يضع المهتمون بمتابعة الدراما الخليجية على رأس قائمة المشاهدة الخاصة بهم كل عام النجمتين سعاد_عبدالله و حياة_الفهد، اللتين تعتبران من أبرز الأسماء في صناعة الدراما الاجتماعية في المنطقة، وجزءا من الذاكرة التلفزيونية في الخليج منذ الستينيات إلى اليوم.

وربط حضورهما - حسب تقرير نشرته العربية - المشاهد الخليجي بأعمال لا تنسى في "سبيكة ورقية" و"على الدنيا السلام" و"خالتي قماشة" وغيرها من المسلسلات قبل أن يحدث الانفصال بينهما وتتجه إحداهما لتقديم مشروعها الدرامي الخاص بها.

السندريلا والإرهاب

وحتى لا نذهب بعيداً فإن ردود الفعل الأولى حول مسلسل (كان في كل زمان) للفنانة سعاد عبدالله كانت أكثر من جيدة، لاسيما أنها تطرق باباً جديداً صار اتجاها تتحرك صوبه مجموعة من أعمال موسم رمضان الحالي وهي " الإرهاب ".

وحملت الحلقة الأولى بجزأيها قصة درامية بعنوان "تهمة الله وأكبر"، وهي من تأليف هبة مشاري حمادة وإخراج قيس شيخ نجيب، واتسمت إطلالة سعاد الأولى بأنها على مستوى القصة بعيدة عن التعقيد. وتمحور العمل حول إساءة نظرة الآخر للإسلام وقصور فهمنا لذواتنا أمام هذا الآخر الذي يستطيع أن يقلب موازين معادلة الخير والشر في لحظات، ويحاكم الإنسان بناء على هويته.

نجحت سعاد في إيصال ما تريده وإن عاب الجزأين شيء من المباشرة والتكرار، وحاولت الكاتبة شحن الحوار عاطفياً لكسب المشاهد منذ اللحظات الأولى، واتضح ذلك في السياق من خلال: "لو بأسرق.. أسرق وطنا"، " الإسلام صار تهمة يا خالة"، وتشعر في فترات وكأنك تتابع عملا توعويا أو قصة تصلح أن تكون موجهة للمشاهد الغربي.

سيدة الشاشة تبتسم

على الجانب الآخر لم تأت الحلقة الأول من مسلسل ( رمانة ) لسيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد بحجم انتظار محبيها، رغم أن أم سوزان قررت أن تخرج من شخصية المرأة المكلومة المظلومة التي تتقنها جيداً، وقررت في الموسم الحالي بمسلسل "رمانة" أن تتجه للكوميديا، إلا أن كل من تابع الحلقة الأولى شعر بنوع من الإحباط والملل مع الأحداث التي تدور في محيط أسرة فقيرة وابن يعاني البطالة، وفي جهة أخرى بدأ يتشكل صراع تقليدي بين شخص لديه شركة ويعيش حالة مترفة (حمود التاير) ويؤدي دوره أحمد الجسمي، وأحد موظفيه (باسم عبدالأمير).

وحتى لا نستبق الأحداث ونقول إننا أمام شكل نمطي لأغلب الأعمال_الخليجية في الأعوام الأخيرة (صراع الشركات)، كان يجب من رمانة وفريقها المكون من شيماء علي، ومحمود شهري، وليلى عبدالله، وهنادي الكندري، وباسم عبدالأمير وأحمد الجسمي أن تكون إطلالتهم الأولى أكثر تشويقاً حتى يتعلق المشاهد بالشخصيات ولا يشعر بأن هذا المسلسل الذي انتظره كان بالإمكان كتابة حلقته الأولى بشكل أفضل، ولم يشفع له سوى إطلالة حياة الفهد بين مشهد وآخر.

وفي الحلقة الثانية بدأت الأحداث تنفرج شيئاً فشيئاً ويرتفع النسق العام للمسلسل مقارنة بالحلقة الأولى، ولا يزال الجمهور يترقب ظهور عدد من الممثلين المشاركين في المسلسل، ويأمل المشاهدون أن يكون اتجاه سيدة الشاشة الخليجية للكوميديا قراراً سديداً.

إذا في المجمل العام، من الصعب إعطاء حكم على المسلسل كما قطعت بذلك بعض الحسابات في التواصل_الاجتماعي المهتمة بالدراما، ولكن الإطلالة الأولى لهذا الكم من الأعمال الدرامية التي تقتطع ساعات بث طويلة في المحطات العربية مهمة جداً وهي تحدد قائمة المشاهد المفضلة في الموسم الكبير.