شهد المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي مساء يوم أمس الأحد الموافق 25 سبتمبر 2022م انطلاق فعاليات "أيام التراث العالمي"، وذلك بحضور الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس أمناء المركز الإقليمي والشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار والدكتورة هبة عبدالعزيز مديرة المركز، إضافة إلى تواجد عدد من السفراء والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين.

صور


وتأتي هذه الفعاليات احتفاءً بالذكرى العاشرة لتأسيس المركز الإقليمي والذكرى الخمسين لاتفاقية التراث العالمي لعام 1972م. وتستمر لمدة خمسة أيام متواصلة حتى 29 من الشهر الجاري.


وبهذه المناسبة قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "في الذكرى العاشرة على تأسيس المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، نواصل السعي وراء حلمنا بأن يكون التراث الثقافي بوصلة لأوطاننا نحو النماء والتطوّر"، مؤكدة أن المركز حقق منجزات قيّمة بفضل الدعم الكريم من الداعم الأول للعمل الثقافي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم، والتوجيهات والرؤية الحكيمة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الوزراء.

صور


وأكدت أهمية الشراكة الاستراتيجية بين المركز ومنظمة اليونيسكو والهيئات الاستشارية لاتفاقية التراث العالمي في حفظ وصون مواقع التراث العالمي العربية، معربة عن تطلعها لأن تكون السنوات العشر القادمة غنية ومثمرة بمنجزات تليق بالكنوز الثقافية والطبيعية للوطن العربي.

صور


من جهتها قالت الدكتورة هبة عبد العزيز إن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي احتفى بذكرى تأسيسه العاشرة عبر إطلاق عدد من المبادرات التي تقرّب التراث العالمي من المجتمعات العربية ومن الشباب على وجه الخصوص منها مبادرة شباب عربي من أجل التراث، منوّهة بأهمية هذا التراث في تعزيز الهوية المحلية ومبادرة رحلة التي نهدف إلى دفع عجلة التنمية المستدامة والارتقاء بالاقتصاديات المحلية من خلال السياحة الثقافية. وأشارت إلى أن أيام التراث العالمي تقدّم للجمهور في مملكة البحرين فرصة التفاعل مع العديد من المواضيع التي تتعلق بالتراث العالمي في قالب جديد وقريب من مختلف الفئات.

صور


وفي كلمة مسجلة بمناسبة الذكرى الخمسين لاتفاقية التراث العالمي توجه كل من نائب مدير عام منظمة اليونكسو إرنستو أتونيه ومدير مركز التراث العالمي لازار إليندوا أسومو بكلمة أشادا فيها بدور المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الفعال والمكمل لدور اليونسكو في تسهيل تنفيذ اتفاقية التراث العالمي في الدول العربية من خلال جهود حفظ وصون التراث وبناء القدرات وتقديم الخبرات في مجال الإدارة ومشاريعه التي ساعدت مواقع تراثية عديدة معرضة للخطر في المنطقة العربية.

صور


وخلال اليوم الأول تم افتتاح معرض "أيام التراث العالمي" في مقر المركز، وهو معرض يأخذ زوّاره في رحلة لاستكشاف دور اتفاقية التراث العالمي لعام 1972م في حفظ وصون على أكثر من 1000 موقع حول العالم من ضمنها 88 موقعاً في الوطن العربي تتنوع ما بين مواقع طبيعية، ثقافية ومختلطة. من بعد ذلك تم تدشين آخر إصدارات المركز، كتاب "مواقع التراث العالمي في مملكة البحرين". وتضمن يوم الافتتاح ذلك محاضرة الرحالة والمغامر الكفيف، عمّار لطيف، والتي خلالها تطرق إلى رحلته في تحويل خسارته الكبيرة في حاسة بصره إلى واحدة من أكثر القصص إلهاماً في العالم حيث اكتشف طرق جديدة يرى العالم ويتفاعل مع التراث.

صور


وضمن مبادرة المركز التي أطلقها في أوائل عقده الثاني، #شباب_عربي_من_أجل_التراث، تم الإعلان عن نتائج مسابقة حكاية أثــــــر - والتي من خلالها تقدم الشباب من أنحاء المنطقة العربية بأفلام قصيرة تعبر عن علاقات إنسانية مع مواقع التراث التي يعيشون في نطاقها. واستقبلت المسابقة 217 مشاركة من 16 دولة عربية، وصلت 127 منها إلى التصفيات، وتم إنتاج 28 فيلماً فاز منها 6 أفلام وهي: فيلم "قنطرة" الذي أنتجته منار علوان حول موقع مدائن صالح من المملكة العربية السعودية، فيلم "كعكة وسكّر" حول موقع مدينة شبام القديمة وسورها في اليمن وأنتجه فريق برولنز، فيلم "ليبيا: غدامس" لمنتجه ياسين الكيلاني حول موقع مدينة غدامس القديمة وفيلم "بيت الطير" لمصطفى البدن حول موقع "بلد الزيتون والكرمة-منظر ثقافي في جنوب القدس، بتّير، بدولة فلسطين". كذلك فاز فيلم "صنعاء القديمة" لفريق ديوان من اليمن وفيلم "بروطة" لهاجر الجزيري حول موقع القيروان بتونس.

صور


هذا وتستمر فعاليات "أيام التراث العالمي" حتى يوم 29 سبتمبر وتتضمن العديد من الفعاليات والمسابقات، ورش العمل والمحاضرات وجولات. ويمكن الحصول على المزيد من المعلومات والتسجيل في الفعاليات من خلال الموقع الإلكتروني للمركز الإقليمي www.arcwh.org أو من خلال صفحات التواصل الاجتماعي للمركز على@ARCWH .

يذكر أن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي قد تأسّس عام 2012م بناء على اتفاقية ما بين حكومة مملكة البحرين ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) كمركز من الفئة الثانية تابع للمنظمة، وهو الوحيد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لينطلق من بعدها بمشوار من العمل المستمر من أجل مساعدة الدول العربية في تنفيذ اتفاقية التراث العالمي والمساهمة في حفظ وصون مواقع التراث العالمي في الوطن العربي.