لم أستطع تمالك نفسي خلال الأيام الماضية التي عقدت فيها القمة العربية الـ33 في مملكة البحرين، وأنا أستمع لكل هذا المديح، والحديث الكبير عن التميز الذي جرى في القمة وعلى كافة الأصعدة، وكانت الابتسامة التي تعلو محياي واضحة وجلية، والحال نفسه لكل من كان في القمة.
المديح من السياسيين، والقادة، والإعلاميين، وما خرجت به القمة من مبادرات بحرينية خالصة، أكدت أننا نحظى بمملكة البحرين بقائد فذ، حكيم، ودبلوماسي، ولديه نظرة ثاقبة لا يختلف الجميع عليها بتاتاً، وشعب مضياف ومنظم ومرتب ومثقف وواعٍ، وأفكار خلاقة، كفيلة بحل كافة الأزمات العربية.
وهذا ليس كلامي فقط، بل كلام كل من كان حاضراً في البحرين، أو متابعاً من الخارج لمجريات القمة في المملكة، بدءاً من القادة، مروراً بكافة السياسيين والإعلاميين، ووصولاً لأصغر العاملين في القمة العربية من الخارج.
الانبهار بدأ منذ اللحظة الأولى، فالجولات المكوكية التي قام بها سعادة وزير الخارجية الدكتور عبد اللطيف الزياني آتت أكلها.. العرب جاؤوا متفقين تقريباً على كل شيء، ولديهم رؤية واضحة تتفق ورؤية مملكة البحرين بكل القضايا التي طرحتها القمة.
والحضور الأكبر منذ عدة سنوات على مستوى القادة العرب بشهادة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كان معجزة، تحدث عنها الأمين العام بانبهار، ولمدة تجاوزت الخمس دقائق خلال المؤتمر الصحافي بعد القمة.. وكان كل حديثه حينها عن أن الحضور ونجاح القمة بفضل مكانة مملكة البحرين لدى العرب، وعلاقاتها الدبلوماسية الرصينة.
ولم نتوقف عند هذا الحد، بل جاءت القمة بمبادرات جديدة من لدن جلالة الملك المعظم، الذي لامس فعلياً ما تحتاجه الشعوب العربية لتنهض مما هي فيه، التعليم يجب أن يستمر حتى لمن تضرروا بمناطق النزاع، فهو الكفيل بمنع استمرار الأزمات للأجيال القادمة، والصحة للحفاظ على الإنسان وكرامته وكيانه.
والتعاون في مجالات التقنيات المالية، تعني المزيد من التطور للعالم العربي في الحاضر والمستقبل، وترتبط به كل مفاصل الاقتصاد الأخرى الجديدة في العالم أجمع.
البحرين وكما تحدث الجميع، أبهرتهم مجدداً.. غيرت طريقة العمل العربي، وأصبحت كل دولة مسؤولة عن الإشراف على تنفيذ كل ما تقدمه من مقترحات، لضمان تحققها بالصورة المطلوبة.
وبدلاً من الاستمرار بالطرق التقليدية لحل القضية الفلسطينية والوصول لحل الدولتين الذي ينادي به العرب منذ 22عاماً، اقترحت البحرين أسلوباً مغايراً.. سنصل لكل دولة عن طريق وزراء الخارجية العرب، ونحثها على الاعتراف بفلسطين، وحينها ستكون المبادرة العربية قد تحققت على أرض الواقع.
وحتى المبادرات الأخرى، لم تكن حبراً على ورق، بل بدأ تنفيذها حتى قبل إقرارها، وتم التواصل مع الجهات الدولية في اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية، لتنفيذ مبادرات التعليم والصحة وغيرها، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير جداً.
الإبهار البحريني لم يتوقف، وكان حتى على مستوى الحضور الإعلامي، وتنفيذ أفضل مركز إعلامي للقمة بشهادة جميع الحاضرين، وربما لا أبالغ حينما أقول بأن قمة البحرين هي الأفضل على الإطلاق.
لن تتسع سطوري البسيطة في وصف ما عشته، ولكن ربما أختصرها بكوني فخورة بكل ما حدث، ومتفائلة بواقع أفضل وقريب جداً.. جلالة الملك المعظم، وشعبه، رفعوا اسم البحرين عالياً، ويقودون الآن العرب نحو الأفضل، ويقودون التغيير المنشود.