أقامت البعثة الدائمة لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، فعالية بمناسبة اليوم الدولي للضمير الذي يصادف الخامس من أبريل من كل عام، وذلك بمشاركة رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس.

واستهل المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير جمال الرويعي، الفعالية بكلمة ترحيبية أكد فيها أن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المُعظم، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، قد بنت على إرثها وتاريخها الحضاريين كبلد يجمع بين مختلف الثقافات والتقاليد التي تعيش في سلام ووئام لتصبح أنموذجاً رائداً في المنطقة في تعزيز ثقافة السلام والحوار والتعايش السلمي.

وأوضح المندوب الدائم أن الأمم المتحدة اعتمدت اليوم الدولي للضمير استجابة لمبادرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، مشيدًا في هذا الصدد بعدد من المبادرات الإقليمية والدولية لمملكة البحرين، ومن بينها إطلاق إعلان مملكة البحرين لتعزيز التسامح والحريات الدينية، وإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وإطلاق كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في جامعة لاسابينزا في الجمهورية الإيطالية، إضافة إلى الجهود الإنسانية التي تقوم بها المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية.



كما تطرق السفير إلى إنشاء جلالة الملك المُعظم في عام 2009 "جائزة عيسى لخدمة الإنسانية"، والتي هي بمثابة مصدر إلهام للشباب في مختلف أنحاء العالم للبحث عن طرق مبتكرة لتغيير العالم ولعب دورهم في خدمة الإنسانية، والإعلان عن جائزة الملك حمد للتعايش السلمي خلال افتتاح منتدى حوار البحرين "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" في نوفمبر 2022 بحضور قداسة البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب.

وأوضح المندوب الدائم أنه في عالم يتسم بالصراعات والتحديات الملحة، هناك حاجة ملحة لإيقاظ الضمير وإحساس أقوى بالمسؤولية المشتركة، حيث نخاطر بتقويض الثقة في التضامن الإنساني بسبب المعايير المزدوجة وتزايد العنصرية وخطاب الكراهية.

وفي هذا الصدد، جدد السفير موقف مملكة البحرين الثابت الداعي إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وتيسير تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية دون عوائق إلى المدنيين، وتعزيز حمايتهم في القطاع بأكمله، ورفض تهجيرهم القسري من أراضيهم، انطلاقًا من التزامها بمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

كما دعا المندوب الدائم المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في إنهاء الوضع الإنساني الكارثي الراهن وإحياء عملية السلام من خلال منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لحل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية.

من جهته، أعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس، عن تقديره العميق لمملكة البحرين لتنظيمها هذه الفعالية التي ترمز إلى جهود المملكة النشطة والمحمودة لتعزيز ثقافة السلام على الصعيد الدولي، وهو ما يتفق مع أولويات رئاسته، وعلى وجه الخصوص، الأولوية الخاصة بالسلام، مؤكداً أهمية الاحترام المتبادل والتفاهم والتضامن والحوار والتسامح والتعاون، والأهم من ذلك، احترام حقوق الإنسان.

وأكد أيضاً أهمية العمل بجدية أكبر وإعطاء المزيد من التركيز المتزايد والمستمر لتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان، ونبذ سيكولوجية الكراهية الضارة والمدمرة ووضع حد لها، وإبعاد التمييز عن كل جانب من جوانب التفاعل البشري، بما يضمن التنمية المستدامة لجميع الناس في كل مكان.

كما وألقت نهال سعد، كلمةً نيابة عن الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ميغيل أنخيل موراتيونس، أشارت فيها إلى تصاعد الصراعات في المناطق الساخنة حول العالم على الرغم من احتفالنا باليوم الدولي للضمير، مؤكدة على ضرورة التذكير بميثاق الأمم المتحدة والتزاماته، مؤكدة أن صون وبناء السلام يتطلب تشاركية وتفاعلاً واحتراماً للتنوع الثقافي والديني، مشيرة إلى جهود تحالف الأمم المتحدة للحضارات في تعزيز الحوار وتحويل الصراعات إلى فرص بناءة للتعاون والتآزر خاصة عبر خطة عمل الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية التي أطلقها الأمين العام في عام 2019.

هذا وشارك في الفعالية عدد من السفراء المندوبين الدائمين ونوابهم وممثلي الدول الأعضاء والمنظمات الدولية وعدد من المنظمات غير الحكومية.