تواصل المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية مسيرتها في تحقيق الإنجازات الإنسانية داخل وخارج المملكة، إذ شهدت المؤسسة منذ تأسيسها في عام 2001م تطورًا ملحوظًا ومستمرا لمشاريعها على كافة الأصعدة، بفضل الرؤية الإنسانية المتقدمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفه ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، الرئيس الفخري للمؤسسة، والدعم الكريم من الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، والمتابعة الحثيثة والقيادة الطموحة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب.

وعلى مدى أكثر من 20 عامًا كان جلالة الملك المعظم الداعم الأول لجميع ما تقدمه المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية من مشاريع نوعية وتنموية رائدة، وصولا إلى العام 2022، والذي شهد بحسب التقرير السنوي الصادر عن المؤسسة توسعا في المشاريع التنموية والاستثمارية والعلمية التي نفذتها، والتي أسهمت في رفع مكانة مملكة البحرين على خريطة العمل الإنساني، وما تحظى به من تقدير واحترام من المجتمع الدولي والمنظمات العالمية.

واستعرض التقرير السنوي للمؤسسة للعام 2022، الاستثمارات والمشاريع التنموية التي تقوم بإدارتها بهدف تحقيق أهدافها وغاياتها في استدامة العمل الإنساني، من خلال محفظتها الاستثمارية ومن أهمها، المشروعات الاستثمارية العقارية كمشروع أبراج الخير، ومشروع فلل الجسرة، وبناية الحد، إضافة إلى المشروعات التنموية التي تستهدف النهوض بمهارات الشباب ودعم مشروعات الأسر المنتجة ومتناهية الصغر، والمشروعات الهادفة لدعم قطاع التعليم، كمركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني، وبنك الأسرة، ومشروع روضة أم ناصر النموذجية.



كما يعد مشروع "نِتاج خير البحرين" الذي تفضلت سمو الشيخة والدة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشئون الشباب، بافتتاحه في منطقة الرفاع، واحداً من أهم المشاريع التنموية المنبثقة من المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، حيث يحتوي المبنى على العديد من المرافق منها (مطبخ إنتاجي، مشغل خياطة، صف التجميل، قاعة محاضرات)، ويهدف المشروع إلى تنمية قدرات المنتسبين لتحقيق الاكتفاء الذاتي لهم.

أما على صعيد البرامج ومشاريع الشراكة المجتمعية، فقد نجحت المؤسسة في تعزيز المحفظة المالية لدعم مشروعاتها المستهدفة عبر الحصول على تبرعات عينية بقيمة إجمالية بلغت أكثر من 61,000 دينار بحريني، واستلام الجوائز السنوية غير المستلمة من وزارة التجارة والصناعة والسياحة، وتوقيع اتفاقية تعاون مع "اللولو هايبر ماركت" لجمع التبرعات من عملاء اللولو خلال شهر رمضان المبارك، وإطلاق مشروع "إحسان" للتبرع المستهدف على الموقع الإلكتروني للمؤسسة، حيث يسمح المشروع للمتبرّع باختيار الحالة التي يودّ التبرّع لها بشكل مباشر، وذلك بتوضيح تفاصيل كل حالة مع ذكر المبلغ المطلوب لها.

واستطاعت المؤسسة من خلال مشروعاتها في هذا المجال تلبية احتياجات 24 أسرة خلال العام 2022، إلى جانب تنفيذ مشروع "دينار اليتيم" باستخدام استمارات الاستقطاع عن طريق منصة "بنفت"، وتنفيذ مشروع "السلة الرمضانية" مع عدد من الجهات، والتعاون مع عدد من الشركات والمراكز التجارية والمستشفيات الخاصة التي كفلت العديد من أعمال الخير.

ويحتل دعم المستفيدين من الأيتام والأرامل وتنمية قدراتهم وتقديم المساعدات لجميع فئات المجتمع أولوية في عمل المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، إذ بلغ عدد الأيتام والأرامل الذين تكفلهم المؤسسة بنهاية العام 2022 (10207 يتيمًا وأرملة)، منهم: (6119 أرملة) و(4088 يتيمًا)، كما تم استلام ودراسة (1069 طلبًا) لكفالة الأرامل والأيتام، وتجديد بيانات (1567 أسرة)، وتم تجديد البيانات الدراسية لعدد (3829) طالبًا وطالبة.

كما أوضحت المؤسسة العدد وأنواع المساعدات الإنسانية التي استلمتها خلال 2022م، وهي 5636 طلبًا لمختلف أنواع المساعدات، منها : 946 مساعدة علاج، 3439 مساعدة معيشية، 20 مساعدة دراسية، 38 مساعدة حريق، تقديم 32 مضخات أنسولين، 1161 مساعدة زواج، إضافة إلى الصرف المالي لعدد 4658 طلبًا للمساعدات الإنسانية منها: 699 مساعدة علاج، 2183 مساعدة معيشية، 13 مساعدة دراسية، 47 مساعدة حريق، 19 مضخات أنسولين، و 1474مساعدات زواج، و223 مساعدات للمتضررين من الأمطار.

وبلغ عدد المستفيدين من مشروع (الفارس) لمضخات الأنسولين حتى نهاية العام 2022م، (152 مستفيدًا ومستفيدة) بتكلفة إجمالية قدرها 450,006 دينار من ضمن دعم الشركات والأفراد لهذا المشروع، كما تم تنظيم حفل الزواج الجماعي العاشر في 14 فبراير 2022 لزواج 1000 شاب وشابة، وتنفيذ مشروع السلة الرمضانية بالتعاون مع شركة البحرين لمطاحن الدقيق (المطاحن)، حيث تم توزيع 8000 سلة رمضانية على الأسر المكفولة من قبل المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، كما ساهمت 60 جمعية خيرية في التوزيع على المستفيدين، إلى جانب توزيع 42 كوبونا لكسوة عيد الفطر، كتبرع من مشروع حملة ( الخير متواصل) ​ لشهر رمضان 1442 هجرية، وتوزيع 100 سرير جديد على أسر الأرامل والأيتام كتبرع من شركة جيبك، وتوزيع ملابس عيد الفطر على الأطفال الأيتام المتبرع بها من شركة أرمادا.

وحرصت المؤسسة كذلك على تقديم الدعم اللازم للعملية التعليمية، من خلال تكريم 736 طالبًا وطالبة من الحاصلين على نسبة 95% فما فوق، في حفل تكريم الطلبة المتفوقين الثامن عشر الذي أقامته المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية تحت رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، وانضمام 16 جهة لبطاقة (إشراقات) الخاصة بتقديم خدمات التخفيض للجوانب الصحية والسلع والترويجية وغيرها، إضافة إلى توزيع أجهزة كمبيوتر لعدد 21 طالبًا مكفولًا لدى المؤسسة من طلبة البعثات الدراسية،​ بتبرع من الشركة الوطنية القابضة للنفط والغاز. ​

وبلغ عدد المستفيدين من البعثات الدراسية التي تدعمها المؤسسة منذ العام 2004 إلى العام الدراسي 2022 (1179 طالبًا وطالبة)، كما بلغ عدد الطلبة الدارسين حاليًا من الحاصلين على البعثات الدراسية (227 طالبًا وطالبة) ، وبلغ عدد الطلبة الخريجين الذين استفادوا من البعثات والمنح الدراسية (687 طالبًا وطالبة)، وبلغ عدد الطلبة المستفيدين من (المقاعد المجانية والمُخفضة) والممنوحة من الجامعات الخاصة (372 طالبًا وطالبة)، أما عدد الطلبة المستفيدين من المقاعد الدراسية المجانية في المدارس الخاصة من العام 2007 وحتى العام 2022 فقد بلغ (238 طالبًا وطالبة)، كما بلغ عدد المنتظمين حاليًا في المدارس الخاصة والذين لم يتخرجوا بعد (47 طالبًا وطالبة)، وبلغ عدد الطلبة المستفيدين من رياض الأطفال من العام 2011 إلى العام 2022 (318 طالبًا وطالبة)، ضمن مشروع تبرعات دعم الرعاية التعليمية والمقاعد المجانية من رياض الأطفال.

وساهمت المؤسسة الملكية كذلك في مساعدة المتضررين من موسم المطار، حيث تم تشكيل فريق عمل خاص للمتضررين من الأمطار التي هطلت على مملكة البحرين، وقام فريق العمل بزيارات ميدانية لمجموعة من البيوت المتضررة واستلام ودراسة 880 طلب دراسة وافية وفق معايير دقيقة خاصة بمدى التضرر، إضافة إلى استحقاق الصرف ل 222 أسرة .

كما تتنوع المشاركات والبرامج التنموية التي تقدمها المؤسسة، والتي حظيت بمشاركة ما بين 500 إلى 1800 مشارك، كتنظيم مسابقة مبادرات إنسانية: لتحفيز المجتمع على المساهمة بأفكار إبداعية ومُلهمة في عمل الخير، وتنظيم برنامج الإرشاد الأسري تحت شعار (أمان) للأسر المكفولة، وتنظيم برامج الإرشاد الأسري ، وغيرها من الندوات والمؤتمرات والمشاركات الخارجية التي تنقل تجربة المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية في تحقيق الرعاية الاجتماعية للمستفيدين من خدماتها.

وتم كذلك تنفيذ 356 برنامجا ونشاطا ( 61 فعالية عن بعد عبر منصة زووم، و 295 فعالية ميدانية ، وقد تنوعت الفعاليات والبرامج بين 67 فعالية ترفيهية، 186 برنامج تعليمي، 65 برنامج تدريبي، 38 فعالية رياضية) استفاد منها 3948 يتيم وأرملة بمختلف الفئات العمرية من البرامج والأنشطة ( 1732 أرملة و2216 يتيم)، إضافة إلى تأسيس أكاديمية الشطرنج، وتدريب 30 يتيما وإعدادهم للمشاركة في المسابقات المحلية والدولية، والتعاون مع جامعة الخليج العربي ومستشفى الملك حمد بالحملات التوعوية الصحية لدعم مشروع الفارس لتوفير مضخات الأنسولين، والتعاون مع المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي بتوفير مختلف أنواع النباتات للمؤسسة ومنتسبيها، والتعاون مع شركة اس تي سي في مبادرة توزيع 900 شتلة على أسر المؤسسة وموظفيها، وغيرها الكثير، فجميع الفعاليات بتراوح عدد المشاركين فيها بين 500 إلى 2000 مشارك.

وعلى صعيد التطوير والتدريب، قامت المؤسسة بإعداد استراتيجية للأعوام 2022-2026 بالتعاون معهد الإدارة العامة BiPA، كما تم تنفيذ 5 ورش عمل تدريبية على منهجيات إعداد الاستراتيجية المؤسسية بالتعاون مع معهد الإدارة العامة BiPA، وفي مجال الحوكمة وتقنية المعلومات تم ربط نظام الكفالات الخاص بالمؤسسة مع البوابة الحكومية (IGA) لتقديم الطلبات من خلال موقع البوابة الحكومية الإلكترونية، وربط نظام الكفالات بوزارة التربية والتعليم لتسهيل الاستعلام عن حالة الطلاب الدراسية والتعرف على النتائج والمرحلة الدراسية، وتدشين نظام المساعدات الإنسانية الجديد ضمن منظومة "عطاء" حيث تم نقل جميع البيانات القديمة، وتم تحسين من سرعة الأداء واتخاذ القرارات والربط مع نظام الرعاية الأسرية تحت منظومة موحدة يسهل الوصول إلى المعلومات المطلوبة، وربط نظام المساعدات الإنسانية ضمن خدمة مساعدة الزواج بالبوابة الحكومية مما سرع عملية الإنجاز وتحديد المستفيد بشكل أدق.

وأطلقت المؤسسة نظاما رقميا للمراسلات والبريد الداخلي (إي-زاجل) حيث يسهل عملية تتبع الرسائل والإنجاز وسهولة الوصول وإصدار القرارات و التعاميم، كما تم تثبيت نظام مراقبة الثغرات في الشبكة الداخلية والهجمات السيبرانية الخارجية، وتقديم المحاضرات التوعوية بما يخص الأمن السيبراني والاستخدام الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، حيث بلغ عدد المستفيدين 550 شخصا.

واتبعت المؤسسة في تنفيذ مهامها أفضل الممارسات الإدارية وفق أعلى معايير الجودة ووفق أحدث الأنظمة الإدارية العالمية، مما ساهم في رفع كفاءتها في القيام بالمهام المناطة بها ، وهذه الرؤية مكنتها من نيل التكريم في المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي THE WORLD CIO 200 SUMMIT لمساهمتها في تطوير نظام المراسلات الإلكتروني (إي-زاجل) الذي تم تصميمه وتنفيذه من فنيين في إدارة تقنية المعلومات بالمؤسسة، وفوزها بجائزة الأمير محمد بن فهد لأفضل أداء خيري في الوطن العربي في دورتها الثانية والتي نظمتها المنظمة العربية للتنمية الإدارية بجامعة الدول العربية تحت شعار "نحو مستقبل أفضل للعمل الخيري المؤسسي في الوطن العربي"، إضافة إلى تكريم مدير إدارة تقنية المعلومات بالمؤسسة ضمن فئة مديري تقنية المعلومات المتميـزين الذين قادوا مشاريع التحول الرقمي، لإسهاماته في تطوير نظام المراسلات الإلكتروني (إي-زاجل) الذي تم تصميمه وتنفيذه من قبل الفنيين في إدارة تقنية المعلومات بالمؤسسة، والذي يأتي في إطار سعي المؤسسة الدؤوب للتحول الرقمي وأتمتة العمليات والأنظمة الإدارية فيها.

وتحتل المشاريع والمساعدات الخارجية اهتمام المؤسسة الكبير حيث تم مراجعة التصاميم المعمارية لمركز مملكة البحرين لأبحاث وعلوم النباتات بجامعة الخرطوم بجمهورية السودان، وتم إرسال أربع شحنات إغاثية لمساعدة المتضررين من الزلازل في أفغانستان و القيام بزيارة ميدانية لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لمساعدة المتضررين من الزلازل ، وتوقيع اتفاقية تعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة مليون دولار أمريكي لمساعدة الشعب الأفغاني، وتوقيع اتفاقية تعاون مع الجيش الباكستاني لمساعدة المتضررين من الفيضانات في باكستان، إضافة إلى أكثر من 15 عشر برنامجا إعلاميا تم إنجازه خلال العام الماضي.

إن الإنجازات التي تحققها المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، هي نتاج رؤية إنسانية شاملة يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وحصيلة جهد متواصل يتسم بالإخلاص والمهنية، ويعكس صورة مملكة البحرين الحضارية ومساعيها النبيلة ودورها الرائد على المستويين الإقليمي والعالمي في مد يد العون والمساعدة لكل محتاج أينما كان، تأكيدا على قيمها الإنسانية الأصيلة المستمدة من قيم ديننا الإسلامي الحنيف.