وليد صبري




* التطعيم يخفف من أعراض الإصابة وأعداد الوفيات


* سهولة العودة للحياة الطبيعية بعد التعافي من "كورونا"

* إجراء فحوصات شاملة بعد التعافي للاطمئنان على الجسم

أكدت أخصائية أمراض المناعة الذاتية والحساسية في مستشفى "رويال بحرين" د.دايزي سماحة، أن التطعيم ضد فيروس كورونا (كوفيد 19) يعد إحدى طرق التعايش مع المرض، مشددة على أن التطعيم يخفف من أعراض الإصابة بالمرض، وكذلك من أعداد الوفيات جراء المرض، مشيرة إلى سهولة العودة للحياة الطبيعية بعد التعافي من الفيروس.

وحذرت د.دايزي سماحة في حوار لـ"الوطن" من المناعة العشوائية التي يتأثر بها الجسم بعد انتهاء مرحلة الإصابة من الفيروس والقضاء عليه في الجسم، لافتة إلى أن الأخير يصاب بعاصفة من الالتهابات، حيث يعيش حالة من الفوضوية وبالتالي يبدأ جهاز المناعة في الهجوم على الجسم، ومن ثم يهاجم نفسه شيئاً فشيئاً، ويكون الاستهداف لكل الأجهزة، وإن كان الجهاز التنفسي هو الهدف الأول.

وتحدثت عن التناقض في التعامل مع الفيروس داخل الجسم، في أن هناك أدوية تقلل من المناعة، حتى يعيش الإنسان، نتيجة أن المناعة القوية ربما تسبب الفوضى التي نتحدث عنها وبالتالي يضر الجسم نفسه بنفسه.

وفي رد على سؤال حول كيفية التعايش مع الفيروس، أفادت د.دايزي سماحة بأن التطعيم أحد الطرق الرئيسة للتعايش مع تلك الجائحة، لأنه بشكل واضح، التطعيم يساهم بشكل كبير في التقليل من الأعراض المصاحبة للمرض، وكذلك من نسبة الوفيات جراء الفيروس، والحد من خطورة الجائحة.

واعتبرت أن التطعيم يساهم بنحو 50% من التقليل من نسب الإصابة والوفاة، مشيرة إلى أن هناك طرق متعددة للتعامل مع المرضى بعد الشفاء من الفيروس وكل مريض على حسب حالته المرضية خلال الإصابة.

وقالت إن هناك من احتاج إلى أوكسجين وكورتيزون خاصة إذا سببت الإصابة مضاعفات بالرئة أو القلب أو الكلى أو الكبد، وبالتالي ربما تبقى ترسبات نتيجة الإصابة بالفيروس تكون موجودة في جسم الإنسان أو في العضو الذي تضرر من الفيروس، وتلك الترسبات تحتاج إلى وقت حتى تختفي تماماً من الجسم، ويأخذ المريض وقته حتى يشفى تماماً من مضاعفات الفيروس وترسباته.

وأوضحت أن حديثنا عن المرضى الذين أصيبوا بالتهابات شديدة خاصة في الرئة، أما من تعرض لإصابة بالتهابات بسيطة في الرئة فهذه الفئة تكون أوضاعهم طبيعية، وبالتالي المرضى الذين يتعرضون لالتهابات شديدة فهم في حاجة إلى ما يسمى طبياً بـ"إعادة تأهيل" حتى يتمكنوا من التنفس بطريقة طبيعية مثل السابق، وكذلك الحال في بقية أعضاء الجسم المتضررة من الفيروس.

وذكرت د.دايزي سماحة أنه بمسألة "إعادة التأهيل" نحاول أن نقي المريض مما يسمى بـ"الهبوط" الذي يمكن أن يصيبه، أو يعاني منه، لافتة إلى أن بعض المرضى ربما يعانون من "كورونا المزمن"، نتيجة ما يعانون منه، خاصة من ضعف الذاكرة، أو تعب في العضلات، أو قلة المجهود، أو آلام في المفاصل والضلوع، أو الاكتئاب، وربما تظل تلك الأعراض حتى 6 أشهر بعد التعافي من كورونا، حتى تنتهي تماماً.

وأشارت إلى أنه في تلك الحالات يقوم الطبيب المعالج بعمل الفحوصات اللازمة للمريض، حتى يمكن تشخيص الأعراض بدقة، وتجاوز تلك المرحلة والشفاء من تلك الأمراض تماماً، موضحة أن التشخيص والعلاج يتوقف على درجة الإصابة بالفيروس ومعاناته خلال تلك المرحلة الصعبة، فمثلاً، من أصيب بمضاعفات في الرئة، واحتاج إلى أوكسجين وكورتيزون، لابد من إجراء فحص للرئة بعد نحو شهر من التعافي من الفيروس، وكذلك صورة للقلب للتأكد من صحته، وعلى العكس الأمر تماماً لمن كانت إصابته بالفيروس خفيفة.

ونصحت د.دايزي سماحة بإجراء فحوصات شاملة للمتعافين من الفيروس بعد شهر من التعافي، لاسيما، فحوصات الدم والكلى والكبد والغدد والرئتين والقلب وغيرها.