الأنظمة الغذائية ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض تحسن مستويات «الجلوكوز» في الدم

الحموضة من العوامل المؤثرة في المؤشر الجلايسيمي للأطعمة

أكدت أخصائية تغذية علاجية ونائب رئيس جمعية أصدقاء الصحة، أريج السعد، أن بعض الدراسات أثبتت أن اتباع نظام غذائي منخفض المؤشر الجلايسيمي يساعد بشكل كبير الأشخاص المصابين بداء السكري على تحسين مستويات السكر في الدم ويمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حيث تشير الدلائل إلى أنه يمكن الوقاية من مرض السكري من النوع 2 بنسبة تصل إلى 58%.



وأضافت لـ«الوطن الطبية» أنه عند تناول الطعام الذي يحتوي على سكر وخاصة الكربوهيدرات، ترتفع نسبة السكر في الدم، بالمقابل تبدأ خلايا البنكرياس بإفراز هرمون الإنسولين الذي يحمل الجلوكوز ويدخله إلى داخل الخلايا، ليتم استخدامه كمصدر للطاقة، وبالتالي فإن تناول الكثير من الكربوهيدرات سهلة الهضم ترفع سكر الدم بسرعة، ما يعطي فرصة أقل للجسم لإفراز الإنسولين بالكميات المناسبة مما يؤدي إلى صعوبة السيطرة على نسبة السكر في الدم.

ويعتبر المؤشر «الجلايسيمي» بالإنجليزيــــــــــة «Glycemic Index» أو مؤشر نسبة السكر أو المؤشر السكري، طريقة لتصنيف الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات بناءً على مدى بطء أو سرعة هضمها وتأثيرها على معدلات سكر الدم خلال فترة زمنية عادةً ساعتين. وتحتوي على كربوهيدرات على مقياس يتراوح من 0-100، وفقاً لمدى تأثيرها على معدلات سكر الدم «الجلوكوز» عند تناولها.

وأوضحت السعد، أن بعض الأطعمة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بسرعة كبيرة، فعلى سبيل المثال تتحول الأغذية التي تحتوي على الكربوهيدرات مثل السكريات المتكررة والخبز بسهولة إلى جلوكوز داخل الجسم، بينما تهضم الكربوهيدرات الموجودة في الخضار والحبوب الكاملة ببطء. وأشارت إلى أن الأطعمة ذات المؤشر السكري «الجلايسيمي» المرتفع يتم هضمها وامتصاصها بسرعة وبالتالي يكون تأثيرها على رفع مستوى السكر في الدم أعلى، أما الأطعمة ذات المؤشر السكري «الجلايسيمي» المنخفض يتم هضمها وامتصاصها ببطء لذا يكون تأثيرها على رفع مستوى السكر في الدم أقل.

وبينت أنه يمكن للأطعمة التي تتمتع بمؤشرٍ جلايسيمي مرتفع أن تسبب ارتفاعاً في نسبة السكر في الدم بشكل ضار عند الأشخاص المصابين بمرض السكري، والتي تليها انخفاضات سريعةٌ في السكر في الدم.

وقالت «مع انخفاض السكر في الدم قد يشعر الشخص بالجوع، ما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، حيث يمكن أن يكون المؤشر الجلايسيمي مفيداً للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري وخاصةً النوع الثاني، لأن تناول الأطعمة ذات المؤشرات المنخفضة إلى المتوسطة يساعد في السيطرة على مستويات السكر في الدم».

وأشارت أريج السعد، إلى أن بعض الأبحاث أظهرت أن كمية الكربوهيدرات المتناولة لها التأثير الأكبر على مستويات سكر «الجلوكوز» في الدم بعد الوجبات، لذا من المهم مراعاة كمية الكربوهيدرات المتناولة.

وأضافت أن الأنظمة الغذائية ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض تساعد على تحسين مستويات «الجلوكوز» في الدم عن طريق تقليل من ارتفاع نسبة السكر في الدم، وتقليل مقاومة الأنسولين، ومساعدة مرضى السكري على خفض نسبة السكر التراكمي بمعدل 0.5%، إلى جانب المساعدة على تقليل خطر حدوث مضاعفات مرض السكري بنسبة تصل إلى 20%.

أما بالنسبة للأفراد المصابين بداء السكري، ذكرت السعد أنه يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى العديد من المضاعفات مثل الاعتلال العصبي «تلف الأعصاب»، واعتلال الشبكية «تلف العين»، واعتلال الكلية «تلف الكلى».

كما تساعد الأنظمة الغذائية ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، على تحسين مستويات الكولسترول في الدم، وخاصة الكولسترول الضار LDL، وزيادة الشعور بالشبع بعد تناول الطعام وتقليل الإحساس بالجوع بين الوجبات، والمساعدة على نزول الوزن وتقليل محيط الخصر، والمحافظة على الوزن على المدى الطويل، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية.

وأشارت إلى أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على المؤشر الجلايسيمي للأطعمة مثل الحموضة، حيث تميل الأطعمة شديدة الحموضة، مثل المخللات، إلى أن تكون أقل في المؤشر الجلايسيمي مقارنة بالأطعمة التي ليست كذلك. وهذا ما يفسر سبب كون الخبز المصنوع من حمض اللاكتيك، مثل خبز العجين المخمر، أقل في المؤشر الجلايسيمي مقارنة بالخبز الأبيض.

كما أن هناك عوامل أخرى مثل وقت الطبخ، فكلما طالت مدة طهي الطعام، كلما ارتفع مؤشره الجلايسيمي، إلى جانب محتوى الألياف بشكل عام، حيث إن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف لديها تصنيفات منخفضة من نسبة السكر في الدم.