بيروت - بديع قرحاني

أقرت قوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب اللبناني "اليونيفيل" وجود فتحة نفق في مصنع الباطون القديم في بلدة كفر كلا ممتد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يعني أنها تعبر الخط الأزرق، وهو خط الحدود الدولية بين إسرائيل ولبنان.

وجاء في بيان أصدرته قوات "اليونيفيل" أن عناصرها وجنوداً لبنانيين قاموا بمسح مبنى معمل الباطون في الجزء الجنوبي من كفر كلا ولاحظوا وجود اسمنت سائل يتدفق من المبنى.



وبحسب "اليونيفيل" فإن هذا الإسمنت مصدره الباطون السائل الذي ضخه الجيش الإسرائيلي من خلال فتحة تم حفرها في الطرف الثاني من النفق داخل الأراضي المحتلة.

وبناء على هذه الملاحظة، يمكن لليونيفيل أن تؤكد أن معمل الباطون القديم في كفر كلا فيه فتحة على النفق الذي يعبر "الخط الأزرق"، وهو خط الحدود الدولية بين إسرائيل ولبنان.

وأضافت أنها تواصل العمل مع الأطراف ذات العلاقة لضمان تنسيق جميع النشاطات في المناطق الحساسة واحترام "الخط الأزرق" والالتزام بالقرار الأممي رقم 1701.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أبلغ قوات "اليونيفيل" عن عملية أخرى استخدم فيها متفجرات في نفق جنوب عيتا الشعب.

وقال ضابط عسكري إسرائيلي رفيع إن أنفاق "حزب الله" التي تم العثور عليها وتدميرها، لم تعد صالحة للاستخدام، مضيفاً أن الأعمال التي قام بها الجيش الإسرائيلي على مدى الأيام الثلاثة والعشرين الماضية منعت "حزب الله" من تنفيذ خطته الهجومية المتمثلة في تسلل عناصره إلى إسرائيل وعزل المنطقة الشمالية.

وأشار الضابط في سياق إيجاز للصحافيين إلى أنه تم تدمير مصنع باطون خلال عملية درع الشمال وأن الإسمنت الذي تسرب منه غطى شوارع كفر كيلا.

وأكد أن الباطون الذي ضخه الجيش الإسرائيلي عن طريق الإنفاق انسكب من فتحات في المصنع "مما يدحض ادعاءات "حزب الله" أن الحديث يدور عن مبانٍ عادية".

وأوضح الضابط الرفيع أن حكومة لبنان تتحمل المسؤولية عن الأنفاق وأن الحملة مستمرة إلى حين القضاء على مشروع الأنفاق بأكمله.

في الوقت ذاته، أكدت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، السبت، أنها تعمل بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية لاتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة انتهاك قرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي أنهى النزاع بين إسرائيل وحزب الله في 2006.

وقالت "اليونيفيل" في بيان نشرته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية "الوكالة الوطنية للإعلام"، إنه "في 26 و27 ديسمبر الجاري، وفي سياق التحقيق الجاري حول وجود أنفاق على الخط الأزرق، قامت يونيفيل مع القوات المسلحة اللبنانية بمسح مبنى لمعمل باطون قديم في الجزء الجنوبي من كفركلا، وذلك بعد أن لاحظت وجود إسمنت سائل يتدفق من المبنى داخل هذه المنشأة".

وأضافت أنه "تم ضخ السائل الذي طفا على الجانب اللبناني من قبل الجيش الإسرائيلي من خلال فتحة تم حفرها في طرف نفق، من ناحيتها كانت يونيفيل قد أكدت من قبل بشكل مستقل أنه يعبر الخط الأزرق في نفس محيط المنطقة".

وتابعت "بناء على هذه الملاحظة، يمكن ليونيفيل أن تؤكد أن معمل الباطون القديم في كفركلا فيه فتحة على النفق الذي يعبر الخط الأزرق".

وأعلنت أنه "في 26 ديسمبر الجاري، أبلغ الجيش الإسرائيلي يونيفيل عن عملية أخرى استخدم فيها متفجرات في نفق جنوب عيتا الشعب "جنوب لبنان"".

وقالت إن "هذا النفق الذي حدده الجيش الإسرائيلي لم يُبلغ عنه من قبل إلى يونيفيل، وبالتالي لم يتم التحقق من وجوده بشكل مستقل من قبل اليونيفيل".

وأضافت أنه "في 27 ديسمبر الجاري، أجرت يونيفيل تقييما لما بعد الانفجار ولاحظت وجود حفرة في المنطقة، وتعمل يونيفيل مع القوات المسلحة اللبنانية على تقييم أي ضرر ناتج عن الانفجار".

وأشارت إلى أنها "تواصل العمل مع الأطراف لضمان تنسيق جميع الأنشطة في المناطق الحساسة حسب الأصول، واحترام الخط الأزرق بالكامل من الطرفين، ومساعدة الأطراف على الوفاء بالتزاماتها تجاه وقف الأعمال العدائية بموجب القرار 1701".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن مؤخراً أنه "رصد أنفاقاً لـ"حزب الله"، اللبناني تسمح بالتسلل من لبنان إلى إسرائيل". وباشرت إسرائيل القيام بأنشطة جنوب الخط الأزرق للبحث عما يشتبه في أنها أنفاق، في عملية أطلقت عليها اسم عملية "درع الشمال".

والأسبوع الماضي، قام الجيش الإسرائيلي باستكمال تدمير أنفاق "حزب الله"، حيث اعتبر مراقبون أن الإعلان عن تدمير هذه الأنفاق مؤشر عن قرب انتهاء عملية "درع الشمال"، التي أثارت قلقاً واضحاً في ظل خشية من تطورها إلى مواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل.