وليد صبري


* فقدان القدرة على رؤية الألوان من أعراض اعتلال الشبكية السكري

* العلاج بالليزر يُحسن الرؤية في حالات نادرة ويمنع تفاقم الحالة


* على المريض التواصل مع الطبيب حال شعوره بضبابية الرؤية

نصح الرائد طبيب د. عبدالرحمن سالم البوعينين، جراح القرنية، والماء الأبيض، والعيوب الانكسارية، بالمستشفى العسكري - الخدمات الطبية الملكية، مرضى اعتلال شبكية العين إجراء فحص للعينين مرةً واحدة كل عام، أو أكثر من ذلك في حال كان المريض يعاني من اعتلال شبكية العين الشديد.

وأضاف في تصريحات لـ«الوطن الطبية»، أن المصابين بمرض السكري يتعرضون لحالة مرضية تصيب العين وتُعرف باعتلال شبكية العين السكري، حيث تنتج هذه الحالة عن تغيرات في الأوعية الدموية للعين وارتفاع نسبة السكر في الدم الذي يعاني منه مرضى السكري لفترة طويلة.

وأشار د. البوعينين، إلى أن شبكية العين هي عبارة عن أنسجة عصبية حساسة للضوء، تتواجد في الجزء الخلفي للعين، وهي تحوّل أشعة الضوء التي تدخل إلى العين إلى نبضات كهربائية تنتقل عبر العصب البصري إلى الدماغ، لذا، يمكن أن يضر ارتفاع السكر في الدم بالأوعية الدموية في الجزء الخلفي من العين، ما يمنع وصول العناصر الغذائية الكافية إلى شبكية العين لتحافظ على قدرتها على الرؤية.

وقال: إن «الإنسان يُصاب باعتلال شبكية العين السكري عندما تتضرر الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي الشبكية بسبب الإصابة بمرض السكري»، حيث قد لا يسبب اعتلال الشبكية السكري أي أعراض في البداية، أو ربما تنجم عنه فقط مشكلات طفيفة في الإبصار، ولكن قد يصل الأمر في النهاية إلى الإصابة بالعمى.

ولفت إلى أنه من الممكن أن تنشأ هذه الحالة المرضية لدى أي شخص مصاب بداء السكري من النوع الأول أو النوع الثاني. وكلما طالت فترة الإصابة بداء السكري وقلَّ التحكم في مستوى السكر في الدم، يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من المضاعفات التي تؤثر على العينين.

وأوضح د. البوعينين، أنه في مرحلة المرض المبكرة، التي تسمى اعتلال الشبكية غير التكاثري «غير المتقدم»، تُسرِّب هذه الأوعية الدموية السوائل المتدفقة فيها، مما يؤدي إلى تشوش الرؤية.

أما في المراحل الأكثر تقدماً من المرض، والتي تسمى اعتلال الشبكية التكاثري «المتقدم»، فتنمو أوعية دموية جديدة وهشّة حول الشبكيّة وفي الجسم الزجاجي، وهو مادة شفافة في العين. وإذا لم تتم معالجة الأوعية الدموية هذه، فقد يحدث نزف دموي وضبابية في الرؤية، أو قد تصاب الأوعية الدموية بالتمزق مما يؤدي إلى انفصال الشبكية.

وأوضح أن كل مريض يعاني من أحد النوعين الأول أو الثاني من مرض السكري يُعتبر معرضاً للإصابة باعتلال شبكية العين السكري، حيث تعتمد عوامل خطر الإصابة بهذا الاعتلال على نوع مرض السكري لدى المريض «النوع الأول أو الثاني»، ومدى السيطرة على مستوى السكر في الدم، إلى جانب مدة إصابة المريض بالسكري.

وعن أعراض الإصابة باعتلال شبكية العين السكري، أكد أنه في العادة، لا تظهر أي أعراض أو علامات مُبكّرة تشير إلى الإصابة باعتلال شبكية العين السكري، وقد لا تتأثر الرؤية لدى الشخص إلا بعد تفاقم حالته.

وتشمل أعراض المرض، انعدام الرؤية المركزية عند القراءة أو قيادة السيارة، وفقدان القدرة على رؤية الألوان، وتشوش الرؤية أو ضبابتيها، وجود بقع صغيرة مثل أجسام عائمة في مجال الرؤية، وفقدان البصر.

وعن كيفية تشخيص الإصابة باعتلال شبكية العين السكري، أوضح د. البوعينين أنه يمكن لطبيب العيون الكشف عن اعتلال شبكية العين السكري عن طريق فحص العينين الدقيق. ويشمل الفحص توسيع بؤبؤ العين من خلال قطرة للعين، يمكّن الفحص الطبيب من التنبه إلى أي تغيرات في الأوعية الدموية أو أي ظهور لأوعية دموية جديدة أو حصول تورم في شبكية العين أو انفصالها.

وبشأن طرق العلاج، أشار إلى أنه عند تحديد خطة العلاج، يرتكز الطبيب إلى عمر المريض وتاريخه الصحي ونمط حياته ومدى الضرر الحاصل في شبكية العين. وفي أغلب الأحيان لا يكون العلاج ضرورياً، ولكن يتوجب على المريض الخضوع لفحوصات دورية للعينين، وتشمل: تدابير السيطرة على نسبة السكر في الدَّم وضغط الدم، وحقن دوائية في العين عند الإصابة بالاستسقاء البقعي أو الوذمة البقعية، والتخثير الضوئي بالليزر واستئصال السائل الزجاجي في بعض الأحيان.

ويُعطى الأشخاص الذين لديهم تراكم للسوائل في البقعة «الوذمة البقعية» حقنا عينية من أدوية محددة مثل رانيبيزوماب، أو بيفاسيزوماب، أو ألفيبيرسيبت، والتي تُسمى مضادات عامل نمو بطانة الأوعية الدموية (Anti-VEGF)، كما يمكن وصف زرعات عينية، تقوم بتحرير مستويات ثابتة من الستيرويدات القشرية في العين مباشرة بوتيرة ثابتة وبطيئة.

وتكون الزرعات الحاوية على الستيرويد القشري ديكساميثازون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من التوذم البقعي. يمكن لتخفيف الوذمة البقعية باستعمال الأدوية أن يُحسن من الرؤية.

وبحسب د. البوعينين، تشمل المُعالجَات الأخرى التخثير الضوئي بالليزر laser photocoagulation، الذي يتضمن توجيه شعاع من الليزر إلى شبكية العين بهدف إبطاء نمو الأوعية الدموية غير الطبيعية الجديدة في شبكية العين والحدّ من تسرب الدم والسوائل.

وقد يكون من الضروري، تكرار التخثير الضوئي بالليزر، وإذا كان النزف من الأوعية المتضررة شديدا، فقد تستدعي الحاجة لإجراء يسمى استئصال السائل الزجاجي.

وقال إنه «في هذا الإجراء، تَجرِي إزالة الدَّم من التجويف الذي يسكن الخلِط الزجاجي ضمنه. وغالباً ما تتحسن الرؤية بعد استئصال السائل الزجاجي بهدف علاج نزف الخِلط الزجاجي، أو انفصال الشبكية بالشد، أو التوذم البقعي. يمكن للعلاج بالليزر أن يُحسن الرؤية في حالات نادرة، ولكنه يمنع تفاقم الحالة».

وفي رد على سؤال حول ما الذي يحدث في حال عدم معالجة اعتلال شبكية العين السكري، أفاد بأنه يتشكل نسيج ندبي على الجزء الخلفي من شبكية العين نتيجة تقلّص الأوعية الدموية الجديدة، مما قد يؤدي إلى ابتعاد شبكية العين عن الجدار الخلفي من العين، ويسمى هذا بانفصال الشّبكية، ويمكن أن يؤدي إلى عمى العين الدائم في حال عدم معالجته، ويمكن أن يؤدي اعتلال شبكية العين السكري إلى الإصابة بالاستسقاء البقعي الذي يصيب الجزء المركزي من الشبكية الذي يسمح برؤية التفاصيل، فعندما تتسرب السوائل من الأوعية الدموية إلى هذا الجزء قد يتورم وتصبح الرؤية ضبابية.

وتطرق إلى إمكانية الوقاية من الإصابة باعتلال شبكية العين السكري، حيث أوضح أنه يُمكن للمريض أن يحمي نظره عن طريق، إجراء فحص للعينين عند طبيب العيون مرة واحدة في السنة على الأقل، والاهتمام بضبط مستوى السكري من خلال اتباع نظام غذائي صحي وتناول الأدوية الموصوفة، وهي عوامل توفر الحماية الأفضل في مكافحة فقدان القدرة على الرؤية.

وحث المرأة الحامل التي تعاني من السكري، على أن تُجري فحصا شاملا للعينين خلال أول 3 أشهر من الحمل، وأن تقوم بالمتابعة عن كثب مع طبيب العيون طيلة فترة الحمل.

ويمكن أن يساعد المريض على إبطاء تقدّم حالة الإصابة باعتلال شبكية العين السكري عن طريق ضبط مستوى السكر في الدم وضغط الدم، والامتناع عن التدخين.

وقال إنه يجب على المريض الاتصال بالطبيب في 4 حالات هي، ملاحظة بقع سوداء في مجال الرؤية، ورؤية وميض من النور الساطع، وملاحظة ما يُوصف بثغرات في الرؤية، وضبابية الرؤية.