بيروت - بديع قرحاني

تسارعت وتيرة الاتصالات والمشاورات في الساعات الأخيرة مما يرفع منسوب الايجابية بولادة حكومة لبنانية جديدة في الساعات المقبلة. وإذا صحت المعلومات في شأن الاتفاق الحكومي الذي تم التفاهم عليه بين كل من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر"، وزير الخارجية جبران باسيل، في باريس، واستكملاه في بيروت في الساعات الماضية فإن الحكومة ستُبصر النور خلال اليومين المقبلين، إلا إذا طرأت تطورات سلبية عبر "شياطين التفاصيل" تنسف كل الإيجابيات في اللحظات الأخيرة، على ما اعتاد عليه اللبنانيون من تجارب سابقة.

وقد أكد عضو "اللقاء التشاوري" النائب عبد الرحيم مراد أن "من يختاره رئيس الجمهورية من الأسماء التسعة التي رفعناها اليه "أعضاء اللقاء الستة زائد عثمان مجذوب، طه ناجي وحسن مراد"، يكون ممثلاً لـ "اللقاء" في الحكومة، ونحن مستمرون بهذا الموقف حتى النهاية".



واوضح ان "من يختاره رئيس الجمهورية سيُمثّل "اللقاء التشاوري" حصراً ويحضر اجتماعاته، ويصوّت داخل مجلس الوزراء بناءً على ما يقرره اللقاء، لكن في الوقت نفسه يُمكنه ان يُشارك من وقت لاخر في اجتماعات تكتل "لبنان القوي"، لافتاً الى "اننا احرار في تموضعنا السياسي داخل الحكومة، لكن هذا لا يعني اننا لن نُنسّق مع رئيس الجمهورية قبل طرح اي قضية على طاولة مجلس الوزراء". وتوقّع مراد ان "يتصاعد الدخان الابيض وتصدر مراسيم الحكومة في الساعات الثماني والاربعين المقبلة".

في حين اكد عضو كتلة التنمية والتحرير الممثلة لـ "حركة أمل"، النائب علي بزي أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري يعتبر ان الاتصالات التي حصلت تركزت على نقطتين هما كيفية تمثيل "اللقاء التشاوري" وبعض اللمسات على بعض الحقائب". ولفت بزي الى ان "اشكالية صغيرة لا يزال يتم العمل عليها وهي "أين يكون ممثل اللقاء التشاوري"".

من جهته، اعتبر عضو تكتل لبنان القوي النائب سليم عون أن "توزيع الحقائب الذي يعمل عليه راهنا لن يعرقل تشكيل الحكومة، وهذا أمر يتفق عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري معا"، لافتا إلى أن "تموضع وزير اللقاء التشاوري أصبح محلولا ومن حصة رئيس الجمهورية".

وأشار عون، في حديث إذاعي، إلى أن "الأمور في حاجة إلى ساعات حتى تتبلور الصيغة النهائية للحكومة"، معتبرا أن "لا مجال للفشل والتراجع ومن المتوقع أن يتم التأليف في اليومين المقبلين".

وفي حال شكلت الحكومة اللبنانية التي ينتظرها معظم اللبنانيين بفارغ الصبر منذ ما يقارب التسعة أشهر في ظل ضغوطات اقتصادية واجتماعية صعبة، فهناك الكثير من المساعدات والقروض الدولية والعربية التي تنتظر تشكيل الحكومة من اجل دعم الاقتصاد اللبناني، وان كان بالسياسة يمكن القول ان ""حزب الله" استطاع ان يفرض على الجميع اجندته وشروطه لتشكيل الحكومة، من ناحية تمثيل سنة 8 آذار "اللقاء التشاوري"، مما يكسر حصرية التمثيل السني بتيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، اضافة إلى منع حصول التيار الوطني الحر على 11 وزيرا وبالتالي حصوله على الثلث المعطل داخل الحكومة كون الاتفاق يقضي ان وزير اللقاء التشاوري سيكون ممثلا حصريا للقاء وان كان من حصة رئيس الجمهورية، الا ان تشكيل الحكومة اللبنانية اصبح اكثر من ضرورة على المستوى الشعبي والرسمي اللبناني اضافة إلى أن تشكيل الحكومة أصبح مطلباً عربياً ودولياً لمنع انهيار البلاد والدخول في حالة من الفوضى.