حوراء مرهون


في هذه الحلقة من سلسلة "شغف" تمتطي عدسة "الوطن" جناح الحمام الزاجل، لتحلق في حكاية "هارون تيم"، الفريق المكون من خمسة شباب بحرينيين احترفوا سباق الحمام الزاجل.

يقضي "هارون تيم" أيامه برفقة طير كله وفاء لصاحبه، لا تغريه رياح الحرية ولا السماء الممتدة للغياب، كلما أطلق للسماء عاد مجددًا لأحضان قفص كبير في بني جمرة.

حصد الفريق عدة جوائز بأكثر من 80 سباق خليجي على امتداد تسع سنوات، ويحلق الحمام قاطعًا ألف كيلو متر برشاقة، فهو البطل الرياضي الذي يحفه أصحابه بعناية خاصة تشمل التغذية، التمرين اليومي وتوفير المحفزات للعودة.


فيما يلي نص الحوار مع علي هارون ممثل الفريق:

عرف بنفسك؟

اسمي علي محمد هارون، عمري 43 سنة، فريقنا يلقب بِـ "هارون تيم" لأن هارون هو اسم عائلتنا، ونحن خمسة أشخاص أنا وإخوتي الاثنان وأبناء عمتي.

لماذا اخترت مجال تربية الحمام الزاجل والسباق به؟

نشأت في قرية بني جمرة التي يحترف الكثير من أبنائها تربية الطيور والحيوانات المميزة، وفي بادئ الأمر كنت أتسابق مع أبناء قريتي بامكانياتنا البسيطة والمحدودة.

ولاحقًا فكرت أنا وفريقي بالاحتراف، فانضممنا الى اللجنة البحرينية للموروث الشعبي في العام 2015، قررنا أن تكون انطلاقتنا قوية وأن نهزم الأبطال فاشترينا حمام زاجل من الكويت والسعودية وبالفعل حققنا نتائج جيدة واعتلينا عرش المركز الأول على مستوى البحرين.

خلال التسعة أعوام فزنا بمراكز متقدمة في 80سباق، حيث نشارك في 10-14 سباق كل شتاء، وفي فصل الصيف نقوم بالتدريب والاعداد للموسم الجديد في العام المقبل. ونسابق في السعودية لمسافات تتراوح بين 200-1000 كيلو متر.

ما هي الإنجازات التي يعتز بها الفريق؟

انجازات الفريق كثيرة ولا يمكن عدها من كؤوس وبطولات، نحن لا نخرج من المنافسة الا بفوز. وأفضل سباقين في تاريخ الفريق كانا في العام 2017 في سباق 3015 كيلو سجلنا المراكز المتميزة من الأول للثامن.

كيف طورتم الهواية كفريق؟

تطوير الهواية وتمرين الحمام يتطلب وجود برنامج رياضي تدريبي شامل، تغذية صحيحة، نوم صحيح، هدوء وراحة للحمام، توفير فيتامينات ومحفزات، وتدريب تدريجي لزيادة المسافات واللياقة بالطبع. الحمام الزاجل مثل اللاعب الرياضي الذي إذا اختل أي عامل من العوامل السابقة سيضعف مستوى الأداء.

من الناحية المادية، كم تكلفك العناية بالحمام وتوفير الاحتياجات؟

يختلف حسب عدد الحمام، ولكن اجمالا في الموسم يكلفني ألف دينار في الموسم المكون من 4 أشهر، ولكن حتى لو كلفني ذلك عشرة آلاف دينار سأظل ملتصقا بهوايتي لأنني أحبها وأحب المتعة التي تحصل من خلالها والاجتماع بمختلف المستويات والطبقات الاجتماعية من البشر من كل دول الخليج على حب المنافسة والهواية.

كيف يسابق الزاجل ويعرف طريق العودة؟

منذ بدء الخليقة والزاجل معروف بإيصال الرسائل، وذلك لا يعني أنه يعرف كل العناوين في العالم، ولكن الطريقة التي يوصل فيها الرسائل كالآتي: يربي الإنسان الحمام في منزله فيألف المنزل ويحفظ موقعه، وبعد ذلك يهديه لأصحابه وللأماكن التي يريد أن تصله منها الرسائل، وما ان يرغب الشخص في إيصال رسالة عبر الزاجل، يطلقه للسماء فيعود لمنزل صاحبه الأصلي، وبهذه الطريقة يتبادل الناس الحمام لإرسال الرسائل.

اجمالًا في السباق، يجب أن يألف الحمام منزل صاحبه ليعود اليه مهما أبعدته المسافات، وهكذا يطلق الحمام في صحراء السعودية ويعود مجددًا لمنزله في بني حمرة فيفوز.

هذا السباق دولي وله تاريخ قديم بدأ في أوروبا ووصلنا لاحقًا.

ما طريقة السباق وشروطه؟

يرتدي الحمام في أقدامه مغناطيس أزرق، نشتريه من الاتحاد البلجيكي، وحجل آخر نلفه على قدمه يسجل فيه عمره ومعلوماته.

وفي السباق نسجل معلومات الطير في المغناطيس الأزرق ونستخدم ساعات وكالات، مثل ساعة "برايكون البلجيكية" التي نسجل فيها رقم المغناطيس على قدم الطير، فعندما يعود الطير وينزل لمسكنه يرن المغناطيس في جهاز الساعة، ويسجل من خلاله التوقيت وسرعة الطير ورقمه وكل معلوماته، وهكذا تفرز النتائج.

ما هي أسعار الحمام؟ وكم طيرًا تملك؟

أسعار الحمام الزاجل متفاوتة، تعتمد على عائلته ودمه وتاريخه في الفوز، وتتراوح بين 400 دينار الى 20ألف دينار، وأملك قرابة ال 300 طير.

ما التحديات التي واجهتك؟

المنافسة هي التحدي، في كل فترة ينضم هاوٍ جديد يبحث عن أقوى منافس ليفوز على البطل ويتقدم في السباق، وكلما فاز أحدهم جاء هاوٍ جديد ليفوز عليه، وهذا جمال المنافسة. في البحرين تقريبًا أكثر من 60 هاوٍ في سباقات الزاجل.

ما علاقتك بالحمام وماذا تعلمت خلال سنوات من تربية هذا الطير؟

علاقتي بطيوري مثل علاقتي بأفراد عائلتي، أمضي جل وقتي بصحبتهم أكثر م عائلتي الحقيقية، الزاجل طير وفي لصاحبه على عكس البشر الذي قد يخذلك، الحمام الزاجل كله وفي ولو تأخر في العودة أعرف بأنه سيعود وأخره ظرف قاهر.