تغيير نمط الحياة يجنّب الإصابة بالمرض من النوع الثاني

أكدت العقيد طبيب فريال السبر استشارية أمراض الغدد الصماء والسكري بالخدمات الطبية الملكية - المستشفى العسكري، على أهمية قضاء 30 دقيقة أو أكثر في ممارسة التمارين الهوائية المعتدلة إلى الشاقة مثل المشي السريع أو السباحة أو ركوب الدراجات الهوائية أو الركض بإجمالي 150 دقيقة أسبوعياً على الأقل للحفاظ على مستويات السكر عند معدلاته الطبيعية.

وأشارت في تصريحات لـ«الوطن الطبية» إلى 5 خطوات للسيطرة على مرض السكري، حيث قد يساعد تغيير نمط الحياة في تجنّب الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وهو النوع الأكثر شيوعاً للمرض.



وقالت: «تبرز أهمية اتباع سُبل الوقاية على وجه الخصوص، إذا كان الشخص معرّضاً بشكل أكبر لخطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني نتيجة لزيادة الوزن أو السُمنة، أو ارتفاع نسبة الكوليسترول، أو لديه تاريخ عائلي من الإصابة بداء السكري».

وأوضحت، أنه إذ شُخِّصت حالة الشخص على أنك مصاب بمقدمات السكري وهي ارتفاع نسبة السكري في الدم دون الوصول إلى النسبة التي تدل على الإصابة بالسكري، قد يساعد تغيير نمط الحياة في تجنب الإصابة بداء السكري أو تأخيرها.

كما قد يفيد إجراء بعض تغييرات بسيطة على نمط الحياة في تجنب المضاعفات الصحية الخطيرة لمرض السكري في المستقبل مثل ضمور الأعصاب والفشل الكلوي واعتلال عضلة القلب. وأوضحت، أن إنقاص الوزن الزائد بعمل على الحد من خطورة الإصابة بداء السكري، ففي دراسة كبرى، استطاع المشاركون الحد من خطورة الإصابة بداء السكري بنسبة 60% تقريباً بعد فقدان نحو 7% من أوزانهم عن طريق إدخال تغييرات على التمارين الرياضية والنظام الغذائي.

وأوضحت فريال السبر، أن المنظمة الأمريكية لمرض السكري، دعت المصابين بمقدمات السكري، إلى إنقاص أوزانهم بنسبة تتراوح بين 7% و10% على الأقل للوقاية من تقدّم المرض. وكلما زاد معدل فقدان الوزن، زادت الفوائد الصحية، مؤكدة أهمية استشارة الطبيب حول الأهداف قصيرة الأجل والتوقعات القابلة للتحقيق، مثل فقدان رطل إلى رطلين أسبوعياً من الوزن.

كما حثت فريال السبر على ممارسة المزيد من الأنشطة البدنية، مشيرة أن هناك العديد من الفوائد من ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، إذ يمكن للتدريبات الرياضية أن تساعد على فقدان الوزن وخفض نسبة السكر في الدم وزيادة حساسية الشخص للإنسولين، مما يساعد على إبقاء نسبة السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي.

ومن أجل تعزيز فقدان الوزن والحفاظ على وزن صحي للبالغين، أوصت العقيد طبيب فريال السبر بتمرينات المقاومة من مرتين إلى 3 مرات أسبوعيا على الأقل، حيث تعمل على زيادة قوة الجسم ومستوى التوازن والقدرة على الاستمتاع بحياة مفعمة بالنشاط. ومن تمرينات المقاومة رفع الأثقال واليوغا وألعاب الجمباز.

وللحد من الخمول، أوضحت أنه يمكن أن يفيد الخروج من نوبات الخمول الطويلة، مثل الجلوس أمام الكمبيوتر، في السيطرة على مستويات السكر في الدم. فيمكن قضاء بضع دقائق في الوقوف أو التجول أو ممارسة بعض الأنشطة الخفيفة كل 30 دقيقة.

كما حثت على تناول أطعمة نباتية صحية، والتي تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن والكربوهيدرات، حيث تحتوي الكربوهيدرات على السكريات والنشا، وهما مصدرا الطاقة للجسم، إلى جانب الألياف. كما تشمل الألياف الغذائية، المعروفة أيضاً بالخشائن أو الكتلة، جزئيات الأطعمة النباتية التي لا يستطيع الجسم هضمها أو امتصاصها.

يُشار إلى أن الأطعمة الغنية بالألياف تساعد في إنقاص الوزن وتقليل خطر الإصابة بداء السكري، والتي تشمل الفواكه كالطماطم، والفلفل، والفاكهة التي تثمر على الأشجار، إلى جانب الخضروات غير النشوية، مثل الخضروات الورقية، والبروكلي «القرنبيط الأخضر»، والقرنبيط والبقوليات مثل الفول والبازلاء والعدس، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة، مثل المعكرونة والخبز المصنوعين من حبوب القمح الكاملة، وحبوب الأرز الكاملة، وحبوب الشوفان الكاملة، والكينوا. وأكدت أن من فوائد الألياف إبطاء امتصاص السكريات وتقليل مستويات سكر الدم، وإعاقة امتصاص الأطعمة الدهنية والكوليسترول

إدارة عوامل الخطر الأخرى التي تؤثر على صحة القلب، مثل ضغط الدم والالتهاب.

وحثت فريال السبر، على تجنب الأطعمة التي تحتوي على «كربوهيدرات ضارة»، وهي أطعمة غنية بالسكريات وقليلة الألياف أو العناصر المغذية الموجودة في الخبز الأبيض والمعجنات، والمعكرونة المصنوعة من الدقيق الأبيض، وعصائر الفاكهة، والأطعمة المُصنّعة التي تحتوي على السكريات أو شراب الذرة الذي يحتوي على نسبة عالية من الفركتوز.

كما دعت، فريال السبر إلى تناول الدهون الصحية، التي تحتوي على مستويات عالية من السعرات الحرارية ويجب الاعتدال في تناولها. وللمساعدة على فقدان الوزن والتحكم فيه، يجب أن يتضمن النظام الغذائي مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تحتوي على الدهون غير المشبعة، والتي يُطلق عليها أحيانا اسم «الدهون المفيدة».

وأضافت، أن الدهون المشبعة سواءً غير المشبعة الأحادية أم المتعددة، تعمل على تعزيز مستويات الكوليسترول الصحية في الدم وعلى التمتع بصحة جيدة بالقلب والأوعية الدموية، موضحة أن مصادر الدهون الجيدة تتضمن زيت الزيتون ودوّار الشمس والعصفر وبذرة القطن والكانولا، المكسرات والحبوب، مثل اللوز والفول السوداني وبذور الكتان وبذور اليقطين، والأسماك الدهنية، مثل السلمون والماكريل والسردين والتونة.

أما الدهون المشبّعة، أو ما يُطلق عليه «الدهون الضارة»، فتوجد في مشتقات الحليب واللحوم. وينبغي أن يحتوي النظام على الغذائي على قدر ضئيل من هذه الدهون. وطالبت فريال السبر ، بتجنب الحميات الغذائية المبتدعة واتباع خيارات صحية، حيث إن الكثير من الحميات الغذائية المبتدعة، مثل المؤشر الجلايسيمي أو نظام باليو أو الكيتو، قد تساعد على إنقاص الوزن، لكن لا يتوفر إلا عدد قليل من الأبحاث حول فوائد هذه الأنظمة الغذائية على المدى الطويل أو فاعليتها في الوقاية من الإصابة بداء السكري.

وينبغي أن يهدف النظام الغذائي إلى إنقاص الوزن، ومن ثم الوصول إلى وزن صحي، إذ تتطلب الأنظمة الغذائية الصحية وجود استراتيجية تمكّن الشخص من اتباعها طوال حياتك. لذا فإن اتخاذ قرارات صحية تتضمن بعض الأطعمة والعادات المفضلة قد يفيد على المدى البعيد.

وأضافت، أن تقسيم الوجبات استراتيجية بسيطة قد تساهم في اتخاذ قرارات جيدة متعلقة بخيارات الأطعمة والكميات المناسبة، إذ يمكن تعزيز النمط الصحي للتغذية من خلال تقسيم الوجبة إلى الأقسام الثلاثة على أن تكون نصف الوجبة: الفاكهة والخضروات غير النشوية

وربع الوجبة: الحبوب الكاملة، وربع الوجبة الثاني: الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل البقوليات أو الأسماك أو اللحوم خفيفة الدهن

وأوضحت، أن الجمعية الأمريكية لمرض السكري توصي بإجراء الفحص الروتيني بالاختبارات التشخيصية لمرض السكري من النوع الثاني لجميع البالغين في سن 45 عاماً فأكثر، وذلك للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً ولديهم زيادة في الوزن أو سُمنة، بالإضافة إلى عامل واحد أو أكثر من عوامل الخطر المرتبطة بمرض السكري.

وأشارت، العقيد طبيب فريال السبر، إلى أن الرعاية الصحية الملكية بمستشفى قوة دفاع البحرين، توفر العديد من الخدمات الحديثة المواكبة لأحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية بالعالم من أدوية وأجهزة حديثة لتشخيص المرض السكري وعلاجه كتوفير مضخة الإنسولين والأدوية والعمليات لإنقاص الوزن للحد من حدوث السكري عن طريق إنقاص الوزن والحد من مضاعفاته.