بمناسبة الاحتفال بأعياد مملكة البحرين الوطنية، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783، وذكرى انضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه لمقاليد الحكم ؛ صدر للكاتب والإعلامي جمال العسيري والباحث والمؤرخ راشد الجاسم رواية "الشيخ الفاتح"، وهي رواية تاريخية تتناول الأحداث التي أسهمت في تأسيس الدولة الخليفة، والمنطلقات التي بنيت عليها، والصراعات والقوى التي تعامل معها المؤسسون، ودور الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة "الفاتح" على مدى عشرين عامًا منذ تأسيس الدولة وحتى فتح جزر البحرين (1762-1783م).

وأوضح الكاتب والإعلامي جمال العسيري بأن " آل خليفة" قد تعاملوا مع مجموعة كبيرة من الصراعات والقوى والاحداث التي كانت تعصف بالمنطقة آن ذاك، فالخليج لم يكن حينذاك منطقة هادئة كما يعتقد البعض، والرواية تستعرض تلك الاحداث وتضعها في سياقها التاريخي وتبين السياسات التي اتبعها المؤسسون للتعامل معها سواء كانت دبلوماسية أو عسكرية. حتى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس الشيخ أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783.



وأضاف قائلا: " سعينا من خلال هذه الرواية أن نبتعد عن دور المؤرخ التقليدي الذي يتبع الأحداث وتواريخها وأثرها في الجوانب المختلفة، أو تلك الدراسات التي تضع الأسئلة ومشاكل البحث ونطاقات القصور، ومن ثم تضع التحليلات بالأدوات العلمية الصارمة والجافة وتختتمها

بالاستنتاجات، فهذه الرواية بمثابة لوحة فنية للمفاصل والأحداث، تمزج بين الوقائع التاريخية والخيال الذي يضفي الطابع الدرامي، فيحول ذلك المشهد التاريخي من صورة ثابتة إلى فيلم روائي. فإذا كنا نعني بالصورة الثابتة تلك الأحداث التاريخية المذكورة في المراجع والمصادر، فإننا نسعى إلى بث الحياة في هذه الصورة من خلال تخيل نوع الحوارات والمراسلات وطبيعة نسيج هذه العلاقات بين أبطال الرواية. وهذا الأمر لا يجعل هذا الخيال الروائي يقفز قفزات بعيدة عن الوقائع التاريخية، بل سعينا دائمًا أن نوازن بينهما، كي لا تتحول هذه الرواية إلى نص متجرد من الواقع".

ومن جانبه قال الباحث والمؤرخ راشد الجاسم بأن الرواية اعتمدت اعتمادا كليا على الاحداث والوقائع الموثقة في كتب التاريخ المعتبرة والوثائق الأجنبية التي رصدت تلك الأحداث والمرويات التاريخية وشهادات الشهود وكتب الرحالة الأجانب الذين وصفوا المنطقة وصفا دقيقا خلال الفترة التي تناولتها روايتنا.

وأضاف قائلا: "هذه الرواية صاغها شخصان أحدهما كاتب وإعلامي متخصص في الشأن السياسي والآخر باحث ومؤرخ، وحاول كل واحد منهما أن يحقق التوازن المنشود بين الرواية التاريخية والتاريخي الموضوعي، فارتبطت الرواية بهوامش مرجعية لمصدر يقيد الخيال، ولكن لا يمنعه من المرونة والإبداع في إضفاء الحياة على الحدث التاريخي. وتعمد الباحثان أن يستخدما اللهجة الدارجة في النطاق الجغرافي والزماني، فلا يمكن اختيار اللغة أو اللهجة في سياق لا يتسق مع هذين البعدين".