العربية.نت

منذ تفجر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إثر الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي، أكدت إسرائيل مرارا وتكرارا أن هدفها "سحق حماس" وقتل قادتها، فضلا عن تحرير كافة الأسرى المحتجزين لدى الحركة داخل القطاع.



كما شددت على أن وقف إطلاق النار القصير لن يثنيها عن أهدافها هذه، لا سيما تصفية قادة حماس.

تتكون قيادة حماس من حوالي 15 عضوا، يتمركزون عادة في غزة والدوحة وبيروت، ويتخذون قراراتهم على أساس الإجماع، لكن استراتيجية الحرب التي تنتهجها حاليا الحركة أصبحت مقتصرة بشكل وثيق داخل غزة، وعلى يحيى السنوار تحديدا، زعيم الحركة في القطاع.

إذ تعتقد إسرائيل أن السنوار يدير العمليات العسكرية للحركة مع رئيس الذراع العسكري، محمد الضيف، وعدد قليل من كبار القادة الآخرين، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".

كما يعتقد عدد من الذين تفاوضوا على تبادل الأسرى أن السنوار صاحب القرار النهائي في هذا الملف أيضا، لافتين إلى أن تأخره في الاستجابة لتطورات هذا الملف وبعض المطالب في بعض الأحيان أحبط العملية مرات عدة في السابق.

تمديد وقف النار؟!

وسيسعى السنوار إلى استغلال احتمال إطلاق سراح المزيد من الأسرى في المستقبل من أجل إطالة أمد وقف إطلاق النار إلى ما بعد الأيام الأربعة التي بدأ سريانها أمس الجمعة، وبهدف إطلاق سراح فلسطينيين مسجونين في إسرائيل بتهم أكثر خطورة من أولئك الذين تم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، وفق عدد من المحللين.

في المقابل، تخطط إسرائيل إلى المرحلة الثانية من هجومها على قطاع غزة، الذي سيتركز في الجنوب وتحديدا في خان يونس. إذ يعتقد الجيش الإسرائيلي أن السنوار موجود الآن في شبكة أنفاق حماس في الجزء الجنوبي من غزة مع كبار القادة ومن تبقى من الأسرى، وفق إيهود يعاري المحلل الإسرائيلي المعروف، والباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

وقال يعاري: "بالنسبة لحماس، إذا توقفت المعركة قبل مهاجمة خان يونس، فإنها ستظل واقفة على أقدامها"

لذا من المتوقع أن تشن إسرائيل هجوماً كبيراً على مدينة السنوار، خان يونس، على أمل عزل الشمال عن الجنوب وإجبار حماس إما على الخروج من الأنفاق للقتال أو الاستسلام.

أكثر صعوبة

فيما رأى جيورا إيلاند، الجنرال الإسرائيلي السابق ومستشار الأمن القومي، أن القتال في الجنوب سيكون أكثر صعوبة من الشمال بسبب تكدس آلاف النازحين الفلسطينيين، ما قد يزيد الضغط الدولي على إسرائيل لوقف الحرب.

كما أضاف أن شبكة الأنفاق التابعة لحماس فضلا عن تواجد الأسرى هناك يزيدان الأمر تعقيدا.

وتمتلك حماس وفق التقديرات الإسرائيلية، حوالي ثلاثين ألف مقاتل. إلا أن مسؤولا عسكريا إسرائيليا كبيرا أفاد بأن قوات بلاده استهدفت بشكل مكثف قادة حماس خلال عملياتها الأخيرة في شمال غزة، ما أدى إلى تعطيل قدرة الحركة على توجيه المقاتلين، فضلا عن قتل ما بين ثلاثة آلاف إلى عشرة آلاف مقاتل حتى الآن.

إخراجها من الأنفاق

إلى ذلك، رأى عدد من المحللين أن حرمان حماس من الوقود والماء والغذاء قد يجبر مقاتليها على الخروج من الأنفاق.

لكن السنوار يملك ورقة الأسرى المتبقين كوسيلة ضغط للتفاوض على خروج آمن له ولزعماء آخرين مثل الضيف من غزة، أو للحصول على هدنة أخرى.

وفي السياق، أوضحت ميراف زونسزين، وهي محللة بارزة في الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية ضمن مجموعة الأزمات الدولية، أن إسرائيل قد تضطر للاختيار بين قتل كبار قادة حماس أوالتفاوض من أجل إطلاق سراح الأسرى المتبقين. وقالت: سيتعين على إسرائيل في نهاية المطاف أن تقرر وتختار ما إذا كانت ستعيد جميع الرهائن أو تتفاوض مع السنوار والضيف".

وختمت قائلة "نتنياهو يأمل حقاً في اغتيال جميع قادة حماس، لكن إسرائيل لن تتمكن في النهاية من تحقيق هدفي تدمير حماس وتحرير كل الرهائن"، وفق تعبيرها.