاعة الطبيعية لكل طفل، وزادت عدد الأطفال الرضع في حياتها ازدادت حمايتها من سرطان الثدي، بالإضافة إلى مراعاة عوامل الخطورة الأخرى.
كما أن الرضاعة الطبيعية قد تلعب دوراً في التقليل من خطر الإصابة بأنواع من سرطان الثدي «الثلاثي السلبي» (20%) وفي حاملي طفرات BRCA1 (22-55%). ترتبط آليات تقليل المخاطر نتيجة للحمل بالتغيرات في معالجة الحمض النووي الريبي (RNA) والتمايز الخلوي.
ومازال البحث في هذا المجال جارياً ومتطوراً. ومن المهم أن يتم إجراء المزيد من الدراسات لتحديد العلاقة الدقيقة بين الرضاعة الطبيعية وسرطان الثدي.
فما هي الآلية والعوامل التي تجعل الرضاعة الطبيعية عامل حماية من سرطان الثدي؟!
إن الرضاعة الطبيعية تؤدي إلى تأخير عودة الدورة الشهرية بعد الولادة، فإنها تقلل من مدة التعرض للهرمونات الأنثوية وخاصة هرمون الإستروجين التي تعتبر عاملاً مساهماً في تطور سرطان الثدي.
وإن المرأة في فترة الرضاعة الطبيعية يزداد إفراز جسمها بهرمون البرولاكتين، وهو هرمون يعمل على تثبيط إفراز هرمونات الإستروجين والبروجستيرون المسؤولة عن نمو الخلايا السرطانية في الثدي. وبالتالي، فإن الرضاعة الطبيعية تقلل من تعرض الثدي للهرمونات الأنثوية وتحد من احتمالية تطور سرطان الثدي. كما يمتلك حليب الأم خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للجراثيم، ومضادة لنمو الخلايا السرطانية مما يساعد على تطهير وحماية الثدي من العدوى والالتهابات. والالتهابات المتكررة في الثدي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
وينبغي دعم النساء جميعاً بالرضاعة الطبيعية الحصرية ولمدة عامين كاملين وخاصة اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي بشكل خاص كوسيلة للحد من مخاطر الإصابة به مع التأكد من عوامل الخطر الأخرى. حيث إن هناك عوامل أخرى مثل العوامل الوراثية والعوامل البيئية تلعب أيضاً دوراً في تطور المرض. لذا، ينصح دائماً بمراجعة الطبيب المختص واتباع توصياته بشأن الكشف المبكر والوقاية من سرطان الثدي.
* عضو جمعية أصدقاء الصحة واستشاري طب العائلة والمجتمع واستشاري رضاعة طبيعية دولي
د. فجر ناصر
وفي هذا السياق، تعتبر الرضاعة الطبيعية، بالإضافة إلى أنها الغذاء المتكامل للطفل خلال فترة الطفولة المبكرة للعامين الأولين من عمره، وسيلة فعّالة لحماية النساء من سرطان الثدي، بالإضافة إلى توفير الدعم النفسي الهام لهن.
الرضاعة الطبيعية تعمل كحارس واقٍ لصحة المرأة وحمايتها من الكثير من الأمراض، سواء أثناء الرضاعة الطبيعية أو على المدى البعيد، ومن أهمها أنها تكون حماية ضد سرطان الثدي. تشير الدراسات العلمية إلى أن النساء اللواتي يرضعن أطفالهن لفترة أطول يعانين من خطر أقل للإصابة بسرطان الثدي عندما يصلن إلى سن اليأس. يُعزى ذلك إلى التأثيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الرضاعة الطبيعية، حيث يتم تخفيض مستوى الإستروجين في الجسم، وهو الهرمون الذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
هناك المزيد من الدراسات التي أجريت وتشير إلى وجود علاقة بين الرضاعة الطبيعية والحماية من سرطان الثدي.
دراسة نُشرت في مجلة «جاما أونكولوجي» في عام 2020 أظهرت أن النساء اللواتي قمن بالرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر أو أكثر يعانين من خطر أقل للإصابة بأنواع معينة من سرطان الثدي، مثل سرطان الثدي الهرموني الإيجابي. ووجدت الدراسة أن كل شهر إضافي من الرضاعة الطبيعية يرتبط بانخفاض بنسبة 2% في خطر الإصابة بهذه الأنواع من سرطان الثدي.
وفي دراسة أحدث نُشرت في مجلة «الأوبزتتريكس» في عام 2020 أوضحت أن النساء اللواتي قمن بالرضاعة الطبيعية لمدة 12 شهراً أو أكثر قد انخفض لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 26% مقارنة بالنساء اللواتي لم يرضعن.
في عام 2021، تم نشر دراسة في مجلة «سيرجيري أونكولوجي» تشير إلى أن النساء اللواتي قمن بالرضاعة الطبيعية لمدة عام أو أكثر كان لديهن خطر أقل بنسبة 20% للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالنساء اللواتي لم يرضعن.
وفي أحدث الدراسات 2023 مجلة cancer medicine، بينت تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 4.3% لكل 12 شهراً من الرضاعة الطبيعية، هذا بالإضافة إلى انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 7.0% لكل ولادة. فكلما زادت المرأة من مدة الرضاعة الطبيعية لكل طفل، وزادت عدد الأطفال الرضع في حياتها ازدادت حمايتها من سرطان الثدي، بالإضافة إلى مراعاة عوامل الخطورة الأخرى.
كما أن الرضاعة الطبيعية قد تلعب دوراً في التقليل من خطر الإصابة بأنواع من سرطان الثدي «الثلاثي السلبي» (20%) وفي حاملي طفرات BRCA1 (22-55%). ترتبط آليات تقليل المخاطر نتيجة للحمل بالتغيرات في معالجة الحمض النووي الريبي (RNA) والتمايز الخلوي.
ومازال البحث في هذا المجال جارياً ومتطوراً. ومن المهم أن يتم إجراء المزيد من الدراسات لتحديد العلاقة الدقيقة بين الرضاعة الطبيعية وسرطان الثدي.
فما هي الآلية والعوامل التي تجعل الرضاعة الطبيعية عامل حماية من سرطان الثدي؟!
إن الرضاعة الطبيعية تؤدي إلى تأخير عودة الدورة الشهرية بعد الولادة، فإنها تقلل من مدة التعرض للهرمونات الأنثوية وخاصة هرمون الإستروجين التي تعتبر عاملاً مساهماً في تطور سرطان الثدي.
وإن المرأة في فترة الرضاعة الطبيعية يزداد إفراز جسمها بهرمون البرولاكتين، وهو هرمون يعمل على تثبيط إفراز هرمونات الإستروجين والبروجستيرون المسؤولة عن نمو الخلايا السرطانية في الثدي. وبالتالي، فإن الرضاعة الطبيعية تقلل من تعرض الثدي للهرمونات الأنثوية وتحد من احتمالية تطور سرطان الثدي. كما يمتلك حليب الأم خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للجراثيم، ومضادة لنمو الخلايا السرطانية مما يساعد على تطهير وحماية الثدي من العدوى والالتهابات. والالتهابات المتكررة في الثدي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
وينبغي دعم النساء جميعاً بالرضاعة الطبيعية الحصرية ولمدة عامين كاملين وخاصة اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي بشكل خاص كوسيلة للحد من مخاطر الإصابة به مع التأكد من عوامل الخطر الأخرى. حيث إن هناك عوامل أخرى مثل العوامل الوراثية والعوامل البيئية تلعب أيضاً دوراً في تطور المرض. لذا، ينصح دائماً بمراجعة الطبيب المختص واتباع توصياته بشأن الكشف المبكر والوقاية من سرطان الثدي.
* عضو جمعية أصدقاء الصحة واستشاري طب العائلة والمجتمع واستشاري رضاعة طبيعية دولي
د. فجر ناصر