مشيدا بدورها الإقليمي كشريك للأمم المتحدة..

أشاد السيد تشابا كوروشي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والسبعين، بدور مملكة البحرين كأحد الأعضاء الفاعلين في الجمعية العامة، منوها بما حققه نهجها الدبلوماسي وتوجهها من أثر ملموس.



وفي لقاء خاص مع وكالة أنباء البحرين(بنا) وتلفزيون البحرين خلال زيارته إلى مملكة البحرين، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إن مملكة البحرين تمتلك استراتيجية مدروسة للمستقبل، مشيرا إلى أنه لمس خلال لقائه مع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه ما يحمله جلالته من رؤية للمستقبل.

وأضاف أنه من المطمئن أن نرى في أوقات الحرب والأزمات المالية والتحديات المناخية أن هناك قادة يأخذون على عاتقهم تحمل المسؤولية.

وفي حديثه عن زيارته إلى مملكة البحرين، وهي الأولى إلى الشرق الأوسط، قال السيد كوروشي إنها تهدف إلى بناء التحالفات والتعاون مع مملكة البحرين، مؤكدا أهمية مثل هذا المسعى في وقت يشهد فيه العالم أصعب أزماته منذ 70 عاما.

وأضاف أن لقاءاته مع جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه وعدد من كبار المسؤولين تناولت سبل التنسيق وتقديم الدعم وتحقيق التقدم في التحول المستدام والاستعداد لأية تحديات مقبلة.

وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إن من أهداف زيارته هي أن يرى بنفسه ما توثقه الكتب والتقارير عن التعايش في مملكة البحرين بين جميع مكونات المجتمع، موضحا أنه اطلع على أمثلة جميلة، معربا عن أمله في أن يتمكن المزيد من قادة العالم من الاطلاع على النموذج البحريني في هذا الجانب.

وأكد أن مملكة البحرين شريك مهم للغاية للأمم المتحدة، حيث تعتبر المملكة مركزا إقليميا للأمم المتحدة تضم 20 جهازا أمميا تقدم خدماتها للمنطقة.

ووصف مملكة البحرين التي حصلت على عضوية مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان في فترات سابقة، بأنها بلد كريم في دعم الجهود الإنسانية وتقديم المساعدات، مؤكدا على ما تحرص عليه مملكة البحرين من التنسيق مع الأمم المتحدة في جميع الأنشطة الإنسانية التي تقوم بها في الخارج.

واستذكر السيد كوروشي فترة عمله نائبا لرئيس المحادثات التي نتج عنها صياغة أهداف التنمية المستدامة، قائلا إنه على الرغم مما شعر به من أمل حين جمع نتائج المحادثات التي أثمرت عن 17 هدفا فيما يمكن أن تفعله هذه الأهداف للبشرية ولمستقبلها، إلا أنه كان يتساءل عن كيفية تعامل مختلف الدول معها.

وأعرب السيد كوروشي عن تقديره للتقدم الذي أحرزته مملكة البحرين في هذا المجال، مؤكدا أنها من أوائل الدول التي شكلت وزارة للتنمية المستدامة، كما بذلت جهدا ملموسا في صياغة السياسات وتخصيص الميزانيات لتفعيلها من أجل المضي قدما في التحول المستدام.

وأوضح أن أهداف التنمية المستدامة هي رؤية عالمية وليست محلية، وليس من الممكن أن يحقق طرف واحد لوحده هذه الرؤية بأكملها ولذا لا بد من تحويلها إلى واقع وطني، لافتا في هذا الصدد إلى أن البحرين قامت بتفعيل هذا الجانب حيث واءمت الأهداف مع واقعها وحسب احتياجاتها وأولوياتها وتقاليدها وبنيتها الاجتماعية ومن ثم صاغت آلية لتحويل الأهداف إلى برنامج تنموي وطني، وقد قامت مملكة البحرين بدمج أهداف التنمية المستدامة في برنامج الحكومة وقرنت جهود تحقيقها برؤية البحرين الاقتصادية 2030.

وأعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أمله في أن تشارك مملكة البحرين تجربتها مع غيرها من الدول، قائلا إن التغيير حاصل لا محالة فلذا يجب المبادرة بالأخذ بزمام الأمور واستثماره بالشكل الأمثل.

ونوه السيد كوروشي بجائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وجائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة، مشيرا إلى أنه ناقش أهمية الجائزتين في لقائه مع جلالة الملك المعظم والدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، حيث أكد دعمه لتحويلها إلى جوائز عالمية تحت مظلة الأمم المتحدة.

وشدد السيد كوروشي على أهمية دعم الشباب وتمكين المرأة في جميع المجتمعات، فلا يمكن التخلي عن نصف المجتمع.

وأشاد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتقدم الذي حققته المرأة في مملكة البحرين، مما انعكس في تقارير مؤشر التنمية البشرية، ولفت إلى أن اجتماعاته في اليوم الثاني لزيارته في مملكة البحرين كانت مع ثلاث نساء قياديات وهن وزيرة التنمية المستدامة والأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة والمدير العام لأكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية.

وقال في هذا السياق إنه على صعيد البنية الاجتماعية يمكن القول إن تعليم الفتيات والنساء في مملكة البحرين متساو مع تعليم الرجال، وإن عدد الموظفات يتجاوز عدد الموظفين في القطاع الحكومي، معتبرا أنه على مستوى التشريعات والقوانين فقد تم إنجاز ما يجب القيام به والآن تتواصل خطى التنفيذ العملي.

وأشاد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بما قدمته الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة خلال فترة شغلها منصب الرئيس الواحد والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد كانت ثالث امرأة من بين أربع نساء شغلن هذا الموقع.

وأوضح في هذا الجانب إن النساء أثبتن القدرة على التعامل مع ملفات الأزمات بأسلوب أكثر تعاطفا، وقد أظهرن حساسية مؤثرة أدت إلى إيجاد حلول لأوضاع معقدة.

وعلق السيد كوروشي على أهمية اجتماع مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي استضافته البحرين في مارس الماضي قائلا، إن مخرجاته ستنعكس في صيغة قرارات تصدر عن الجمعية العامة، وأعرب عن امتنانه لمبادرة جلالة الملك المعظم وعرضه دعم إنشاء مؤسسة لدعم أعمال المجلس.

وأشار السيد كوروشي إلى ما يشكله المجلس من تجمع للخبرات القيمة والمخضرمة، حيث تتيح الخدمة في الجمعية العامة تجربة لا تتوفر في أي هيئة أخرى في الأمم المتحدة.

وفي حديثه عن الفرص والتحديات خلال فترة رئاسته، قال السيد كوروشي إن هناك العديد من الأهداف والاتفاقيات لكن يجب القيام بالمزيد من الجهود لتفعيلها، وأكد أهمية تضامن الجهود والاستدامة والعمل من أجل إيجاد الحلول، وهي عناصر يتضمنها شعار فترة رئاسته.

وقال إن الاختلافات وعدم المساواة تتزايد في العالم وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حالة من الاستقطاب وعدم العدالة، مستعرضا أمثلة قائمة مثل عدم قدرة حصول مليار شخص على الطعام الكافي، وفرار 200 مليون من مناطق النزاعات، وعدم تمكن ملياري شخص من الحصول على مياه صالحة للشرب في حياتهم اليومية، ووجود عدد كبير من الأطفال ممن لا يكملون تعليمهم المدرسي، ووفاة كثير من الأطفال قبل سن الخامسة، داعيا إلى أهمية التغيير واتخاذ الجهود لمعالجة هذه الأوضاع.

كما تناول رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة التحديات البيئية التي قد تؤثر على الحياة على كوكب الأرض مستقبلا، مشددا على أهمية التحول المستدام في إطار أهداف التنمية المستدامة للتوصل إلى الحلول اللازمة، وأكد على دور العلم في التعامل مع هذه التحديات مع إيجاد أرضية سياسية مشتركة لتمكينه من صنع التغيير.

وأوضح السيد كوروشي أن ما يدعو إليه يتجاوز فترة رئاسته، إلا أنه أشاد بجهود الدول التي تقوم ببذل الجهود وتحمل المسؤولية لمعالجة هذه القضايا، ومنها مملكة البحرين، معربا عن تقديره وامتنانه لمساعيهم من أجل البشرية.