اعذرني عزيزي القارئ.. فقد قررت اليوم أن أمنح لنبضي حياة، قررت أن أعلن حكايتي وأروي أقاصيص عشقي ببوح النبض وهذيان اللغة.
اعذرني عزيزي القارئ لانفلات نبضي، فلطالما كان هذا النبض الخفي هاجسي الأكبر وغرامي الأعظم، ولكني لم أعد أطيق الكتمان، وقد حان وقت انكشاف قصتي، فقد نبتت للقلب أجنحة، وأصبح يرفرف في فضاءات حلمه حيثما يشاء من دون حول مني ولا قوة.
كلنا مغرمون.. لكل منا عشيق.. كلنا نتحين الفرص لنحظى بحياة يحولها أحبتنا إلى جنة الله في أرضه، ولنا الحق كل الحق؛ فمنذ خلقنا لم نخلق فراداً.. لم نخلق في شتات، هكذا جبلنا.. وهذا ما فطرنا عليه؛ أن نكون في كنفٍ ما، وفي حدود عشقه الإقليمية وخرائطه الغرامية.
أعلن اليوم في العشق قضيتي؛ إذ قررت أن أقيم حفلاً سرياً، أتزين بكل ما أملك من حلل وحلي، أشعل شموع القلب وأشتعل حباً لا ينطفئ، ووهجاً لن يختفي يوماً؛ لأحتفي هذه الليلة بعشقي الأبدي.. وغرامي السرمدي. عشق لم ينفك يوماً عن هويتي، يرفرف بأجنحته حولي كالروح والريحان، وهكذا.. أنعم بأروع ليلة حمراء في عيد الحب العظيم.
عندما أعلن الأحمر عشقاً، وأرتدي الأبيض عروساً أزف إليه، فإن عشقي كان ومازال وسيظل ضارباً بجذوره في أعماقي، لمعشوقتي البحرين. فكم هو جميل أن أحتفي بجميلتي في أهم مراحلها التاريخية المعاصرة، في أروع نهضة غيرت مجرى حياتنا، بل منحتنا الحياة.
ولأنه يوم الحب، فإنه الفرصة السانحة ليعم الحب كل جنبات البحرين، ليطرق أبواب جميع القلوب، ويعلن بداية صفح وصفحات تآلف جديد، وليتلو آيات التلاحم بين الشعب وقيادته لمرة تلو الأخرى، بنسب متزايدة وقلوب متهافتة وأرواح طاهرة، تقدس الأرض وتقبل ثراها.
إنها المناسبة التي ننضوي فيها جميعاً تحت سماء البحرين ترفرف فيها قلوبنا أعلاماً تنشر الفرح في أرجاء المملكة، وتعلن أهازيج الاحتفال، مبشرة بقدوم غد سعيد على أرض وطن أسعد، متوحدين بلا فرقة مذاهب وطوائف أو فتن، في دحر معلن لأعداء البحرين ومن أرادوا بها شراً.
إنها البحرين.. تستحق أن نشتعل لها حباً.. وتشتعل فينا طاقة مفعمة بالولاء، وترجمة ولاء ملؤها البناء، وبناء ليس ثمة هدف له سوى بحرين أجمل بتكاتف الجميع وانسجامهم.