85٪ زيادة الوفيات لمن تزيد أعمارهم عن 65 سنة..

أوضحت رئيسة جمعية أصدقاء الصحة د. كوثر العيد أن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يعتبر من أهم المشكلات الصحية والبيئية والمهنية، فالإجهاد الحراري هو السبب الرئيس للوفيات الناجمة عن سوء أحوال الطقس ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم الاعتلالات الكامنة بما فيها أمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري والصحّة النفسية والربو، كما يمكن أن يزيد خطورة التعرّض للحوادث وانتقال بعض الأمراض المعدية، مشيرة إلى أن ضربة الشمس هي حالة طبية طارئة تسبّب ارتفاعاً في معدّل الوفيات الناجمة عنها.
ووفقاً للدكتورة العيد أثبتت الدراسات العلمية أن عدد المُعرّضين للحرارة الشديدة بسبب تغيّر المناخ في جميع أقاليم العالم يتزايد باطراد، وقد زادت الوفيات الناجمة عن الحرارة في العالم بين من تزيد أعمارهم على 65 عاماً بنسبة 85٪ تقريباً في الفترة الواقعة بين عامي 2000-2004 وعامي 2017-2021.
وقد يتسبّب اندلاع موجات الحر الشديدة في ارتفاع معدّل الوفيات بشكل حاد في أنحاء متفرقة من العالم، وتتشكل خطورة التعرّض للحرارة بفعل عوامل فسيولوجية، مثل العمر والحالة الصحّية، وعوامل التعرّض مثل المهنة والظروف الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء.
وحول أعراض ضربة الشمس والتصرف السليم في حال حدوثها، قالت العيد: «تحدث ضربة الشمس عندما ترتفع درجة حرارة الجسم بسرعة، ويعجز الشخص عن تبريد جسمه، ومن الممكن أن تكون هذه الحالة مهددة للحياة لأنها تُسبب تلفاً في الدماغ وبقية الأعضاء الحيوية في الجسم، وهي قد تحدث نتيجة لممارسة نشاط شاق في الحر أو البقاء في مكان حار لفترة طويلة».
وبحسب د. العيد «قد تحدث ضربة الشمس دون وجود أي مرض مرتبط بالقلب، مثل الإنهاك الحراري، تشمل أعراض ضربة الشمس حُمى تبلغ 40 درجة مئوية أو أكثر، وتغيرات في الحالة العقلية أو السلوك، مثل التشوش أو الهياج أو تداخُل الكلام، سخونة الجلد أو جفافه، أو التعرق الشديد، وغثيان وقيء، واحمرار الجلد، وزيادة سرعة نبضات القلب، سرعة التنفس، الصداع، نوبة تشنجية، وقد تصل إلى حد الإغماء والغيبوبة».
أما بشأن الإسعاف الأولي لضربة الشمس فقد أوضحت أنه «إذا تم الاشتباه في الإصابة بضربة الشمس، علينا أولاً طلب المساعدة الطبية لأنها حالة طارئة، وبعدها اتخاذ الإجراءات المناسبة لتبريد جسم المصاب حتى تصل المساعدة ومنها إبعاد المصاب عن مصدر الحرارة على الفور والجلوس بالظل. محاولة تبريد جسم المصاب بأي وسيلة متاحة منها وضع المصاب في مغطس ماء بارد أو تحت دش من الماء البارد، أو رش المصاب بخرطوم ري الحديقة إن كنتم متواجدين بالحديقة، تدليك جسم المصاب بإسفنجة مبللة بماء بارد، توجيه مروحة على المصاب مع رشه برذاذ ماء بارد، وضع كمادات باردة أو المناشف الباردة المبللة على العنق وتحت الإبطين وبين الفخذين، تغطية المصاب بملاءات مبللة بماء بارد».
وتابعت أنه «إذا كان المصاب واعياً تماماً، فليشرب الماء البارد، وأما إذا فقد الشخص الوعي ولا تبدو عليه أي علامات تدل على عمل الدورة الدموية، مثل التنفس أو السعال أو الحركة، فابدأ الإنعاش القلبي الرئوي حتى تصل المساعدة الطبية».
وحول كيفية الوقاية من ضربة الشمس، شددت د. العيد على «عدم التعرض لأجواء حارة والتي قد تسبب درجات الحرارة المرتفعة ضربة الشمس للأطفال، وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، حتى دون ممارسة أي نشاط بدني فبمجرد وجودهم في بيئة ذات جو حار قد يصابون بإنهاك حراري أو ضربة شمس، ويزداد هذا الخطر مع قلة شرب السوائل أو ارتداء ملابس ثقيلة تمنع وصول الهواء للجسم، فيجب الإكثار من شرب السوائل مثل الماء، وارتداء ملابس قطنية تمتص العرق وفاتحة لعكس أشعة الشمس».
ودعت إلى «عدم ممارسة الأنشطة البدنية في الطقس الحار، حيث تزيد ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني في جو حار من احتمالية الإصابة بضربة شمس، وقد يؤدي تجاهل بعض الأشخاص أعراض ضربة الشمس المبكرة إلى تفاقمها، فيجب اختيار الأوقات والأماكن المناسبة لممارسة النشاط البدني مثل المجمعات التجارية الصديقة للصحة».
وفيما يخص كيفية الحفاظ على سلامة الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة خلال هذه الموجة، بينت أنه «يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية التي تقلل من فرص الإصابة بضربة الشمس، كما يجب الانتباه إذا ظهرت أي من أعراض ضربة الشمس عند الأطفال، أو الرضع، أو كبار السن خاصة في موجات الحر الشديدة.
وفي حال الخروج في الأجواء الحارة ينصح باتباع الإجراءات الوقائية الآتية التي تقلل من فرص ضربات الشمس:
- ارتداء ملابس فضفاضة فاتحة اللون أثناء التعرض للشمس، فالملابس الداكنة تمتص أشعة الشمس بينما تعكس الملابس الفاتحة أشعة الشمس، بالإضافة لأهمية ارتداء قبعة، أو استخدام مظلة للوقاية من حرارة الشمس.
- شرب كمية كافية من السوائل خلال اليوم للوقاية والتخفيف من أعراض ضربة الشمس المبكرة، إذ يتسبب الجفاف ونقص الأملاح في الإصابة بالعديد من مضاعفات ضربة الشمس، وينصح بشرب السوائل كل 15-20 دقيقة، حتى لو لم يشعر الشخص بالعطش، وللعلم إن لون البول الفاتح يشير إلى أن الشخص يشرب كميات كافية من السوائل، أما البول الغامق فهو إشارة إلى معاناة الجسم من جفاف، وينصح بتقليل المشروبات التي تحتوي على كافيين مثل الشاي أو القهوة.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس فترة طويلة قدر المستطاع، وجدولة أوقات الخروج من المنزل لتكون قبل العاشرة صباحاً وبعد السادسة مساء، وإذا كان لابد من الخروج في أوقات الظهيرة، فينصح بأخذ أكثر من استراحة أثناء المشي أو ممارسة أي نشاط بدني.
- الحرص على تجنب ممارسة الأنشطة البدنية في الأجواء شديدة الحرارة كالمشي مسافات طويلة، كما ينبغي على الأشخاص غير المعتادين على درجات الحرارة العالية أن يكونوا بمنأى عن أشعة الشمس الحارة، ونيل فترات متقطعة من الراحة في مكان بارد في الظل، وتناول كميات وافرة من السوائل للوقاية والتغلب على أعراض ضربة الشمس المبكرة حال ظهورها.
- الحرص على عدم ترك الأطفال أو كبار السن في سيارة مغلقة، حتى وإن كانت الشبابيك مفتوحة، فارتفاع الحرارة يكون سريعاً وخطيراً في أيام الصيف، وارتبط ذلك بالعديد من حوادث وفيات الأطفال بسبب حدوث ضربة شمس عند الأطفال.
- الحرص على مراقبة أعراض ضربة الشمس المبكرة والعمل على معالجتها بالسرعة اللازمة.
- وضع واقٍ شمسي يحتوي على عامل حماية يعادل 50 أو أكثر عند الخروج وقت النهار.